على جمعة: التصوف هو مرتبة الإحسان وطريق أهل الله مقيّد بالكتاب والسنة
قال د. على جمعة، مفتى جمهورية الأسبق ، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن التصوف عبارة عن مرتبة الإحسان التى ذكرت فى حديث سيدنا جبريل عليه السلام «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » وكان الإمام الْجُنيد يقول: طريقنا هذا إلى الله مقيد بالكتاب وَالسُّنَّة، ولذلك قالوا: إن طريقنا مقيد بالذكر والفكر، وأقول عندما يريد الإنسان أن يسلك طريق الله ماذا يفعل؟ عليه بالذكر، فقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ..}، والفكر{... وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .
وتابع جمعة، عبر صفحته الرسمية: "بعد الذكر والفكر، تأتي: المناجاة، الدعاء وماذا أيضًا ؟ قلة المنام، قلة الطعام، قلة الأنام، قلة الكلام، ومن أين أتي هذا الكلام ؟ النبي عليه الصلاة والسلام، أوصانا بالصمت، وقال: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا، فاعلموا أنه يُلَقَّى الحكمة»، وربنا سبحانه وتعالى يقول: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}، قلة الكلام، قال: «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة»، وقلة الكلام، حيث كان شأن الأنبياء: الصمت؛ حتى إن ابن أبي الدنيا، أَلَّفَ كتابًا ضخمًا، أورد فيه كل الأحاديث الواردة، عن فضيلة الصمت، وقلة الطعام فعندنا صيام شهر رمضان، وسيدنا رسول الله (ص)، كان يصوم: الإثنين، والخميس، وكان يصوم: ثلاثة من كل شهر، وكان يصوم: أغلب المحرم، وأغلب شعبان، وكان يصوم: التسعة الأوائل من ذي الحجة، وكان (ص) يصوم كثيرا.
أوضح جمعة: عندما تحصي ما ورد في السُّنَّة عن الصيام، تجد أكثر من ست شهور، يعني: نصف الدهر، مع رمضان، فيكون أزيد من نصف الدهر 7شهور، ووجب على المسلم قلة الطعام، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان لابد فاعلًا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».