مباحثات فيينا.. ما فرص نجاح المحادثات النووية الإيرانية مع القوى العالمية؟
تستأنف المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 في فيينا غداً الاثنين بعد توقف دام خمسة أشهر، لكن التوقعات بحدوث اختراق منخفضة، بحسب تحليلات سياسية دولية.
في الوقت الذي خلقت فيه مطالب إيران التفاوضية الكبيرة، والتوقعات الأيديولوجية للإدارة الإيرانية الجديدة، والمخاوف الغربية من أن إيران تعزز برنامجها النووي سراً، شعوراً بالتشاؤم.
فيمكن للمحادثات أن تحرر إيران من مئات العقوبات الاقتصادية الغربية أو تؤدي إلى تشديد الخناق الاقتصادي وتكثيف التهديد بشن هجمات عسكرية من جانب إسرائيل عليها.
تأتي المباحثات بعد عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي تركه دونالد ترامب في 2018 ، لكن إيران والولايات المتحدة في خلاف حول العقوبات الأمريكية الدقيقة التي يجب رفعها، وتراجع إيران اعن لخطوات المتعددة التي اتخذتها من أجل بناء برنامجها النووي في خرقها للاتفاق السابق مما يخلق شعوراً بعدم الثقة بين الأطراف.
استئناف المباحثات
بعد جولة من المحادثات الثنائية اليوم الأحد، ستجرى المحادثات الرسمية في فندق كوبورغ بين إيران وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بعد ظهر غد الاثنين.
وقالت إيران مرة أخرى إنها لن تجري محادثات مباشرة مع الوفد الأمريكي، بحسب تقرير لصحيفة الجارديان.
فيما قال سفير روسيا في المحادثات إن فريق التفاوض الإيراني الذي يضم 30 فردًا كان مثيرًا للإعجاب وعلامة جيدة، لكنه حذر بعد التأخير الذي دام 5 أشهر من أن: "المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. هناك حاجة واضحة لتسريع العملية ".
يظل الجزء الأكبر من فريق التفاوض الإيراني دون تغيير على الرغم من أن كبير المفاوضين الآن هو علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية يفهم اللغة الإنجليزية، ولكن ليس جيدًا بما يكفي للتحدث بطلاقة.
مطالب إيرانية
يرى المراقبون أن النظام الإيراني الجديد قادم إلى المحادثات ليس فقط لاستكمال الجولة الست من المحادثات السابقة، ولكن للعب بأوراق جديدة: بما في ذلك المطالبة بتعويض مالي من أمريكا عن العقوبات السابقة، وكذلك ضمانات بعدم انسحاب أمريكا من الاتفاقية مرة أخرى، في الوقت الذي يعتبر فيه الغرب يعتبر كلا المطلبين غير واقعيين، وإذا تم الإصرار عليهما من قبل إيران، فإن المحادثات محكوم عليها بالفشل.
وقال "بايدن" إنه إذا عاد إلى الاتفاق، فلن تغادر إدارته مرة أخرى، والتي يُنظر إليها على أنها الضمان الوحيد الذي يمكن أن يقدمه لإيران.
يعترف الدبلوماسيون الغربيون بأنه ليس من الواضح ما إذا كان النظام الإيراني الجديد يريد اتفاقًا أم أنه يلعب للوقت في الخفاء لتعزيز برنامجه النووي.
فيما علق الدبلوماسيون البريطانيون أن إيران الآن على بعد أقل من أربعة إلى ستة أسابيع من "وقت الاختراق" الذي تحتاجه لتخزين ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي واحد، في الوقت الذي يُمنع فيه مفتشي الأمم المتحدة النوويين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الكامل إلى المواقع النووية المتنازع عليها.
ماذا يحدث إذا انهارت المحادثات؟
إذا انهارت محادثات فيينا، فمن المحتمل أن تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران مبدئيًا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل بالدعوة إلى اجتماع طارئ.
ويشك دبلوماسيون في أن إيران تشعر بأنها تحت ضغط اقتصادي أو سياسي كاف للانضمام إلى التفاوض بشكل إيجابي، لكنهم يشيرون أيضاً إلى تزايد الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوعين على نقص المياه في أصفهان كعلامة على أن إيران داخلياً أكثر هشاشة مما تبدو عليه وهو وضع قد يدفعها لإنجاح المباحثات، ورفع العقوبات لتهدئة الداخل.