المُتحدّون فى يومهم العالمى: أحلامنا كبيرة.. نرفض اليأس.. والله وهبنا عزيمة الأبطال
ونحن نحتفل باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة، حاورنا عددًا من ذوى الإعاقة ممن نجحوا فى التغلب على التحديات والوصول لمنصات التتويج فى مختلف الرياضات، للحديث عن أمنياتهم والمشكلات التى تعوق اندماجهم.
هيثم نجم:سجل أرقامًا قياسية إفريقية فى رياضة الترايثلون
هيثم نجم، ٣٠ عامًا من التحدى، لم يمنعه كرسيه المتحرك من أن يحصد بطولات ويدخل سباقات، ويصبح موضع اهتمام الكثيرين، هيثم الشاب الذى كان معافى تمامًا، تبدل حاله بين يوم وليلة إثر حادث غيّر له كل حياته وجعله يلازم كرسيه. قال هيثم: «لجأت للعلاج المائى ومن هنا شعرت بأن الله يمنحنى فرصة جديدة للحياة، فتعلمت السباحة وفكرت فى دخول مسابقات وحصلت على العديد من الميداليات الفضية والذهبية»، وأضاف هيثم: «شعرت بأننى لا بد ألا أتوقف عند السباحة فقط، فبرعت فى تعلم الترايثلون، لأننى أستطيع أن أنقل الكرسى لمسافات طويلة بعد السباحة فى البحر، وحققت فيها ٩ ميداليات ذهبية، بعد أن قطعت ٣٥٠ مترًا سباحة فى البحر، و٥ كيلومترات بالكرسى». وتابع: «حصلت على بطولة الجمهورية، ثم تأهلت لبطولة إفريقيا فى شهر يونيو الماضى، وسجلت أرقامًا قياسية بمسافات ٧٥٠ مترًا سباحة و٢٠ كيلومترًا بالعجلة والبدال و٥ كيلومترات بالكرسى المتحرك وحصلت على المركز الثانى على مستوى إفريقيا وتأهلت لطوكيو».
رحمة محمد:يد وساق غير مكتملتين لم تمنعاها من السباحة
ليست الإعاقة هى إعاقة الجسد ولكن العقل، فإذا صح العقل صح الجسد، هذا بالفعل ما حدث مع رحمة محمد، طفلة تبلغ من العمر ١١ عامًا، ولدت بعيب خلقى بيد وساق يمنى غير مكتملتى النمو. قالت والدتها: «عقب ولادتها تم وضعها فى الحضانة، وظننت أنها ستخرج سليمة معافاة، إلا أن الطبيب نصحنا بأن نرضى بقضاء الله لأنها ولدت هكذا، لنبدأ رحلة جديدة علينا فهى ابنتى الكبيرة، ولم أكن أعرف تفاصيل مرضها وماذا أفعل، ونصحنا أحد الأطباء بشراء أطراف صناعية، وبالفعل عندما أتمت عامًا بدأت تتعلم المشى بالأطراف الصناعية».
وأضافت: «تعرضت ابنتى للتنمر وكانت تمتنع عن الأكل والشرب بسبب ذلك، لأنها ذكية وكانت تشعر بنظرات الشفقة فى عيون من يراها، فنصحنى أحد الأطباء بأن أحرص على أن تخالط من يشبهها، وبالفعل ذهبت إلى مؤسسة لذوى الإعاقة، وهناك تعلمت ألعاب القوى، ثم اشتركت فى أحد الأندية لتعلم السباحة ولكن بسبب اشتراطات العضوية لم تتمكن من إكمال تدريباتها». وتابعت والدتها: «رغم أنها انتقلت من نادٍ لآخر فإنها دخلت بطولة المدارس للسباحة وفازت لكنهم رفضوا أن تكمل»، وقالت الوالدة: «فى مرحلة التقديم للمدارس واجهت صعوبات كثيرة، إذ رفضت المدارس أن تقبلها، وكنت أتمنى أن تلتحق بمدرسة تجريبى، إلا أن المديرة قالت لى أن أستأذن من الإدارة أولًا، وتهيأت الظروف وبالفعل استطعت أن أحصل على موافقات لإلحاق ابنتى بمدرسة تجريبية لغات، وخضعت لاختبار ونجحت فيه».
منة سيرج:تعلمت الجرافيك والتسويق
واجهت «منة سيرج» صعوبات كثيرة لإصابتها بضعف السمع منذ طفولتها، لافتة إلى أنها التحقت بالمدرسة الإنجليزية رغم نصائح الأطباء لها بضرورة دخول المدرسة العربى، مضيفة: «تخرجت فى الثانوية والتحقت بجامعة مصر الدولية».
وأضافت: «ظهرت لدىّ موهبة جديدة خلال فترة الدراسة واكتشفت أننى أحب الرسم جدًا، ثم تعلمت تصميم الجرافيك واحترفت المجال بالفعل كما تعلمت التسويق الإلكترونى». وتابعت: «تعلمت التخاطب لكى أستطيع التعامل مع الناس وأسعى حاليًا لتشجيع كل من لديه ظروف خاصة وأحفز أصحاب الهمم على المشاركة المجتمعية، وأن يثقوا فى قدرتهم، وأنهم يستطيعون فعل الكثير».
ندى على عازفة بيانو وتهوى الرسم وممارسة الرياضة
عانت «ندى على» من متلازمة داون، فضلًا عن وجود مشاكل فى القلب والمعدة وحصوات على الكلى، ورغم هذا فإنها تعد واحدة من أفضل العازفات على البيانو، كما أن لها بعض الهوايات المختلفة مثل ممارسة الرياضة والرسم.
وقالت «جهاد»، والدة ندى، إنها بدأت مع ابنتها رحلة العلاج الطبيعى وشاهدت العديد من الفيديوهات لتجعلها تتعلم المشى، مشيرة إلى أنها حققت نتائج جيدة مع ابنتها فى التخاطب، مضيفة: «دخلتها الحضانة لأنمى لديها الجانب الاجتماعى والإدراكى».
وأضافت: «فى سن ٤ سنوات علمت ابنتى الجمباز والكاراتيه وحصلت على الحزام الأصفر وشهادة تقدير ثم تعلمت السباحة والباليه».
وتابعت: «عندما وصلت سن ابنتى السادسة بدأت تحضير أوراقها للمدرسة ووجدت صعوبات كبيرة، ومع ذلك التحقت ابنتى بالصف الأول الابتدائى، وشعرت بسعادة كبيرة كونها تتعلم أشياء جديدة يوميًا».
وأوضحت الأم أنها اكتشفت عدة مواهب لدى الابنة، منها أنها تستطيع تقليد الأصوات جيدًا، مشيرة إلى أنها مرت بالعديد من المراحل من بينها الالتحاق بمعهد الفنون الشعبية والأوبرا ومعهد الرسم، إلا أنها لم تكمل فى أى منها، مضيفة: «حاليًا بتعزف على البيانو وتهوى التصوير».