خطر البقاء.. كيف يؤثر التغير المناخي على الكائنات الحية؟
خلال الفترة الماضية تصاعد اهتمام العالم بقضايا البيئة والتنوع البيولوجي حول العالم، حفاظًا على استمرارية حياة الإنسان على كوكب الأرض، لاسيما بعد تزايد مشكلات التلوث البيئي في العالم.
استراتيجية التغير المناخي 2050
وفي هذا الصدد، أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، مشددة على أن الملف شهد اهتمامًا متصاعدًا منذ 2019، على أن تشمل تلك الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ مرحلتين، مرحلة الإطار العام الذي تم الموافقة عليه في يونيو الماضي، وأخرى عن إعداد الاستراتيجية كاملة.
وأعلنت وزارة البيئة أن استراتيجية تغير المناخ تهدف إلى تخطيط مصر وإدارة تغير المناخ على مستويات مختلفة ودعم تحقيق غايات التنمية المستدامة وأهداف رؤية مصر 2030 باتباع نهج مرن ومنخفض الانبعاثات.
يذكر أن تكلفة التأثيرات البيئية التي تم اعدادها بالتعاون مع البنك الدولي كشفت أن تلوث الهواء بالقاهرة الكبرى يكلف الدولة ٤٧ مليار جنيه سنويا، وفق الإحصائيات المعلنة عن وزارة البيئة.
تهديد حياة الكائنات الحية
الدكتور نور الدين أحمد، أستاذ العلوم بجامعة عين شمس، أوضح أن مع الطفرة الصناعية التي حدثت مؤخرًا، تسببت في زيادة معدلات التلوث حول العالم وخاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة وتضائل كتلة الجليد بالقطب الشمالي.
وتابع أستاذ العلوم أن ارتفاع درجات الحرارة هو أمر ينذر بكارثة، مرجعًا أسبابه إلى خطورة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير على حياة الكائنات الحية في اليابس والماء.
وأشار أستاذ العلوم إلى أن التلوث الذي يضرب الأرض والبحار نتيجة المؤثرات الخارجية والسلوكيات الخاطئة، من الممكن أن يهدد حياة الإنسان على الأرض فضلا عن انقراض أنواع مختلفة من الكائنات الحية.
الحفاظ على التنوع البيولوجي
وفي عام 2018، بادرت مصر بإطلاق مبادرة بين مختلف جوانب العمل البيئي؛ للحفاظ على التنوع البيولوجي ومواجهة تغير المناخ وتداعياته السلبية، من خلال وقف تدهور التربة وتصحر الأراضي؛ من خلال بذل الجهود الممكنة التي تؤثر إيجابيًا على صحة الإنسان وعلى تحقيقه التنمية الاقتصادية الشاملة.
وضخت الصين 233 مليون دولار في صندوق جديد لحماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية، وذلك خلال قمة محورية للأمم المتحدة حول حماية التنوع البيئي، وسط تباينات حول المبادرة بين الجهات المانحة الكبرى.
التوسع في استخدام الطاقة النظيفة
الدكتور صالح عزب، أستاذ الاقتصاد البيئي، أوضح أنه مع تزايد مشكلات التلوث التي أدت إلى حدوث التغير المناخي، لابد من التعامل مع هذه الأزمة وإيجاد حلول لإنقاذ الكائنات الحية والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأشار أستاذ الاقتصاد البيئي أنه يمكن مواجهة التلوث البيئي من خلال التوسع في استخدام الطاقة النظيفة في مختلف القطاعات لاسيما الصناعية، الأمر الذي سيسهم في الحد من انبعاثات الغازات الضارة.
وأضاف عزب أنه من أبرز حلول الحد من التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي، هو زيادة المساحات الخضراء والرقعة الزراعية، مشيرًا إلى أن هذا يقلل من تلوث الهواء ويعمل على زيادة معدلات الأكسجين في الجو وتقليل الغازات الضارة.
مليون نوع من الكائنات الحياة مهددة بالانقراض
وبحسب تقرير صادر عن منصة العلوم والسياسات الحكومية الدولية بشأن التنوع البيولوجي عام 2019، أشار إلى أن الطبيعة تتدهور بمعدل وحجم غير مسبوق، إذ حدث فقدان 85 % من النظم البيئية للمياه العذبة، أما حوالي 3 % فقط من سطح المحيطات لا يزال من الممكن اعتباره خاليا من ضغط البشر.
وأوضح التقرير، أنه يوجد نحو مليون نوع من النباتات والحيوانات، مما يقدر بنحو 8 ملايين نوع في طريقها للانقراض، نتيجة التدعي على النظم البيئية وتدهور التنوع البيولوجي على مستوى العالم.