الجيش الأبيض ينتصر على الوباء: بطولات الأطباء وأطقم التمريض على خط المواجهة
طوال ما يقرب من عام ونصف وقفت الأطقم الطبية حائط صد أمام تفشي فيروس كورونا، وتمكنت من تحجيمه إلى حد كبير فلم تنهار البنية التحتية للقطاع الطبي كما حدث في بعض الدول منها دول كبرى خلال الأربع موجات لانتشار الفيروس.
كانت للأطقم الطبية بطولات فريدة طوال فترة مكافحة الفيروس، “الدستور” مع إشادات حسام حسني، رئيس لجنة مكافحة كورونا بشباب الأطباء والتمريض: "يجب أن نفتخر بشباب الأطباء والتمريض ولم يتهرب أحد من الأطقم الطبية فى مصر من مواجهة فيروس كورونا".
شريف شعبان رئيس فريق الطوارئ بمستشفى إسنا التخصصي، واحد من أبطال الفرق الطبية التي واجهت الفيروس منذ بداية انتشاره في مصر، ولأن عمله في مستشفى إسنا بالأقصر التي كانت البؤرة الأولى لانتشار كورونا في مصر، كان أول رئيس لفريق العزل: "جاءنا التكليف بتحويل المستشفى للعزل قبل سفرنا للإجازة بـ6 ساعات فقط ولم يكن بالمستشفى سوى 10 أطباء، فقط، بعد أن قرر باقي الفريق الطبي من سكان إسنا العودة إلى منازلهم خشية العدوى، لأننا كنا نحارب عدوًا لا نعلم عنه شيئ، لكنني والفريق الذي ظل معي قررنا خوض الحرب وعدم الهروب من المسؤولية، فإذا تركنا مكاننا خوفًا من العدوى فمَن يساعد أهالينا المرضي"؟
وتابع "بدأ الطاقم الطبي الذي قرر التطوع لمساعدة المرضى التواصل مع أهلهم وإبلاغهم بقرارهم، لكنني لم أفضل ذلك خوفًا من سيطرة القلق والخوف عليهم.
وواصل: "اخترت الطاقم الطبي الذي يعمل معه واحدًا تلو الآخر، وكان هدفي المساهمة في شفاء أكبر عدد من المرضى، فوضعت خطتي للعمل مع الفريق الطبي المتطوع، ولم يكن الدواء وحده السلاح الذي اعتمدت عليه للعلاج، لكن الحفاظ على نفسية المرضى ورفع الروح المعنوية كانت الأهم، حتى حققت مستشفى إسنا أعلى معدلات للشفاء من الفيروس على مستوى الجمهورية.
كان لياسر سليمان صيدلي بطولة من نوع خاص خلال فترة انتشار كورونا، لأنه قرر مساعدة المصريين بطريقة مختلفة فحصل على دبلومة للعمل ضمن فريق مكافحة العدوى بمستشفى «الحياة» فى بورسعيد، وبعد أن كان يعمل ٨ ساعات فقط يوميًا، أصبح وقت عمله غير محدد بمواعيد، فى ظل جائحة فيروس «كورونا»، التى جعلته معرضًا للعمل لأيام متواصلة دون الحصول على أى إجازات.
وساعد سليمان في تدريب الأطقم الطبية على تطبيق أسس مكافحة العدوى لمنع انتشار العدوى بين الأطقم الطبية.
كان للتمريض دور هام في مواجهة كورونا، وكان السيد شحات رئيس هيئة التمريض بمستشفى بالأقصر التطوع للعمل بفريق العزل الصحي حتى يكون قدوة للممرضين في المستشفى، وقال هدفنا الأول في التعامل مع المرضى هو تنفيذ كامل رغباتهم وتوفير كل ما يحتاجون له من أكل وشرب وترفيه، حتى نخفف عنهم أوجاعهم ونرفع من روحهم المعنوية.
أوضح: "في بداية تحويل المستشفى إلى عزل صحي كان أغلب المرضى من الأجانب وكنا نلبي لهم كافة احتياجاتهم: "إحدى المرضى الأجانب طلبت مني خط تليفون مصري لتتواصل مع أهلها في الخارج وتطمئنهم على صحتها، وبالفعل لبيت لها رغبتها وعندما حاولت دفع ثمن الخط لم أوافق، وعندما غادرت المستشفى إلى بلدها أرسلت لنا رسالة شكر على حسن التعامل معها، وجاءتنا الكثير من رسائل الشكر من سفارات وقنصليات المرضى الأجانب الذين تعاملنا معهم.