صحيفة سعودية: التعافي الاقتصادي على مستوى العالم يمر بمرحلة حساسة
أعربت صحيفة (الاقتصادية) السعودية عن تخوفها من تعافي الاقتصاد العالمي، مضيفة أن هذه المخاوف حاضرة على الساحة بصورة أو بأخرى، حتى لو أزحنا بعض تأثيرات متحورات فيروس كوفيد-19 عنها، إذ إن عملية التعافي أو العودة إلى النمو الضروري، تمر بمرحلة حساسة، خصوصا في العام الجاري الذي تلا "عام الجائحة".
وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم السبت بعنوان (النمو والإغلاق وعدم اليقين) - إنه على الرغم من أن التعافي الاقتصادي العالمي لا يزال جاريا، في وقت تشهد فيه الجائحة موجة عدوى جديدة ومتحورات متنوعة من فترة زمنية إلى أخرى إلا أنه من المتوقع أن تترك مظاهر التباعد بصمات دائمة على الأداء متوسط الأجل.
وأشارت إلى أن النمو ظهر في كل الساحات حول العالم بالفعل، وتماسكت المسارات الاقتصادية، سواء في الدول المتقدمة أو النامية، وانتشرت الآمال في عام مقبل يستعيد الاقتصاد العالمي فيه عافيته القوية، أو على الأقل يعود إلى وضعيته التي سبقت الوباء، حتى إن الاتفاقيات التجارية الثنائية وبين الكيانات المختلفة، شهدت هذا العام هي ذاتها نموا ملحوظا، وبخروج دونالد ترمب من البيت الأبيض مطلع العام الحالي، خف التوتر الاقتصادي بين الدول المؤثرة في الساحة الدولية، وإن بقى واضحا بين الولايات المتحدة والصين.
وأضافت: “رغم كل هذا وذاك، فإن المخاوف لا تزال موجودة بشأن استدامة النمو أو التعافي في العام المقبل، فالأسباب معروفة حتى قبل انفجار كورونا، من بينها المشكلات التي تواجه سلاسل الإمدادات، بما في ذلك السلع المحورية في الصناعة مثل الرقائق وأشباه الموصلات وغيرهما، فضلا عن التضخم الذي وصل في الولايات المتحدة، الشهر الماضي، إلى أعلى مستوياته القياسية منذ عشرات الأعوام، وفي الوقت نفسه، لا تزال الحكومات مترددة في رفع الفائدة بعض الشيء للحد من التضخم، على اعتبار أن ذلك سيحد من الحراك الاقتصادي الذي تتطلبه مرحلة التعافي”.
وتابعت أن هذه من الأسباب الكامنة وراء الشك بمستقبل التعافي العالمي، تضاف إليها عوامل أخرى مرتبطة بأشكال مختلفة بمتحورات كورونا التي يعد آخرها "أوميكرون" الأقوى بينها.
وأكدت أن عودة العالم للإغلاق، أو فرض قيود على الحركة والحراك في هذا الوقت بالذات، "سيستهلك" النمو الذي تحقق بالفعل في العام الحالي. والعالم لا يحتمل حقا إغلاقا جديدا. يضاف إلى ذلك التفاوت الواضح في التعافي بين منطقة وأخرى، بل بين دولة وأخرى. وأن يعود خصوصا إلى قدرة الدول الغنية على الوصول السريع للقاحات المختلفة.
وأضافت أنه في الوقت الذي وصلت فيه نسبة الملقحين "مثلا" في الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 55 %، لم تصل في القارة الإفريقية إلى 2.5 % ، لكن حتى الدول الغنية تواجه شكوكا في مسألة التعافي الاقتصادي في العام المقبل، جراء مشكلة "الإمدادات" التي يبدو أنها لن تنتهي قريبا، وارتفاع التضخم، وإمكانية الاضطرار إلى العودة للإغلاق الاقتصادي في الفترة المقبلة.
وختمت: "الصورة ليست براقة كثيرا فصندوق النقد الدولي توقع أن تفشل معظم الدول الناشئة والنامية في تحقيق مستويات النمو التي وضعتها قبل انفجار كورونا، ولا سيما أن بعضا من هذه الدول اضطر أخيرا إلى رفع الفائدة لمواجهة التضخم، ما خفض تسارع النمو فيها".