المنتمى
كان ولد بسيط زي ملايين غيره، وبـ يحب الكورة، فـ راح مركز شباب طومان باي في الزيتون، مالقاش مكان غير حارس مرمى، فـ وقف جون.
الولد دا كان يعرف واحد شغال في وزارة الشباب، موظف يعني، بس يبدو إنه كان موظف حيوي شوية، اعتمد عليه نادي إسكو في تخليص ورق لـ النادي في الوزارة، فـ حبوا يجاملوه، قالوا له: أي أوامر، قال لهم: فيه عيل غلبان أعرفه، حارس مرمى في مركز شباب، اسمه أحمد أبو رحاب، لو تضموه معاكم، يبقى كتر خيركم، قالوا له: أوي أوي.
راح أحمد أبو رحاب نادي إسكو، وعينوه في الشركة، وهو لسه في إعدادي، وهو حس إنه بيته وملجأه وملاذه.
أول تمرينة، كان فيه الكابتن عمر شندي (نجم الزمالك في الأربعينات والخمسينات) بدأ يشوف الولاد، فـ قال له: إنت مين يا ابني خلاك تقف جون؟ اطلع وريني شغلك، وقال لهم: دا يطلع مهاجم، وهـ يبقى مهاجم دولي.
فضل أبو رحاب في إسكو، وبدأ بعدها ينضم اللاعيبة اللي معظمهم بعد كدا بقوا نجوم، واتكون تيم إسكو، وصعد من التالتة لـ التانية لـ الدوري الممتاز، لـ حد ما جه علي رخا، ودي حكاية هـ تلاقيها موجودة في حكايات الأندية، وقرر تسريح جميع اللاعبين.
شوية راحوا هنا، وشوية راحوا هناك، وجات قرعة أبو رحاب مع نادي الطيران، وكان الطيران وقتها له اسم، وبـ يلعب في الممتاز، وماسكه الكابتن سمير قطب، يعني المفروض مفيش مشكلة، بـ العكس هو كدا تقريبا اترقى.
فضل أبو رحاب كل شوية يروح نادي إسكو، يقول لهم: أنا عايز أرجع بيتي، أنا مش عارف أتعامل بره النادي، لـ درجة إنه الإداريين بدأوا يزعقوا له ويمشوه، ثم وصل الأمر لـ الشتيمة، لـ إنه النادي خلاص مش عايز لعيبة.
ثم يحصل ضغط على علي رخا، ومطالبات بـ عودة الكورة في النادي، فـ يقرر إنه يرجع النشاط، ويبدأ يشوف اللاعيبة اللي مشيت دي راحت فين، ويحاول يستعيدها، بس اللاعيبة دي راحت أندية تانية، وبقت مقيدة فيها، فـ تحصل مفاوضات ودية كدا، فـ اتحاد الكورة يقول: نسأل كل لاعب مشي، ولو عايز يرجع يرجع، ولو مش عايز يفضل في ناديه الجديد.
اللاعيبة اللي راحت أندية أقل زي حمدي نوح مثلا، اللي راح شركة المياه، قررت ترجع إسكو، إنما اللي راحوا أندية فيها فلوس، أو شعبية، أو شعبية وفيها فلوس، قرروا ما يرجعوش، زي مختار مختار مثلا اللي راح الأهلي.
نادي الطيران حاول يقنع أبو رحاب يفضل معاهم، إنما هو أساسا كان عايز يرجع، حتى والنادي مفيهوش لعيبة، فـ رجع فورا.
لعب أبو رحاب مع إسكو، ومنه انضم لـ المنتخب، وبقى فعلا مهاجم دولي، وسجل في كأس الأمم الأفريقية.
معظم لاعيبة إسكو دي اللي لمعت، جات لها فرص سواء جوه مصر أو بره، زي حمدي نوح وياسر المحمدي، وغيرهم وغيرهم، لكن أبو رحاب لا رضي يروح هنا ولا هناك، ولا قطر ولا إمارات ولا حتى ليفربول (هو ما جالوش أوروبا طبعا، بس حتى لو جاله).
ولـ حد يومنا هذا، بعد كل السنين والعقود اللي مرت دي، أحمد أبو رحاب لا يمكن يسيب إسكو، ومكتبه هناك هو بيته، وبـ يدير قطاع الناشئين، مع إنهم في الدرجة الرابعة، لكن حتى لو فيه درجة خامسة، وهبطوا لها، أبو رحاب لا يمكن يسيب بيته أبدا.