تقرير إيطالي: الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا وصل إلى مستويات كارثية
قال موقع "فارودي روما" الإيطالي، إن الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا وصل إلى مستويات كارثية مع نفاذ الإمدادات الطبية وارتفاع الوفيات بسبب الجوع بشكل مستمر، لافتا إلى أن الحصار الذي فرضته الحكومة الإثيوبية على إقليم تيجراي دفع أكثر من نصف مليون شخص إلى حافة المجاعة.
وأوضح الموقع إنه بالرغم من تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي والتوسط في تهدئة الحرب الأهلية التي استمرت لمدة عام في إثيوبيا في الأسابيع الأخيرة، أكد محللون أن التوصل إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض أصبح أمرا بعيد المنال، وسط تصاعد التوترات واشتداد حدة المعارك في الأسابيع الأخيرة بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ومواصلة الأخيرة زحفها نحو العاصمة أديس أبابا.
وأضاف الموقع "الوضع مريع بشكل خاص في تيجراي وأصبح الإقليم الإثيوبي أسوأ مكان في العالم للعيش فيه، حيث دفع الحصار الذي فرضته الحكومة لمدة شهر على الإمدادات الإنسانية والتجارية ما يقرب من نصف مليون شخص إلى حافة المجاعة، وهناك ما يصل إلى 7 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في شمال إثيوبيا".
وقال مسؤول يعمل في مجال الإغاثة لـ "فارودي روما"، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه إذا لم تقم الأطراف المتحاربة الاتفاق على "شيء ملموس" فيما يتعلق بزيادة المساعدات في تيجراي والمناطق المجاورة لها، سوف تتجه الأزمة إلى مستويات كارثية.
كابوس.. الأطفال تنام دون طعام
وقال مسؤول إنساني آخر في أديس أبابا طلب عدم نشر اسمه: "إنه كابوس، تكاد الإمدادات الطبية استنفدت الآن في تيجراي، وتتزايد الوفيات بسبب الجوع، وتقطع البنوك والاتصالات والكهرباء"، فيما قال أحد السكان في أحد المناطق في شمال إثيوبيا " هناك الكثير من العائلات ينام أطفالها دون طعام".
من جهته، قال وليام دافيسون كبير المحللين الإثيوبيين في مجموعة الأزمات الدولية "ما لم يكن النظام الإثيوبي وحلفاؤه على استعداد لاتخاذ خطوات لتسهيل مساعدة تيجراي واستعادة الخدمات المصرفية سود تزداد الأمور سوءا في ساحة المعركة" .
وأشار الموقع إلى أن مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي ، الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، يقود جهود الوساطة الحالية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في إثيوبيا وغادرها الاسبوع الماضي، مضيفا إنه بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية تشن الحكومة الإثيوبية حملة اعتقالات جماعية واسعة ضد عرقية تيجراي في جميع أنحاء البلاد، شملت موظفين محليين في الأمم المتحدة، ما أدى إلى تعليق عمل مجموعات الإغاثة الرئيسية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
تحالفات تهدد بالإطاحة بالنظام الإثيوبي
وتابع إن النشاط الدبلوماسي الأخير يأتي بعد أسابيع من شن الحكومة الإثيوبية حملة عسكرية ضد المناطق التابعة لقوات تيجراي، وفي غضون ذلك، أعلنت مجموعة من الجماعات والفصائل مناهضة المعارضة اتفاقا على تشكيل تحالف جديد بهدف الإطاحة بالحكومة المركزية في أديس أبابا وتشكيل حكومة انتقالية لإدراة البلاد، ويشمل التحالف قوات تيجراي- التي تقاتل القوات الإثيوبية والميليشيات المتحالفة معها- وجيش تحرير أورومو، بالإضافة إلى 7 مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.
واعتبر محمد خير عمر، المحلل السياسي الذي يتابع الصراع في إثيوبيا عن كثب، في تصريحات للموقع الإيطالي، إن تشكيل مثل هذه التحالفات أمر مهم سياسياً للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لأنه يمنحها "أجندة وطنية"، كما إنها يمكن أن توفر أيضًا ميزة عسكرية لها، خاصة في المناطق القريبة من أديس أبابا والتي تهدد بدخولها قريبا.
ونوه الموقع إلى أنه على الرغم من أن قوات تيجراي تبدي استعدادها لتسهيل المساعدة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في أمهرة ، فإن انعدام الأمن والقضايا التشغيلية الأخرى منعت مجموعات الإغاثة من توزيع الإمدادات على أي شخص محتاج، موضحا إنه هيئة تنسيق المساعدة الطارئة التابعة للأمم المتحدة (OCHA) أكدت إنه لا تزال هناك عقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية ، خاصة في تيحراي ، حيث لم تدخل الشاحنات المحملة بالمساعدات الإقليم منذ 18 أكتوبر الماضي.