غواصون يتحدثون عن فوز مصر بثاني أفضل وجهة غطس في العالم
إنجاز جديد حققته مصر بحصولها على ثاني أفضل وجهة غطس على مستوى العالم للمرة الثالثة على التوالي، وفقًا للاستفتاء السنوي الذي أعلنت عنه مجلة «Dive Travel» البريطانية، وهي إحدى أشهر المجلات العالمية للغوص، لتحتفظ مصر بمركزها الثاني التي أحتلته منذ عام 2019، بعدما تنافست مع 108 وجهات أخرى للغوص.
الفوز الذي حققته مصر مرة أخرى هذا العام سيساعد بشدة في جذب الأنظار حول الوجهات السياحية داخل البلاد، فبحسب الإحصائيات التي نشرها الاتحاد المصري للغرف السياحية، فإن إيرادات السياحة في مصر خلال الـ10 سنوات الماضية، في الفترة ما بين 2010 حتى 2020 وصلت إلى 89.33 مليار دولار، وكان عام 2019 هو الأعلى في تاريخ السياحة المصرية، حين بلغت إيراداته 13.03 مليار دولار.
لذا تواصلت «الدستور» في السطور التالية مع عدد من الغواصين المصريين، الذين تخصصوا بشكل كامل في ممارسة الغوص السياحي، ومساعدة السائحين على تفقد الأماكن النادرة والجذابة لدينا، ليتحدثوا عن تميز الموقع المصري عن باقي بقاع العالم في هذا الجانب، والعائد المنتظر من احتفاظ مصر بمركزها العالمي.
فوزي شاهين: قاع البحر الأحمر تتضح رؤيته لمسافة ٣٠ مترًا
قال فوزي شاهين مدرب غوص بمدينة الغردقة، إن هناك أسبابا عدة مكنت مصر من الحصول للسنة الثالثة على التوالي كأفضل وجهة للغوص الترفيهي في العالم، منها تنوع الحياة البحرية في البحر الأحمر، حيث يحتوي على ٩٥% من الأسماك التي لا تتاح في دول العالم المختلفة ما بين أسماك كبيرة وصغيرة الحجم، والشعاب المرجانية المتنوعة.
وتابع: «وضوح الرؤية في قاع البحر يعد من أبرز الأسباب، حيث لا يوجد مكان في العالم تتوافر به الرؤية بوضوح كالمواقع المصرية، بمسافة ٣٠ متر في البحر الأحمر، لطبيعة المياه الصافية، فضلًا عن عيش أعداد مهولة ومتنوعة من حيوان خيار البحر في أعماق مختلفة، وهو المسؤول عن تقنية المياه، ما يساهم في زيادة معدل الرؤية لدي الغواصين، ويجعلهم يلتقطون الصور التذكارية وهم في أعماق البحر».
وأضاف «شاهين» أنه هناك أيضًا أماكن مخصصة للدلافين والقروش في أعماق البحر، ومراكب غارقة منذ قديم الزمن، مشيرًا إلى منطقتي مرسى علم ودهب، كونهما يعدوا من أفضل الأماكن المناسبة لممارسة رياضة الغطس في مصر، مؤكدًا أن غطسة الفنستون بمدينة مرسي علم تعد من أجمل ٥ على مستوى العالم.
وعن مدة رحلة الغطس، قال مدرب الغوص: «يوجد رحلات مدتها ساعة للحاصلين على شهادات معتمدة في الغوص، وتستغرق عملية غطس المبتدئين ٢٠ دقيقة لمسافة ٥ متر، وتوجد رحلات أسبوعية في شمال وجنوب البحر الأحمر، تستغرق الوصول لها باللنشات أكثر من 10 ساعات، يقصدها السياح في مراكب السفاري الضخمة، ويأتون لها خصيصًا من بلادهم»، لافتًا إلى أن أسعار هذه الرحلات مناسبة مقارنة بأسعار دول العالم المختلفة التي تقدم خدمات أقل.
وعن دور الغواصين في الحفاظ على المظهر الجمالي: «تتطوع مجموعة من الغواصين في تنظيف قاع البحر من المخلفات والمواد البلاستيكية الضارة التي تؤثر على الثورة السمكية والمظهر الجمالي للقاع، ما يجعله في استعداد لغوص الأفواج السياحية، مشيرًا إلى عدم توقف الغواصين عن ممارسة نشاطهم حتى في ذروة كورونا، كان هناك رحلات غوص مكونة من أفواج مصرية وسربية».
