«سلامتك يا أستاذ».. أدباء ومفكرون يروون طرائفهم مع إبراهيم عبد المجيد
في الآونة الأخيرة، أصيب الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد بوعكة صحية، نتج عنها سفره إلى مدينة زيورخ بسويسرا، إذ أوضح في عدد من المنشورات عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أنه سيخضع لتدخل جراحي، ووصل الأمر لإجراء أكثر من عملية جراحية في العمود الفقري، لذا فتحت «الدستور» باب الرسائل لأصدقاء وشركاء الطريق ومحبي إبراهيم عبد المجيد، قائلين «سلامتك».
عبد المنعم رمضان: أيامنا القادمة خيمة عالية وطويلة تؤوينا
وجاءت أولى الرسائل من الشاعر عبد المنعم رمضان، قائلا: «إبراهيم أعترف لك أن الكلام ضيق ومهما اتسع لن يتمكن من الإحاطة بالحميم من مشاعرنا فالكلام دائما ضيق، الكلام، على سبيل المثال، أضيق من لقاءاتنا الأولى، قبل أن نتعارف، أيام كنا عضوين بنادي السينما، نذهب مرة كل أسبوع إلى قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، كان في كل أسبوع يوم اثنين، وأصيل كل يوم اثنين وقبل السماح لنا بالدخول، كنت تنصب قامتك أمام الباب، ضخامة قامتك كانت أمارتك على الطيبة، هكذا أحسست منذ اللحظة الأولى، في الأزمنة التالية ستتأكد هذه الطيبة».
وتابع: «أكثر ما يسعدني الآن يا إبراهيم ليس فقط ذكريات سهراتنا وأسفارنا في ليل القاهرة، وليل باريس، وليل المغرب، ليس فقط ذكريات سهراتنا في بيوت أحببنا أصحابها، ليس فقط ضحكاتنا التي كانت ترتج لها أجسادنا بالقدر الذي كثيرا ماهيا لأرواحنا أن تطير، لابد أنك ستذكر طيران أرواحنا، لابد أنك ستذكر، أنهما أرواحنا وأجسادنا، كانا يستبيحان كل شئ إلا سوء النية».
وأوضح «رمضان»: «عمومًا ضمن أكثر ما أسعدني أيامها، ويسعدني الآن أنني شاركتك محبة الإسكندرية، مثلما شاركتني محبة القاهرة، لن أنسى أنني كنت الشريك الأهم في اختيار عنوان روايتك الجميلة "لا أحد ينام في الإسكندرية"، أنت تعرف أنني كتبت عنها، عن الإسكندرية مصحوبة بكفافيس أقرب قصائدي إلى قلبي، يا إبراهيم أعترف لك أن الكلام ضيق، مهما طال، لكنه الآن يتسع ويسمح لي بأن أتهيأ لاستقبال أيام أخرى طويلة، سنجعلها بإرادتنا خيمة عالية وطويلة تؤوينا وتساعدنا على قهر صحراء العمر».
وختم: «يا إبراهيم اسمح لي أن أحس الآن بامتلاء وفخر وغرو، أن أحس أنني جميل لأن أصحابي جميلون، ولأنك صاحبي سأطلب منك أن تساعدني علي الاستمرار، سأطلب منك أن تتشبث بيدي كما أتشبث بيدك، بأن تصبح طيبتنا التي ساهمت شيخوختنا في تكريسها، أن تصبح الزاد من أجل البقاء، من أجل حق البقاء، حيث ستخايلك رواية جديدة، وتخايلني قصيدة لم أعرفها من قبل».
إنعام كجة جي: ستعود إلينا لأن ضحكتنا لم تنته
ومن جانبها، أرسلت الروائية العراقية إنعام كجة رسالة تقول: «عزيزي إبراهيم.. غافلتنا وذهبت ترمم عمودك الفقري الذي أتعبك وسلبك ضحكتك الجميلة.. ضحكة الأب السعيد وهو يروي، مرة بعد مرة، كيف اصطاد ولده طيور لاروشيل لعمل وليمة شواء «ما حصلتش».
وتابعت: «الولد نفسه الذي غنينا في عرسه ذات ليلة قاهرية رائقة كنت فيها أبو العريس وأمه يا إبراهيم، ستعود إلينا لأن ضحكتنا لم تنته، ولأن سهير وهدى ورشا ووهيب في انتظار بقية الحكاية، ولأن العمود الفقري الذي سندك طودًا سكندريًا فارعًا سيتعافى، استجابة لكل هذه الأدعية الطالعة من قلوب محبيك.
حسين حمودة: قاوم وعد من أجل الشباب
من جانبه، أرسل الناقد والأكاديمي دكتور حسين حمودة، رسالة قائلا: «نحن هنا في مصر، كل أصدقائك، ينتظرون مجيئك سالما.. ويتوقعون منك ما توقعوه منك دائما، الصبر على المكاره، والمقاومة، والعمل الدائب من أجل الكتابة والإبداع.. هذا ليس جديدا عليك ولا علينا».
وتابع حمودة: «نحن هنا نعرف آلامك، ونعرف أنها سوف تنتهي قريبا.. فأرجوك بعض الصبر القليل وسوف تنتهي كل المتاعب.. أنت تذكر آلام ركبتك، ومشقة الحركة، في الفترة الطويلة الماضية.. وتذكر كم تمنيت أن تنتهي هذه الآلام وتلك المشقة.. والعمليات التي تقوم بها الآن هي السبيل الوحيد لهذا.. الطب والعلم يقولان هذا وأنت تعرف هذا لأنك تؤمن بالطب وبالعلم».
