كوميسا الغد.. وزير الاتصالات يكشف أبرز مجالات التعاون بين مصر وأفريقيا
تنطلق غدًا قمة الكوميسا بمشاركة وحضور ممثلي الدول الإفريقية أعضاء التجمع بالعاصمة الإدارية الجديدة ومن المقرر تتسلم مصر رئاسة تجمع الكوميسا خلال أعمال القمة من دولة مدغشقر.
في هذا الصدد تستعرض "الدستور" أبرز مجالات التعاون بين مصر ودول أفريقيا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منها نقل تجربة التحول الرقمي والأمن السيبراني والمدن الذكية والبنية التحتية والاتصالات الدولية.
البنية التحتية
قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن هناك تعاون بين مصر ودول القارة الأفريقية في مجال البنية التحتية للاتصالات ونقل تجربة مصر في مجال توصيل كابلات الألياف الضوئية "الفايبر" في المشروعات التكنولوجية، لافتًا إلى أهمية التعاون بين مصر ودول الكوميسا خلال المرحلة المقبلة.
وتابع الوزير، لـ"الدستور"، أن الوزارة تستهدف خلق بيئة أعمال مشتركة مع دول القارة الإفريقية، لافتًا إلى أن القيادة السياسية مهدت الطريق أمام الشركات المصرية للدخول الي الاسواق الافريقية .
التحول الرقمي
وقال الوزير إن أهم مجالات التعاون بين مصر ودول القارة السمراء حيث نجحت مصر في تفعيل منظومة التحول الرقمي والشمول المالي والصمود أمام الجائحة، ما دفع عدد كبير من الدول الأفريقية إلى طلب نقل هذه التجربة إلى بلادهم، لافتًا إلى أن مصر خطت خطوات كبير في مجال التعاون مع دول القارة وتصدير الخدمات الرقمية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
أضاف الوزير تبادل الخبرات بين دول القارة في مجال التحول الرقمي وخاصة مجالات دمج قواعد البيانات وتنقية البطاقات التموينية وتطبيقات الحكومة الرقمية في التوثيق والشهر العقاري والمرور والصحة والتعليم عن بعد والتقاضي اون لاين مشيدًا بما تحقق من إنجازات في عهد الرئيس السيسي في مجال التعاون مع أفريقيا.
كابل "هارب" البحري
واضاف الوزير ان ابرز مجالات التعاون في البنية التحتية مشروع انشاء كابل هارب لاتاحة توصيل خدمات انترنت بجودة وسرعة عالية للدول الإفريقية وتنفيذ العديد من الشركات المصرية لمشروعات فى الدول الإفريقية لتمكينها من الوصول إلى الإنترنت والشمول الرقمى.
أشار إلى زيادة نسبة السكان داخل القارة الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، حيث ارتفعت من 21.8٪ في عام 2013 إلى 41.9٪ في عام 2019 منوها ان كابل هارب يمتد لمسافة نحو 45 ألف كيلومتر لخدمة 21 دولة افريقية وربطها بالشبكة الدولية للانترنت لخدمة نحو 1.3 مليار مستخدم في افريقيا باستثمارات تتخطي 1.2 مليار دولار
الصادرات التكنولوجية
قال الوزير إن مصر تستهدف زيادة الصادرات التكنولوجية لتصل لـ5 مليارات دولار خلال العام المقبل، لافتًا إلى أن الصادرات التكنولوجية بلغت نحو 4.5 مليار دولار موضحًا أن جزء من هذه الصادرات يستهدف الأسواق الافريقية وهناك خطة لتعظيم القيمة المضافة من هذه الأسواق لتصدير خدمات العابرة للحدود لمعظم القارة الافريقية.
أشار الوزير إلى أن مصر تتشارك مع أشقائها من دول القارة الأفريقية فى التحديات والفرص والطموح فى تحقيق أجندة الاتحاد الأفريقى لعام 2063 التى تستهدف تحسين مستوى معيشة مواطنى القارة وتحقيق الرخاء.
أضاف أن هناك عدة عوامل لتمكين القارة الأفريقية من تحقيق رؤيتها والتى تشمل تطوير البنية التحتية للاتصالات وتوفير الإنترنت بأسعار مناسبة مع وضع الإطار التشريعى والتنظيمي التعاون المصري مع دول القارة منها قانون التوقيع الإلكترونى وقوانين حقوق الملكية الفكرية وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون حماية البيانات الشخصية ويجرى العمل حاليا نحو إصدار قانون التجارة الإلكترونية.
مراكز البيانات العملاقة
وأشار الوزير إلى أن مصر تستضيف مراكز بيانات لخدمة الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية مشيرا الي ان اكثر من 90% من حركة البيانات العالمية والاتصالات الدولية والإنترنت تمر عبر مصر، حيث يوجد نحو 18 كابل بحري يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب من خلال نقط إنزال على البحرين الأحمر والمتوسط .
