بيليه وحليم
"حليم .. حليم .. حليم"
دا كان هتاف مشجعين مصريين كتير، ملوا المكان قدام فندق كونتينتال، اللي هـ يقيم فيه منتخب البرازيل، اللي فاز بـ كاس العالم من سنتين، يعني 1958، وإحنا دلوقتي سنة 1960، منتخب البرازيل دا يضم بيليه وجارنشيا وأساطير وقتها، ومن ضمنهم مهاجم اسمه بيبه.
طبعا بيليه خد أكبر نصيب من الهتاف، ثم حد من الجمهور لمح بيبه، وشاف إنه شبه عبد الحليم حافظ، فـ علق على كدا، والشعور انتقل بين الجمهور، فـ قعدوا يهتفوا: حليم حليم.
فكرة استضافة منتخب البرازيل بدأت مع توقيت فوزهم لـ كاس العالم، واللي تبناها مؤسسة أخبار اليوم الصحفية، كان عليهم الأول إقناع اتحاد الكورة المصري بـ الموضوع، اتحاد الكورة كان خايف من الخسارة، بس أخبار اليوم عرضت عليهم عرض لطيف، الاتحاد يتكفل بـ كل المصاريف، ولو إيرادات الماتش جابت مكسب، ياخدها كلها اتحاد الكورة، لكن لو خسرت أخبار اليوم تتحمل الخسارة.
ثم كان عليهم التفاوض مع اتحاد الكورة البرازيلي، بعتوا أحمد زين ومحمد يوسف الصحفيين بـ المؤسسة لـ ريو دي جانيرو يتفاوضوا مع منتخب السامبا اللي كان عليه طلب رهيب طبعا، فـ هم قدموا طلبات قاسية:
5 آلاف دولار عن المباراة، مصاريف السفر والإقامة بـ الكامل، زائد 70 دولار لـ كل لاعب عن المباراة، زائد 3 دولار لـ كل لاعب يوميا أثناء الزيارة كـ مصاريف جيب، ثم الأهم إنه المنتخب البرازيلي يلعب على الأقل تلات مباريات، يعني تضرب كل ما قلنا في تلاتة. إنما كان الموضوع يستاهل، فـ وافقنا على كل طلباتهم، وتحدد لـ الزيارة موعد في أبريل 1960.
طلبات المنتخب البرازيلي ما كانتش مقتصرة على الجانب المادي، دول حددوا كمان عدد الوجبات وتوقيتها، وهـ ياكلوا إيه في كل وجبة: اللي هو لحمة في الغدا وفراخ في العشا، وفاكهة الضهر وكريمة بـ الليل (مش على سبيل المثال، دي طلباتهم فعلا) كمان اشترطوا مقابلة جمال عبد الناصر نفسه، وطرق لـ تنظيم تصوير اللاعبين، وموضوع كبير سعادتك.
مش عايز أقول لـ حضرتك إنه تدريبات منتخب البرازيل، التدريبات مش الماتش، كانت بـ تذاكر، وكانت التذاكر بـ تنفد، وأول تدريب كله مستني يشوف بيليه، إنما هو في التدريب قرر يقف حارس مرمى، يبدو أنه ضن يقدم مهاراته بره لعب كرة القدم، ودا عمل موجة غضب ضده، اللي هو لما نشوف في الماتش بقى هـ يعمل إيه.
الماتش نفسه مفيش كلام عليه، كان على ملعب الأهلي، خمسة صفر زي السلام عليكم، وبيليه سجل هدف أسطوري بـ كعبه، وجارنشيا سجل، وعلاء الحامولي سجل (هدف ذاتي طبعا) لكن جمهورنا شاف إننا لعبنا عليهم ماتش كبير! وأخبار اليوم قالت إننا لعبنا ماتش العمر، ولـ حد النهاردا جمهور الإسماعيلي مثلا بـ يفخر بـ أداء رضا في الماتش دا تحديدا، ومحمد رفاعي سموه الظهير الطائر، والكلام عن الماتش يديك إحساس إننا قطعناهم!
حتى بيليه، الكلام عنه كان إنه ما قدمش العرض المنتظر، ولعب أي كلام، وأقوال ما تفهمش منها إزاي المباراة انتهت بـ النتيجة دي.
المهم، منتخب البرازيل لعب ماتش تاني في الإسكندرية مع منتخب من لاعيبة تانية، والمنتخب التاني دا أطلقوا عليه "الناشئين"، والواقع ما فهمتش سبب التسمية، لـ إنه التشكيل كان فيه سيد شارلي (34 سنة) صالح سليم (30 سنة) عادل هيكل (26 سنة) وهكذا، وما كانش فيه طه إسماعيل اللي هو 21 سنة، في حين بيليه وقتها كان 19 سنة!
في الماتش التاني دا بيليه عمل عرض في الشوط الأول، خلى كل الكلام اللي اتقال بعد الماتش الأول يختفي، وسجل هاتريك، اللي هو اسكتوا بقى، لكن في الشوط التاني لاعيبتنا قدمت أداء جيد، وقدروا يحافظوا على إنه ما نستقبلش أهداف أكتر، ثم سجلنا هدف لـ نبيل نصير، والماتش خلص 3/1، فـ جريدة الأخبار كتبت تاني يوم إننا فزنا على البرازيل في الشوط التاني 1/صفر.