«انطلقوا».. لوكاشينكو للمهاجرين على حدود بولندا: لن أرغمكم على العودة
قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود مع بولندا اليوم، إن بلاده ستساعدهم على العودة إلى ديارهم إذا رغبوا في ذلك لكنها لن تجبرهم.
وما زال الآلاف من المهاجرين عالقين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي فيما يصفه التكتل بأزمة أثارتها مينسك من خلال منح التأشيرات للقادمين من دول الشرق الأوسط ونقلهم إليها جوا ودفعهم عبر الحدود.
لكن لوكاشينكو قال إن الاتحاد الأوروبي هو الذي أثار عمدا أزمة إنسانية تحتاج إلى حل.
وفي أول ظهور علني له على الحدود منذ بداية الأزمة، التقى لوكاشينكو بمهاجرين في مستودع تحول إلى مأوى وأخبرهم أنهم أحرار في التوجه غربا أو العودة إلى ديارهم.
وقالت فتاة عراقية للوكاشينكو أنها لا تستطيع العودة إلى ديارها وتأمل في مواصلة طريقها إلى أوروبا. وأجابها قائلا "لن نأمل فقط. سنعمل معا لتحقيق حلمك".
وقال لوكاشينكو إنه لن يتم إرغام أحد على العودة.
ووسط تصفيق مئات المهاجرين، وجه لوكاشنكو حديثه إليهم قائلا "إذا كنت تريد الذهاب غربا فلن نحتجزك ونخنقك ونضربك. الأمر متروك لك. انطلق..انطلق."
وتابع: "لن نحتجزك بأي حال من الأحوال، ونقيد يديك ونحملك على متن طائرات لنرسلك إلى وطنك إذا كنت لا تريد ذلك".
وتقول بولندا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي إن الأزمة جزء من "هجوم غير تقليدي بمختلف الوسائل" تشنه مينسك انتقاما من التكتل الذي فرض عليها عقوبات ردا على سحق لوكاشينكو للاحتجاجات ضد إعادة انتخابه في اقتراع مثير للجدل العام الماضي كما تهدف الأزمة إلى زعزعة استقرار التكتل.
ووافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة ردا على أزمة الحدود والتي يقول دبلوماسيون في بروكسل إنه ينبغي التصديق عليها وتبنيها في أوائل ديسمبر كانون الأول.
ونشرت لاتفيا وليتوانيا وبولندا، التي تتحمل وطأة الأزمة، الآلاف من حرس الحدود والجنود وأفراد الشرطة لإغلاق الحدود والتصدي للمهاجرين الذين يحاولون العبور من روسيا البيضاء.
وقالت ليتوانيا اليوم الجمعة إنها قد تغلق معابرها الحدودية إذا حاول المزيد من المهاجرين العبور من روسيا البيضاء في شاحنات.
وبدأت روسيا البيضاء في إعادة بعض المهاجرين إلى بلادهم لكنها قالت إنها تنتظر ردا من الاتحاد الأوروبي بشأن مطلبها بضرورة قبول ألمانيا 2000 مهاجر عالقين على الحدود وهو ما رفضه الاتحاد الأوروبي ونفت ألمانيا موافقتها عليه.
وأعادت طائرتان اليوم مئات العراقيين من روسيا البيضاء إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل.
وأفادت وكالة أنباء تاس أنه من المتوقع تسيير رحلتين أخريين يومي الجمعة والسبت.
وتسببت هذه الأزمة في تصاعد حدة التوتر بين روسيا والاتحاد الأوروبي، اللذين تراجعت علاقاتهما إلى أدنى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
كما دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين روسيا البيضاء في أحدث مواجهة لها مع الاتحاد الأوروبي. وكان بوتين ساعد لوكاشينكو في التغلب على الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع بعد انتخابات العام الماضي.