الصحف السعودية والعُمانية: العلاقات بين مسقط والرياض تشهد تَّعاونًا وثيقًا
أجمعت الصحف السعودية والعُمانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على أن العلاقاتُ بين الرياض ومسقط تشهد تعاونًا وثيقًا، لا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، منوهة بأن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الأمير مُحمد بن سلمان ولي العهد السعوي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى السلطنة.
ومن جانبها، قالت صحيفة "البلاد" السعودية في افتتاحيتها بعنوان “وحدة الصف الخليجي”، إن المملكة تكثف مشاوراتها وتحركاتها على أعلى مستوى مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ تعزيزًا للعلاقات الأخوية والمصالح المشتركة التي يقوم عليها هذا الكيان الخليجي الكبير والمؤثر، واستعدادًا للقمة الخليجية في الرياض منتصف الشهر الحالي، حيث بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسائل خطية لقادة دول المجلس تتعلق بالعلاقات الأخوية الوطيدة وسبل دعمها وتعزيزها.
وأضافت أن خادم الحرمين الشريفين حريص على التواصل مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعزيز روابط الأخوة لما فيه خدمة ومصلحة شعوب دول المجلس، لذلك تأتي الزيارات الرسمية التي يقوم بها ولي العهد السعودي لدول مجلس التعاون، للقاء قادة دول الخليج لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
فيما أوضحت صحيفة "عكاظ" السعودية في افتتاحيتها بعنوان “المملكة والتكامل الخليجي”، أن زيارة ولي العهد السعودي لدول مجلس التعاون تكتسب أهمية مستمدة من توقيتها، ومدتها، والأحداث المحيطة بخليجنا العربي، وأبرز الملفات الاستراتيجية المعدة لمزيد من التضامن وتعزيز التكامل، وتذليل العقبات المعترضة سبيل توحيد المواقف تجاه الأمن الإقليمي والدولي، وانتهاج سياسة الاعتماد على الكيان الخليجي.
وبينت الصحيفة أن ولي العهد يبحث مع القادة بدول الخليج كافة المستجدات على الساحتين الخليجية والعربية، ويتبادل معهم ما يقوّي أواصر العلاقات السعودية الخليجية، وتأمين مستقبل الأجيال بالأفكار والمشاريع المتوائمة مع الرؤى الخليجية الواعدة.
وأكدت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها بعنوان (العمق الإستراتيجي) السياسة الخارجية للمملكة تولي منطقة الخليج العربي أهمية "استثنائية"، تحرص معها على تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، ويعود ذلك الاهتمام إلى عدة عوامل مهمة، ليس أولها المصير المشترك بين دول المنطقة، والعامل الاجتماعي من ترابط أسري وقبلي وتاريخي، يربط شعوبها، وليس آخرها الجوار الجغرافي الذي تتمتع به دول الخليج، ويعتبر مميزًا وفريدًا بين شعوب العالم أجمع، والأهم من ذلك التماثل إلى حد التطابق للأنظمة السياسية والاقتصادية بين هذه الدول.
وتابعت: وتمثل منطقة الخليج عمقًا إستراتيجيًا للمملكة بجميع أبعاده، ومن هنا ترسخت العلاقات بين السعودية ومحيطها الخليجي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وازدادت هذه العلاقات قوةً ومتانةً مع أبنائه من بعده، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده اللذين يسعيان إلى تدعيم هذه العلاقات، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التعاون والتحالف الذي يثمر عن شراكات إستراتيجية، تنعكس بالفائدة على شعوب المنطقة واستقرارها وتنميتها.
وقالت إن المملكة تؤمن أن التشاور الدائم مع قادة دول الخليج العربي، وتنسيق الأدوار بينهم، وتعزيز التفاهمات باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى، أمرًا مطلوبًا وبصفة دائمة، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيه المنطقة العربية صراعات إقليمية متعددة، تتطلب من قادة الخليج اليقظة الدائمة والاستعداد لأي مفاجآت قد تأتي من هنا أو هناك، وهذا ما يحرص عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقرر القيام بجولة خليجية، يبدأها بسلطنة عُمان، مروراً بدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم قطر والكويت.
وقالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان (الجولة الخليجية.. والأواصر الراسخة) إن جولة ولي العهد الخليجية وكما أنها جولـة تلتقي مع الأطر الشاملة والنهج الراسخ لعلاقات المملكة مع دول مجلس التعاون والقائمة على وحدة القرار والرؤية عطفا على وحدة المصير والشراكة الدائمة بغية تحقيق الـتنمية المستدامة لـدول الخلـيج والمنطقة، فهي أيضًا زيارة تكتسب أهمية إضافية ترتبط بالبعد الزمني لها، حيث إنها تأتي قبيل قمة دول مجلس التعاون التي تحتضنها الرياض منتصف الشهر الجاري.. وهو ما يرسم أمامنا ملامح حجم الشراكة والتعاون والحرص والدقة التي تصاحب كل ما سينبثق عن هذه الجولة بما يعزز إجمالًا الركائز التي تقوم عليها العلاقات السعودية الخليجية.
وأضافت الصحيفة: "أن تكون سلطنة عمان هي أولـى محطات جولة ولي العهد فهذا يأتي بمثابة دلالة أخرى على متانة الـعلاقات الـتاريخية والأخوية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وتجسيد للروابط والأواصر الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتعزيز للآمال والتطلعات المشتركة بينهما.. كما أنها زيارة تعكس الـعلاقات الاستثنائية بين الأشقاء وترسّخ مبادئ الـتشاور الأخوي وتلاقي الـرؤى والأخوة المشتركة، والتفاهم الكامل، والحرص على ترسيخ الـتعاون الـوثيق في الـنظرة المستقبلية الـداعمة لما فيه خير وأمن البلدين والشعبين الشقيقين، وتأتي شاهدًا على متانة العلاقات بين البلدين ولترسيخ عمق العلاقات الوطيدة والمتجذّرة بينهما".
أما الصحف العُمانية فسلطت الضوء على زيارة ولي العهد السعودي إلى السلطنة، وقالت صحيفة "الرؤية" في افتتاحيتها تحت عنوان (ضيف عُمان) إن زيارة ولي العهد السعودي تتزامن مع اقتراب افتتاح الطريق البري المُباشر بين البلدين والذي يُمثل أهمية حيوية ليس فقط على مستوى العلاقات التجارية الثنائية؛ بل يمتد الأمر لما هو أبعد من ذلك، فهذا الطريق بمثابة شريان بري مُباشر ويُساعد في سهولة انتقال البضائع من الموانئ الاستراتيجية العُمانية إلى الأراضي السعودية.
وأضافت أنه مع افتتاح الطريق المُباشر، سيكون من اليسير انتقال البضائع من ميناء مثل الدقم، قادمة من شرق آسيا أو من أفريقيا، لتصل إلى موانئ جدة وجازان وينبع وضباء والملك عبدالله، وغيرها الكثير، أو حتى إلى الأسواق السعودية المحلية، فضلًا عن إمكانية إعادة التصدير إلى دول عدة تتشارك الحدود البرية أو المائية مع المملكة، مثل الأردن أو العراق أو الكويت أو البحرين أو مصر، إذن نحن أمام طريق بري مُباشر يربط جنوب شبه الجزيرة العربية مع شمالها، ما يُعزز الآمال بإحداث نقلة نوعية في حركة التجارة البينية.
وتابعت الصحيفة: "تتجلى أهمية الزيارة أيضًا في ظل التوقعات بأن يوقع البلدان اتفاقية لإنشاء مدينة اقتصادية باستثمارات عُمانية سعودية، وذلك في إطار الأفكار المطروحة بين الجانبين لتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة بعد النجاحات التي حققتها "قمة نيوم" وما أعقبها من توقيع مذكرات تفاهم وتعاون في العديد من المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها، إلى جانب ما خرج به المُنتدى الاستثماري العُماني السعودي في نهاية أغسطس الماضي، من نتائج وتأكيدات على الفرص الاستثمارية الواعدة والشراكات المتنوعة بين قطاعي الأعمال العُماني والسعودي، بحسب ما صرَّح به الوزراء في كلا البلدين.
