«الجارديان»: القائمة القصيرة لجائزة «كوستا» تسلط الضوء على قضايا المناخ
نشرت صحيفة "الجارديان" تقريرًا يبرز الموضوعات التي تعرّضت لها الأعمال الأدبية المُرشحة للفوز بجائزة "كوستا"، وذلك عقب الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة. وجاءت قضايا المُناخ وما يتصل بها من إشكاليات وهموم راهنة ومستقبلية على رأس قائمة الموضوعات التي عني بها الكتاب المرشحون.
دُشنت جائزة كوستا للكتاب في العام 1971، وتعد من أبرز جوائز الكتاب في بريطانيا. ومن المقرر أن يُعلن عن الفائز بالجائزة في 1 فبراير 2022، والذي سيتلقى 30000 جنيه إسترليني، كما سيحصل باقي المرشحين في القائمة القصيرة على 5000 جنيه إسترليني.
روايات المُناخ
تشترك العديد من الأعمال المرشحة لنيل الجائزة في الاهتمام بقضايا المناخ، بما يندرج تحتها من مشكلات مثل الفيضانات وهلاك الحياة البرية والاحتباس الحراري وتأثيرات البشر بشكل عام على الأرض.
سلّط تقرير الصحيفة البريطانية الضوء على رواية "البيت المرتفع" للكاتبة جيسي جرينجراس، والتي تخيّلت فيها بريطانيا غارقة في فيضان مروع بالمستقبل، عبر تتبع رحلة كارو وشقيقها بولي في أثناء محاولتهما البقاء على قيد الحياة في سوفولك بعد أن غمرتها المياه.
وصف النقاد الرواية بأنها "كتاب قوي يجعلك تفكر في هبة النجاة وحقيقة البقاء على قيد الحياة"، وقالت الناقدة والمؤلفة جيسي بيرتون إن الأزمة التي تعالجها الرواية والروايات الأخرى المعنية بقضايا المناخ انتقلت من التهديد البعيد إلى الاحتمالية الوشيكة.
وأضافت: ثمة مجموعة متنوعة من الكتب التي تتناول هذه الموضوعات أو تبحث فيها، ولكن ما يميز رواية "البيت المرتفع" أنها انتقلت من القضية إلى الرواية، وقدمت عملًا يرغب القارئ في متابعة قراءته والانغماس فيه حتى لو كان موضوعه صعبًا.
ونقلت "الجارديان" عن مؤلفة الرواية جرينجراس ما قالته حول رغبتها في استكشاف الانفصال بين معرفتنا بالكارثة الوشيكة لأزمة المناخ وعدم قدرتنا على التصرف حيالها، ما يسهم في خلق مسافة غريبة، إذ يمكنك مشاهدة شيء مروع تعلم أنه يحدث وتخشى منه، لكنك تستمر في التأقلم مع كل الأشياء الاعتيادية في الحياة.
وتعد رواية جرينجراس واحدة من روايات القائمة التي ضمت أعمالًا أخرى يثيرها القلق المناخي وهي: رواية "رجال محظوظون" للكاتبة نظيفة محمد، و"أرض مضطربة" لكلير فولر، و"جزيرة الأشجار المفقودة" لإليف شافاق، وتلك الأخيرة تتابع مراهقين في قبرص بعد أن مزقتها الحرب يبحثان بعد عقود عن اتصال بالجزيرة التي وُلد فيها والداهما.
وأشارت لجنة التحكيم إلى أن كل هذه الروايات تقدم قصصًا ممتعة وصورًا واضحة للماضي لمساعدتنا في النظر إلى العالم بتعاطف وحزم. وقالت الناقدة جيسي بيرتون: الخيال مهم لاستكشاف موضوعات القلق المناخي، أعتقد إننا ندعو القراء إلى ارتياد آفاق رحبة نستكشف فيها الأفكار عبر رواية القصص، فالعمل الأدبي يخاطب أجزاء مختلفة من الدماغ أكثر مما لو كنت تجلس أمام الأخبار، إنه يخترق جزءًا مختلفًا من عقلك وقلبك، ولهذا السبب فهو فعال جدًا.