خبير في الشأن الإفريقي: مصر تستهدف دعم جهود التعاون التجاري والاقتصادي
تتسلُّم مصر، غدً الثلاثاء، رئاسة تجمع دول السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي (الكوميسا) للمرة الثانية، وذلك بعد مرور 20 عامًا منذ آخر مرة تولت فيها مصر رئاسة التجمع في 2001، مما يؤكد دور مصر الريادي، ويدعم التوجه الاستراتيجي للدولة المصرية نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، وزيادة وتعميق أواصر التعاون مع دول التجمع في العديد من المجالات.
ومن جانبه، قال رامي زهدي خبير الشؤون الإفريقية الاقتصادية والسياسية والاستثمار: رئاسة مصر للقمة 21 لتجمع دول رؤساء الدول والحكومات للسوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) والمقرر عقدها غدًا بالعاصمة الإدارية يأتي في توقيت تتصدر فيه مصر المشهد الإفريقي على كافة المستويات، وأصبحت مصر محور ارتكاز هام في كل جهود التنمية لكل دول القارة، وجسر الثقة والتواصل بين افريقيا والعالم.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور": تحاول مصر من خلال مدة رئاستها للكوميسا، تقوية ودعم جهود التعاون التجاري والاقتصادي بين دول التجمع كما تمتلك مصر خطط طموحة لتطوير آليات العمل داخل الكوميسا وتطوير مستوى العلاقات التجارية والاستثمار وتستند مصر في ذلك على خبرات عظيمة للدولة المصرية في ادارة ملفات تعاون واتفاقيات دولية كبرى.
وتابع زهدي: أهمية الكوميسا استثنائية في هذا التوقيت بسبب ما تواجهه الدول الافريقية من تحديات اقتصادية بعد ازمة كورونا، ومع ظهور بوادر أزمات اقتصادية عالمية حيث تستهدف مصر إجراء مشاورات تفاوضية مع الاتحاد الأوروبي بهدف دعم أطر التعاون التجاري والاقتصادي بين دول الكوميسا والاتحاد الأوروبي.
وأردف زهدي: الكوميسا إطار تعاون دولي كبير أكبر من مجرد تجارة بينية فقط، فهناك بنود داخل الاتفاقية تعمل مصر على تطويرها مثل المادة 158 والتي تراعي دعم جهود وجذب الاستثمار القاري المحلي والدولي والمادة 164 والخاصة بتجارة الخدمات.
كما أن المنتجات المصرية للقارة الافريقية ومنطقة الكوميسا تتطور، وتخرج من حاجز المنتجات تامة الصنع فقط الي السلع الوسيطة ايضا وعوامل الانتاج بالاضافة إلى برامج الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية والاستشارات المالية والفنية، بينما تحاول مصر رفع القيمة المضافة لواردات السلع من الدول الإفريقية بإجراء عمليات تصنيعية تحويلية وإعادة التصدير لدول خارج القارة.
واختتم زهدي قائلًا: تستهدف مصر نقل تجربتها الناجحة في توطين الصناعات الاستراتيجية لدول الكوميسا بهدف تحقيق تكامل منشود بين الدول الإفريقية فيما بين الخبرات العملية والكوادر البشرية وتوافر المواد الخام بالإضافة إلى الصناعات الحديثة والمتطورة".