فلسطين: اقتحام الحرم الإبراهيمى احتضان رسمى لـ«إرهاب المستوطنين»
قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ مخططاته في أرض دولة فلسطين، في توزيع مفضوح للأدوار وبهدف واحد هو نهب المزيد من الأرض المحتلة وتخصيصها للاستيطان، بدءًا من رأس الهرم السياسي في تل أبيب، ممثلًا بالحكومة ووزرائها ومؤسساتها الرسمية، وهذه المرة بمشاركة رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ، مرورا بجيش الاحتلال وأجهزته العسكرية والأمنية المختلفة، وصولا لمنظمات المستوطنين الإرهابية المسلحة المنتشرة على هضاب وجبال الضفة الغربية المحتلة في قواعد إرهاب إسرائيلي رسمي مُنظم.
وأدانت وزارة الخارجية في بيان، اليوم الأحد، الاقتحام الذي ينوي رئيس دولة الاحتلال القيام به هذا اليوم للحرم الإبراهيمي الشريف بحجة إضاءة شمعدان عيد الأنوار اليهودي، في سابقة خطيرة تؤكد حجم مشاركة الأطراف الرسمية الإسرائيلية وطورتها في عمليات أسرلة وتهويد الحرم الإبراهيمي بأكمله، بعد أن تم تقسيمه مكانيا من قبل دولة الاحتلال، حيث قامت سلطات الاحتلال برفع العلم الإسرائيلي على سطح الحرم هذا اليوم، إلى جانب نصب الشمعدان عليه في محاولة لتكريس تهويده، على طريق مخطط سياسي إسرائيلي استعماري يستغل الأعياد لتحقيق المزيد من المطامع والمشاريع الاستيطانية التوسعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، واستكمال عمليات تهويد قلب مدينة الخليل.
كما أدانت الخارجية الفلسطينية إقدام المستوطنين المتطرفين، أمس، على أداء صلوات تلمودية في باب الأسباط في القدس المحتلة، وتصعيد اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، والتي ستتعمق أثناء أيام العيد بناءً على دعوات تحريضية أطلقتها ما تسمى «منظمات المعبد» لاستباحة ساحات الحرم القدسي تحت شعار "حانوكا على جبل الهيكل"، إضافة إلى دعوات أطلقتها الجمعيات والمنظمات الاستيطانية المتطرفة لحشد أوسع مشاركة في اقتحام العديد من المواقع الأثرية والدينية والتاريخية التي تقع في قلب البلدات والمدن الفلسطينية.
وشددت على أن الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة صباح اليوم على قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وإغلاقها مدخل القرية، ومنع طلبة المدارس من الوصول إلى مقاعد الدراسة، يعكس حجم مشاركة جيش الاحتلال بشكل علني وواضح في ارتكاب الجرائم، ووثقته أيضا كاميرا عدسات العديد من الصحفيين وكاميراتهم في هذا العدوان مع ميليشيات وعناصر الإرهاب اليهودي، التي أدت رقصات تلمودية استفزازية في ذات المكان بحراسة جيش الاحتلال، إضافة إلى اعتداء قوات الاحتلال الهمجي على المواطنين والطلبة والصحفيين واطلاق قنابل الغاز عليهم.
وحمّلت الوزارة دولة الاحتلال المسئولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات والاقتحامات الاستفزازية ونتائجها الخطيرة على الأمن والاستقرار في ساحة الصراع والمنطقة برمتها، وتعتبرها احتضانا إسرائيليا للاستيطان وإرهابه المنظم وتصعيدا خطيرا في الأوضاع، واستخفافا إسرائيليا رسميا بالمواقف والجهود الدولية الرافضة للخطوات أحادية الجانب، كما أن هذه الاعتداءات تكذّب صحة ما تروج له الدعاية الاسرائيلية من أن المستوى السياسي في اسرائيل بصدد اتخاد قرارات لملاحقة عناصر الارهاب اليهودي التي ترتكب الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين.
ورأت أن تصعيد جيش الاحتلال والمستوطنين اعتداءاتهم ضد المواطنين في مختلف الأماكن يكشف حجم التراخي الدولي والتقاعس في الضغط على الحكومة الاسرائيلية للجم ووقف استيطانها وقمعها وتنكيلها بالمواطنين وأرضهم ومقدساتهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وهو ما يفقد المواقف الدولية وهيئات الأمم المتحدة مصداقيتها بالتدريج، ويؤدي إلى تآكل حاد في ثقة الشعب الفلسطيني بالمواقف الدولية والمؤسسات الأممية.