أحمد عزب: نهيأ قاع البحر وننظفه دومًا من الأكياس البلاستيكية لاستقبال الأفواج السياحية
قال أحمد عزب كبير مدربي الغوص بمنظمة بادي في محافظة البحر الأحمر، إن النظام البيئي للبحر الأحمر يعد متفردًا بين دول العالم المختلفة؛ كونه يمتاز بالمياه الصافية الزرقاء، وتنوع الشعاب المرجانية التي تتكون على جدران الصخور كالشعب النارية الصفراء والخضراء والحمراء، وتعدد الكائنات البحرية من الرخويات والقشريات والأسماك مختلفي الفصائل مثل سمك النيمو والسمك الأصفر، ما جعل مصر تحصد المركز الثاني كأفضل وجهة للغوص عالميًا.
وأوضح «عزب» أن الأفواج السياحية تقصد عدة مواقع متميزة لممارسة رياضة الغطس بها، منها موقع "شبرور أم جمعر" بمدينة الغردقة الذي يأتي إليه الغواصين المبتدئين والمحترفين؛ لأنه يضم أعماق للمستويات الترفيهية والاحترافية، ويتمتع بمنظر خلاب، فهو بمثابة جزيرة بها شقائق تتدرج ألوان المياه بها ما بين الأزرق الفاتح والداكن العميق.
وأردف كبير مدربي الغوص: «توجد مراسي في قاع البحر، يتجمع بها أسراب الحيتان والدلافين، يقصدها أغلب جنسيات العالم للغوص بها، وتمكنهم من اللعب مع الأسماك، ويتوافر مراسي تستوطن فيها المراكب عند اشتداد الأمواج وتصاعد عمليات المد، لافتًا إلى جزيرة الفنادير بشمال مدينة الغردقة التي تعتبر أكثر الجزر جذبًا للسياح المبتدئين في الغطس، حيث يغطسون على حافة المنحدر الذي يتراوح ما بين ٢٨: ٣٠ متر».
واختتم حديثه لـ«الدستور» بأن الغواصين المصريين يعتبروا قاع البحر البيت الثاني لهم، ومقصد سياحي هام للغاية؛ لذلك يقوموا بشكل دائم بحملات نظافة له من المواد البلاستيكية الضارة التي ترميها المراكب، من أجل الحفاظ على المظهر الطبيعي الخلاب للقاع، كي يكون مهيئًا لاستقطاب السياح.
هاني: مواقع الغطس المصرية ليس لها مثيلّا
أشار «هاني» مدرب غوص بمدينة سفاجا، إلى تميز مصر بمواقع غوص فريدة ليس لها مثيل على مستوى العالم، التي جعلها تتميز عن غيرها، بسبب تنوع الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وعدم تأثرها بارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي لا يتأثر لونها، فضلًا عن استقرار الأحوال الجوية، ما يساعد السياح على ممارسة رياضة الغطس معظم أشهر السنة.
وتابع: «تمتاز المواقع أيضًا بوجود كميات كبيرة من الأسماك الملونة، حيث يوجد بها ١٢٠٠ نوع ما بين الأسماك المستوطنة والنادرة، والسفن الغارقة»، لافتًا إلى بيوت الدلافين الدوارة بحمية وادي الجمال التي يقصدها الغواصون، فضلًا عن وضوح الرؤية الذي يشجع الكثير من السياح على الغطس بشكل كبير وقصد مصر خصيصًا لذلك.
وعن أفضل مواقع الغطس، أوضح: «تعد محمية رأس محمد ودهب من أكثر مواقع الغطس المميزة»، مشيرًا إلى أن مدينة الغردقة يوجد بها ٥٠ موقعًا لجميع أنواع الغوص التي يناسب المبتدئين والمحترفين، كلا منهما لديه مزايا مختلفة عن الأخرى».
هشام الشوبكي: رأس محمد ودهب أكثر مواقع الغطس التي يقصدها السائحون
وذكر هشام عبد الجليل الشوبكي، كبير مدربي الغواصين، في حديثه لـ«الدستور» أن مصر حصلت على المركز الثاني عالميًا في ممارسة رياضة الغوص؛ نظرًا لتوافر المحميات الطبيعية الخلابة بها وأنواع الشعاب المرجانية الفريدة، والكائنات البحرية التي لا توجد في الدول الأخرى، مشيرًا إلى وجود كائنات بحرية لم يتم اكتشافها حتى الآن نظرًا لاتساع عمق البحر الأحمر.
وعن أكثر مواقع الغطس التي يقصدها السياح، عقب «الشوبكي»: «يتردد الغواصون من مختلف الجنسيات على منطقة رأس محمد؛ لاحتوائها على السلاحف البحرية المهددة بالانقراض والشعاب المرجانية والطحالب البحرية المميزة عالميًا، كما يقضي الغواصون وقتًا ممتعًا في ممارسة رياضة الغطس بمدينة دهب التي تحوي تكوينات صخرية أشبه بمساكن للكائنات البحرية».