وقالت صحيفة "الوطن" العمانية في افتتاحيتها تحت عنوان "انطلاقة عمانية سعودية نحو تعاون مثمر" إن زيارة الأمير محمد بن سلمان تأتي تأكيدًا على ما تشهده العلاقات العُمانيَّة السعوديَّة من نُموٍّ مطَّرد في جميع المجالات والأصعدة، خصوصًا نَحْوَ ترسيخ الاستثمار المُتبادل بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في العديد من القطاعات الحيويَّة التي تهمُّ البلدَيْنِ، وذلك في خضمِّ الطموحات الكبيرة لتحقيق قفزات اقتصاديَّة كبرى في البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ تقوم على التَّنويع الاقتصادي.
وأضافت أنَّ زيارة وليِّ العهد السعودي للسَّلطنة تعكس الرَّغبة الجادَّة لدى البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في هذا التعاون، وتكتسب أهميَّة كبيرة في العديد من الأصعدة والمستويات الثنائيَّة، فهي تمثِّل انعكاسًا للعلاقات الأخويَّة الوطيدة بَيْنَ السَّلطنة والمملكة، وترجمةً للرَّوابط المَتينة التي تجمع البلدَيْنِ والشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ وما يربطهما من وشائج ومصالح مُتبادلة والمكانة الإقليميَّة والدوليَّة التي يتميَّز بها البلدان، وتحمل تطلُّعات الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ إلى تحقيق مستقبَلٍ أفضل، وتعاون مُثمر ينعكس على المستويات والأصعدة كافَّة، فالتَّكامل الاقتصادي بَيْنَ السَّلطنة والسعوديَّة يُنظر له في ظلِّ هذه الزِّيارة بتطلُّعات كبرى تُناسب الطموحات بَيْنَ الشقيقتَيْنِ.
وفي افتتاحيتها تحت عنوان "عُمان والسعودية.. الاقتصاد يعزز السياسة" قالت صحيفة (عُمان) العُمانية إن الـ 13 مذكرة تفاهم التي تم توقيعها أمس تأتي من أجل العمل المشترك وتعكس توجهات العلاقات الجديدة بين البلدين التي تأخذ منحى اقتصاديًا يعزز الجوانب السياسية والاجتماعية القائمة والراسخة على مدى خمسة عقود من الزمن.
وأشارت إلى أن قاطرة الاقتصاد تقود الرؤى المستقبلية في البلدين من خلال توجهات الرؤية المستقبلية: «عمان 2040» و«السعودية 2030» اللتين تركزان في جوهرهما على النهوض بالقطاعات الاستثمارية وتحويل البلدين إلى واجهات اقتصادية عالمية.. مؤكدًا أن سلطنة عمان تمتلك وكذلك المملكة العربية السعودية الكثير من المقومات التي تمكنهما من الانطلاق نحو هذه الفضاءات الاستثمارية الواعدة، ومع البدء في بناء تكتلات اقتصادية كبيرة مدعومة بالقرار السياسي والمصالح المشتركة فإن حظوظ النجاح كبيرة جدا وهذا ما تطمح له القيادة في البلدين الشقيقين ويحقق طموحات الشعوب.
وأكدت أن هذه الانطلاقة الجديدة بين سلطنة عمان وبين المملكة العربية السعودية تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جوهرية تستحق المتابعة على كل المستويات، وتستطيع عُمان والسعودية دخول المشهد الجديد في المنطقة بسلاح قوي يكمن في التكامل والتعاون بين البلدين وخاصة في الجوانب الاقتصادية التي ستدير وحدها توجهات المنطقة خلال السنوات القليلة القادمة.