ولفت، إلى أنه في السنوات الماضية، كنت حضرتك، والأستاذة نوال مصطفى، وأنا، في لجنة تحكيم مسابقة "إبداع" لشباب وشابات الجامعات المصرية.. ولعلك تذكر، كما أذكر، كيف كانت لقاؤاتنا مع هؤلاء الشباب جميلة، محتشدة بمحبة الحياة ومحبة الإبداع.. طيب.. من أجل هؤلاء الشباب، الذين ينتظرونك، يجب أن تقاوم.. أرجوك.
وختم «حمودة»: "يا أستاذ إبراهيم.. أنت مثال لكثيرين على الإرادة ومحبة الحياة ومقاومة الأوجاع.. يا أستاذ إبراهيم.. كلنا هنا بانتظارك.. أرجوك عد كما عودتنا، قويا، متفائلا، سائرًا على قدميك.
زينب عفيفي: في انتظارك
وراء كل ألم عظيم، رجل قوي يحتمل أوجاعه، ليلقي بها بين أوراقه، ونقرأ عملا عظيما من كاتب أحببناه، ننتظر عودته سالمًا، ليروي لنا تجربته مع الألم، لا أحد يستطيع أن يهرب من أوجاعه وخاصة إذا كانت مبرحة، لكنك تستطيع بقوة إرادتك وإيمانك وصلابتك، نعم أن تجتاز محنة مرضية، لكني على يقين من إنك سوف تتغلب عليها، لا شيء بعيد عن قدرة الله في الشفاء ونحن جميعا ندعو لك بالعودة سالمًا معافيًا.
«لا يأس مع الحياة»، أليست هذه هي كلماتك التي تكتبها في مقالاتك، وتعبر عنها بين سطور رواياتك، ستمر أزمة المرض، وتخلف لنا أجمل الكتابات، لا كتابة بدون وجع حقيقي، أعرف أنك تتألم، ولكني على يقين من أنها شدة وتزول، مثل أزمات كثيرة مرت في حياتنا وتغلبنا عليها، وأنت تمتلك القلم الذي يكتب الوجع وينتهي في عمل إبداعي جديد، أن تجاربنا في الحياة بعضها يعطينا دروسًا في الحياة وبعضها يعلمنا الصبر عليها، وأنت عاشق للحياة، وكلنا ننتظر عودتك لتكتب لنا رواية لا يكتبها أحد غيرك، أننا جميعا ندعو الله أن تعود لنا سالما لتكتب لنا أروع الروايات.
ضحى عاصي: عد لنتحدث عن النصوص والأحلام
أتى يوم عيد ميلادك أستاذنا وانت هناك على بعد أميال فى المشفى السويسري، تكتب لنا عن الرجل الغامض الذي رغم كل ما به من ألم استطاع أن يربك الحراس ويوقظ المدينه وينام هو؟.
من المؤكد أن الألم سوف يزول وستكسو انسانيتك المعدن والأسمنت، لتعود لنا قادرًا على الحركة والكتابة والعطاء في انتظارك، و لنجلس سويا على المقهى بوسط البلد أو في الإسكندرية، التي لا ينام فيها أحدًا في غيابك لنتحدث عن النصوص والاحلام وأهدى لك نسخه من كتاب جديد لتعطينى نصائحك الغاليه وتدعمني كما تعودت أن تفعل معى منذ ما يقرب من عشرين عامًا.. كل سنة وانت طيب يا أستاذنا، ونحن جميعا في انتظارك بمصر لنحتفل بك.
صابر رشدي: ننتظرك لتزرع الأمل في الكتابة
ومن جانبه، قال صابر رشدي: «ربما كان إبراهيم عبد المجيد الروائي المصري الوحيد الذي استطاع القفز من فوق السور الذي وضعه كتاب جيل الستينيات حول أنفسهم كحماية لهم وحصارا للآخرين، لقد وضع نفسه بينهم بمنجزه الأدبي الكبير والاهتمام النقدي والمقروئية العالية، كاسرًا هذا الاحتكار الشرس، رغم أنه من جيل تالي لهم، كان حضوره لافتًا منذ أعماله الأولى في القصة والرواية، وكان حضوره الثقافي منذ البداية في ساحة الثقافة العربية حضورًا مشرفًا.
ويتابع رشدي: «إبراهيم عبد المجيد، الذي قضينا أعظم لحظات عمرنا في ساحات الحرية في أيام يناير العظيمة، وسهرنا الليالي قارسة البرودة نحرس أحلامنا، عمر من الصداقة والمحبة والثناء المتبادل، لا أنسى على الإطلاق دعمه لأول كتاب لي ونشره في الدار الذي يملكها وتنفيذ أكثر من طبعة له، والنسخ الذي كان يقوم بتوزيعها على أصدقاءه مدعومة برأيه الذي أعطى الثقة فيما أكتب».
ولفت رشدي، إلى أنه دائما مايزرع الأمل في الكتابة والإبداع، وأن هناك في نهاية الأمر ثمة اعتراف بالكلمة المكتوبة، وبكاتبها طالما فضل الإجادة على التراكم.
وختم: «محبة الناس لإبراهيم عبد المجيد كانت واضحة في دعوات الجميع له بالشفاء والعودة بسلام من رحلته العلاجية بسويسرا حتى بدأ الأمر كاستفتاء شعبي على محبته ما بيني وبينه حكايات وحكايات ومحبة دائمة، وأنا في انتظار مجيئه لوصل ما انقطع مؤقتا».
سلوى بكر: عد سريعا يا إبراهيم
ومن جانبها، أرسلت الروائية رسالتها قائلة: «يا إبراهيم كل من حولي يتمنى لك الشفاء العاجل، والعودة سريعًا إلى وطنك وناسك ومحبيك، وقراءك، المحبة والتقدير لك أيها الصديق العزيز».