وعن كيفية استقبالهم للأفواج السياحية الراغبة في ممارسة رياضة الغطس، أوضح: «يرافق السياح غواصون محترفون ولديهم خبرة كبيرة في رياضة الغطس لمسافات عميقة»، مشيرًا إلى أن كل سائح يمارس رياضة الغطس حسب مستواه واستخدامه الأدوات اللازمة في الغطس، لذا تعمل مراكز الغوص في مصر على توفير مختلف المعدات التي تناسب جميع الأشخاص المقبلين على ممارسة الغطس.
خبير سياحي: نوفر جميع سبل الأمان لرحلات الغطس السياحية
قال محمد عبد الوهاب، أحد ملاك الفنادق السياحية في مدينة دهب، إن وجهات الغوص في مصر تستحق هذه المكانة لتميزها الشديد عن باقي دول العالم، وبالأخص مدينة دهب التي يأتي إليها السياح حاليًا، قاصدين مناطق الغوص تحديدًا، لمعرفتهم الجيدة بمدى الإثارة التي سيرونها داخل أعماق البحر، ورد الفعل الإيجابي الذي نحظى به من قبلهم بعد الانتهاء من رحلات الغوص.
وأضاف: «لدينا في مدينة دهب أفضل وجهات الغوص في مصر، ومن أبرزها منطقة البلو هول، أو ما يعرف عنها باسم الثقب الأزرق، وهي عبارة عن سرداب في البحر الأحمر بعمق 130 مترًا، يجذب جميع الغواصين لممارسة رياضتهم المفضلة بداخله، فضلًا عن محمية أبو جالوم، التي تُعد من من أجمل الأماكن المخصصة للسباحة والغطس، وتضم 165 نوعًا من النباتات منھا 44 نوعًا لا يوجد مثيل لها، بالإضافة إلى وجود نظام كھفي تحت الماء يمتد لأعماق تصل إلى أكثر من 100 متر».
وأشار الخبير السياحي أيضًا، إلى مزار السائحين الحالي في مدينة دهب، وهو متحف النفايات المتواجد تحت الماء هناك، ويعتبر من أهم مواقع الغطس في المدينة، ومعروف عالميًا بشكل كبير للغاية، فالغواصون يأتون إليه من جميع دول العالم، لمشاهدة ما يضمه المتحف من تماثيل لشخصيات فرعونية وحيوانات برية وبحرية.
أما عن فوز مصر بثاني أفضل وجهة غوص في العالم، أرجع «عبد الوهاب» السبب في ذلك إلى اهتمام القائمين على الرحلات السياحية في مصر بتوفير البرامج الترفيهية للمقبلين على زيارة البلاد، وتوفير جميع سب الأمان لهم خلال خوض رحلات الغوص، بالاعتماد على مدربين مؤهلين وذو خبرة كبيرة في مجال الغطس، بالإضافة إلى استخدام معدات احترافية على أعلى مستوى.
خبير اقتصادي: الوقت مناسب لإقامة أول مسابقة دولية للغطس في مصر
أشاد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، بالدور الكبير الذي تلعبه مصر في تطوير السياحة بشكل عام، وهذا ما ظهر خلال السنوات القليلة الماضية، حين وضعت البلاد نفسها على خريطة أبرز الأماكن السياحية حول العالم، بفضل العاملين في مجال السياحة بشكل عام، واهتمامهم بعمل نقلة جديدة من نوعها ترفع مؤشر مصر السياحي، وبالتالي تستفيد اقتصاديًا منه بشكل كبير.
وتابع: «حصول مصر على ثاني أفضل وجهة غوص على مستوى العالم لم يكن من فراغ، فقد ساعد في ذلك الأماكن الطبيعية التي تتميز بها البلاد، والجهود الواسعة التي بذلتها الدولة في تطوير هذه الأماكن، والعمل على توفير أشخاص مؤهلين يتعاملون معها بشكل احترافي، بجانب توفير جميع سبل الأمان والراحة للسائحين الوافدين إلى المدن السياحية».
أما عن العائد الاقتصادي من الإنجاز الجديد، قال «الإدريسي» في حديثه مع «الدستور» إن المركز الذي حصلت عليه مصر سيساعد بشكل كبير في جذب الأنظار إليها، وقصد السائحين لها من مختلف دول العالم، للتعرف على مقتنيات البلاد التاريخية والطبيعية، والتمتع بالرحلات الترفيهية عالية الجودة، والتي تختلف بشدة عن الدول الأخرى.
واختتم الخبير الاقتصادي، مقترحًا تنفيذ فكرة جديدة من نوعها، يرى أن وقتها مناسب للغاية، وهي إقامة أول مسابقة دولية للغوص في مصر، ما سيجعل التنافس كبير للغاية لتشجيع أكبر عدد من الوافدين للمشاركة بها، وستفتح آفاقًا جديدة لتطوير سياحة الغوص، والاهتمام بممارسة الرياضة المحببة للجميع داخل المدن السياحية المصرية.