صراع اللقاح مستمرًا.. متى يصل العالم إلى «مناعة القطيع»؟
تسعى دول العالم أجمع في الوقت الحالي إلى الحصول على أكبر قدر من لقاحات فيروس كورونا؛ من أجل تلقيح مواطنيها وربما فرض تناول اللقاح إجباريًا عليهم، سعيًا وراء مناعة القطيع والتي بمجرد الوصول إليها ستهدأ أوضاع الفيروس.
ويدلل على ذلك الأرقام التي تخص جرعات اللقاح سواء التي تطلبها الدول إلى الآن، أو التي تناولها مواطنيها بالفعل، حتى استهلك العالم كميات ضخمة من اللقاح ولازالت دول كثيرة تستهلك كميات منه من بينهم مصر.
واتساقًا مع ذلك، أعلن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والقائم بعمل وزير الصحة والسكان، استقبال مصر 3 ملايين و688 ألفًا و500 جرعة من لقاح فيروس كورونا بمطار القاهرة الدولي، وذلك ضمن خطة الدولة للتوسع والتنوع في توفير لقاحات فيروس كورونا، حفاظًا على مكتسبات الدولة في التصدي للجائحة.
وأشار الوزير إلى أن شحنات اللقاحات شملت مليونين و388 ألفًا و500 جرعة من إنتاج شركة "أسترازنيكا" عبر آلية "كوفاكس" بالتعاون مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (GAVI)، بالإضافة إلى 1.3 مليون جرعة من إنتاج شركة "جونسون أند جونسون"، مقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية عبر آلية "كوفاكس" أيضًا.
وأكد الوزير أن تلك الشحنات ستخضع للتحاليل في معامل هيئة الدواء المصرية قبل توزيعها على مراكز التطعيمات على مستوى الجمهورية، موضحًا أن لقاح "جونسون أند جونسون" عبارة عن جرعة واحدة فقط، بينما لقاح "استرازنيكا" عبارة عن جرعتين، يفصل بينهما 28 يومًا، واللقاحان حاصلان على موافقة الاستخدام الطارئ من منظمة الصحة العالمية، وهيئة الدواء المصرية.
ويبقى السؤال إلى أين وصل العالم في اللقاحات؟، وما مقدار الكمية التي تم استهلاكها إلى الآن؟ وأي الدول المستهلكة بشكل أكبر؟، "الدستور" أجابت على تلك التساؤلات في التقرير التالي بالأرقام والبيانات الرسمية المعلنة.
بالرغم من بدء انتشار لقاح "جونسون" في دول العالم إلا أن الأرقام تدل على سعة استخدام لقاحي "استرازينيكا وفايزر"، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن لقاح "استرازينيكا" هو الأكثر استخدامًا حول العالم، إذ أعطى في 75% من الدول والمناطق التي تقوم بالتلقيح منذ إصداره في الأسواق وبدء التلقيح به، بينما لقاح "فايزر" جاءت نسبة التلقيح به 47% على مستوى العالم.
ثم تلاه نسب للقاحات الأخرى فكان "سينوفار وموديرنا" بنسبة 22% وفي 48 دولة فقط، ثم لقاح "سبوتنيك" في 41 دولة بنسبة 19%، أما لقاح "جونسون" وصلت نسبة التلقيح به 14% في 31 دولة، وأخيرًا لقاح "سينوفاك" الذي استخدم في 14 دولة بنسبة 11%.
بالنظر على الأرقام فقد تزايد عدد جرعات اللقاح حول العالم، ففي في مارس الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الجرعات في دول العالم بلغت نصف مليار تم استخدامها في 164 دولة ومنطقة، وكانت إسرائيل وبريطانيا والإمارات الأعلى في استخدام الجرعات.
وفي إبريل الماضي كان العالم انتهى من استخدام أكثر من مليار جرعة من لقاحات كورونا، وتحديدًا مليار ومليونين و938 ألفاً و540 جرعة في 207 بلدان أو مناطق، وذلك بعد ما يقرب من 5 شهور حيث بدأت حملات التلقيح في ديسمبر 2020 تقريبًا.
وفي سبتمبر تصاعدت الجرعات المستخدمة حيث تم استعمال 6 مليارات جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في العالم، وظلت أزمة عدم تكافؤ الفرص في الحصول على الجرعات مستمرة حيث كانت وتيرة التلقيح في البلدان بطيئة للغاية.
وعلى صعيد الدول، تعتبر بريطانيا هي أعلى الدول التي لقحت مواطنيها، حيث تلقى 43% من السكان جرعة واحدة، تليها الإمارات على المستوى العربي بموجب 39% من سكانها ثم تشيلي بنحو 32% من سكانها، والبحرين بموجب 27% من سكانها.
ثم أمريكا بموجب 26% من سكانها تلقوا اللقاح مقارنة بأعداد السكان الضخمة، ونفس النسبة لقحت مالطا مواطنيها، ثم صربيا التي لقحت 19% من سكانها، والمجر لقحت 19% من سكانها.
وهناك ثلاث دول لم تبدأ حملة التلقيح بعد هي بوروندي وإريتريا وكوريا الشمالية، والتي دعت لأجلها منظمة الصحة العالمية الدول الغنية بالتبرع لها بجرعات من لقاحات فيروس كورونا حتى يتم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين دول العالم كما ينص اتفاق "كوفاكس".