وأكد الوزير أن مصر أصبحت في عهد الرئيس السيسي دولة محورية بفضل الجهود الكبيرة للقيادة السياسية في تحويلها إلى أكبر ممر رقمي عالمي على غرار أهميتها كشريان حياة وممر مائي عبر قناة السويس، منوهًا بأن المصرية للاتصالات نجحت في إدارة ملف الكوابل البحرية المصرية بعد الشراكات العالمية في عدد من الكوابل البحرية.
وذكر أن يجري حاليًا البحث عن توطين صناعة مراكز البيانات العملاقة، وعقد شراكات في هذا المجال؛ بهدف جذب استثمارات كبيرة لمصر وتوفير فرص عمل للشباب، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت من أوائل الدول التي اهتمت بتوطين التكنولوجيات الحديثة.
التدريب
ولفت د.عمرو طلعت الي ان هناك توجيهات رئاسية بأهمية التعاون في مجال التدريب المتخصص بين دول افريقيا واتاحة تقديم تدريب متخصص فى بناء القدرات من خلال المركز الإقليمى للتدريب البريدى بعد ان تم اعتماد المركز من قبل اتحاد البريد العالمي كمركز تدريب بريدى إقليمي فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
واشار الوزير الي انه تم تنفيذ مبادرة لتنمية قدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات، وكذلك تحفيز تأسيس 100 شركة مصرية وإفريقية ناشئة فى هذا المجال حيث استفاد من المبادرة حتى الآن 7000 شاب و 78 شركة ناشئة.
واضاف الوزير انه تم تأسيس المركز المصرى الإفريقى للتدريب فى مجال تنظيم الاتصالات الذى يهدف إلى بناء كفاءات بشرية أفريقية قادرة على التعامل مع التحديات الناشئة فى هذا القطاع الأول من نوعه فى أفريقيا للتدريب فى هذا المجال.
الابداع وريادة الأعمال
تستضيف مصر العديد من الاحداث والمسابقات الخاصة بالابداع والابتكار وريادة الاعمال بحضور الشباب الافارقة حيث أكد الوزير على أن الشباب هم الثروة الحقيقية التي تتميز بها القارة الأفريقية ومحرك أساسي لتسريع وتيرة التحول الرقمي داخل القارة.
وتابع أنه تم إتاحة برامج مشتركة لرعاية الابتكار التكنولوجي وتنمية الشركات الناشئة والتي أثمرت عن إنشاء 7 مراكز إبداع مصر الرقمية "كرياتيفا" في المحافظات وهذه المراكز مفتوحة امام شباب القارة سواء من خلال التفاعل اون لاين او عبر منصات الرقمية او من خلال الدراسة في مصر مشيرا الي انه يجرى حاليا إنشاء 10 آخرين في سبيل الوصول إلى مركز بكل محافظة يتم من خلاله دعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة واحتضان الشركات الناشئة.
واشار الي ان القيادة السياسية وجهة بدعم وتمكين الشباب وبناء القدرات الرقمية من خلال توفير التدريب المتخصص على مستويات متعددة وبنماذج مختلفة تتضمن نموذج التعلم الرقمي مع توجيه العناية نحو صقل مهارات الشباب لتأهيلهم لسوق العمل الحر.
الذكاء الاصطناعي
قال الوزير ان هناك تعاون مشترك بين مصر وافريقيا في مجالات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي للاستفادة من هذه التكنولوجيا لتلبية احتياجات القارة في عدة قطاعات ومنها الصحة والتعليم والزراعة.
وتابع أن القارة الافريقية لديها فرص للتعاون المشترك في عدة مجالات منها الشمول الرقمي، والاتصال العالمي، وبناء القدرات، واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز الثقة والأمن في البيئة الرقمية على النحو الذي يتماشى مع أهداف القارة لعام 2063
أضاف أن استغلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية في تعميق اندماج البلدان الأفريقية في سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية على ضرورة تحديد الأولويات في العمل وفقا لاحتياجات قارة أفريقيا مع الاعتماد على أبناء القارة في تنفيذ مشروعات بالتعاون مع شركاء من داخل القارة وخارجها.
مبادرة أفريقيا الذكية
تتبني مصر خطة طموحة لدعم مبادرة أفريقيا الذكية التابع للاتحاد الأفريقى وشاركه في فعاليات جميع الاجتماعات نحو مناقشة استراتيجية السوق الرقمى الموحد فى أفريقيا بمشاركة 25 دولة إفريقية.
وتعد المبادرة أعلى سلطة فى الهيكل التنظيمى للمبادرة والذي ينعقد مرتين فى العام على مستوى رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات الدول الأعضاء فى المبادرة، إضافة الى السكرتير العام للاتحاد الدولي للاتصالات، ومفوض الاتحاد الافريقى للبنية التحتية والطاقة، ويقوم المجلس بالموافقة وإقرار التوصيات والقرارات الاستراتيجية التى تقوم لجنة التيسير المشكلة من السادة وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برفعها، إضافة إلى إقرار خطة العمل والميزانية السنوية للمبادرة، وكذلك الموافقة على المشروعات الـساسية التى ستتبناها المبادرة.