من القاهرة للإسكندرية.. المصريون يروون لـ«الدستور» حكاية 48 ساعة ضيافة للأمير تشارلز وزوجته
لم يدر أحد سر اهتمام الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني، بزيارة الأماكن الأكثر شعبية في مصر وعشقه لها، والتي تضمنت مجموعة من المناطق في زيارته الأخيرة من ضمنهم الدرب الأحمر، بيت الرزاز، مستشفى البروك للخيول بالسيدة زينب، وعزبة خيرالله، وذلك خلال زيارته يوم الخميس الماضي هو وزوجته كاميلا، دوقة كورنوال، والتي استمرت لمدة يومين وهي الزيارة الأولى منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، وبعد غياب أكثر من 15 عاما عن مصر.
فقد كانت زيارة ولي العهد البريطاني الأولى لمصر عام 1981 مع زوجته الأميرة ديانا ضمن جولتهم لقضاء شهر العسل، و الثانية كانت في عام 1995 عندما كانت مصر تعاني من الإرهاب الأسود وزار خلالها منطقة إمبابة، و الثالثة عام 2006 مع زوجته الحالية دوقة كورنوال، والرابعة هي الزيارة الحالية.
الأمير تشارلز في أحضان القاهرة الفاطمية
وتجولت "الدستور" في بعض المناطق التي زارها الأمير تشارلز وزوجته، وكان من ضمنها بيت الرزاز والذي يقع في منطقة الدرب الأحمر، ففي مساء يوم الخميس الماضي استقبلت المنطقة الأمير تشارلز وزوجته الأميرة واللذان قاموا ببعض الجولات بشوارع المنطقة، بجانب زيارة بيت الرزاز للإطلاع على المشروعات التراثية والثقافية بالمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث.
و قالت مها عاطف إحدى المشاركات في بيت الرزاز، إنها سعيدة بهذه الزيارة والتي تمكنت خلالها من رؤية الأمير تشارلز و دوقة كورنوال، وتمكنت من المشاركة بمشروع تخرجها "حامل مصحف" والتي شاركت به في بيت جميل، وهو ضمن مجموعة مختارة من مشاريع التخرج للعرض في بيت الرزاز خلال جولة الأمير.
نسرين: الزيارة تعد احتفالا بالأعمال الفنية المميزة للشباب
فيما وأوضحت نسرين شرارة أحد المشاركين بالمعرض، أنها شُرفت بمقابلة الأمير تشارلز وقرينته في بيت الرزاز بحي الدرب الأحمر خلال جولتهم بالمنطقة أثناء زيارتهم لمصر، مؤكدة أن هذه الزيارة تسلط الضوء على العلاقة التعاونية بين بيت جميل والمؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، وإنهم بذلوا قصارى جهدهم لإخراج المعرض في أفضل صورة خلال زيارة الأمير لبيت الرزاز بالقاهرة التاريخية.
واستكملت نسرين، حديثها بأن خلال زيارة الأمير التقى بمجموعة من أساتذة وطلاب وخريجي الجامعة والذين يعملون في مركز تصميم المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، مشيرة إلى أن الزيارة تعد احتفالا بالأعمال الفنية المميزة للشباب بروح التعاون واستدامة الحرف اليدوية ودعم التصميم المعاصر.
وعلى جانب آخر أوضحت ميرفت سيد من أهالي منطقة الدرب الأحمر، أنها لم تكن على علم بزيارة الأمير تشارلز ودوقة كورنوال، إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتي تصدرت أخبار الزيارة والجولة منصاتها المختلفة، مشيدة بتلك الزيارة والتي تعطي تراث مصر والمناطق الشعبية التراثية مكانتها الحقيقة وأنها كانت تتمنى رؤيتهم عن قرب.
محمود: زيارة تاريخية وكافة الشعوب تتمنى أن تمتلك ما تمتلكه مصر من آثار ومتاحف
"الأمير تشارلز في ضيافة مصر والدرب الأحمر"، هكذا علق محمود بندق أحد سكان منطقة الدرب الأحمر على زيارة الأمير والأميرة، والذي أكد على أنه فخور بكونه أحد أبناء منطقة الدرب الأحمر والتي دخلت التاريخ بزيارة الأمير والأميرة لها والتجول فيها والتطلع لمشروعاتها التراثية الموجودة ببعض المؤسسات داخل المنطقة وبيت الرزاز.
و تابع إن كافة شعوب العالم تتمنى أن تمتلك ما تمتلكه مصر من مناطق وأثار ومتاحف وغيرها من الأماكن التراثية ذات ثيمة تاريخية، وهو ما جعل منطقة الدرب الأحمر تتشرف بزيارتهما للقاهرة الفاطمية.
زيارة الدوقة كاميلا لمستشفى بروك وعزية خيرالله
أجرت الدوقة كاميلا دوقة كورنوال قرينة ولي العهد البريطاني، صباح الجمعة الماضية، عدد من الجولات كان من أبرزها زيارتها لمستشفى بروك للحيوانات، وزيارة عزبة خيرالله حيث تفقدت إحدى المبادرات المجتمعية لتطوير حياة الأسر الأكثر احتياجا، وأقيمت الزيارة تحت إشراف المجلس الثقافي البريطاني.
و رصدت «الدستور» كواليس جولاتها زوجة ولي العهد البريطاني الميدانية، من خلال التحدث مع الأشخاص التي قابلتهم خلالها.
الدكتور عماد نعوم: الدوقة بدأت زيارتها بالمستشفى التذكاري وسألت عن الحالات
قال الدكتور عماد نعوم، مدير الخدمات الطبية والرفق بالحيوان أن الدوقة كاميلا هي الرئيس الشرفي لجمعية بروك وبدأت زيارتها بالمستشفى التذكاري "مستشفى خيول الحرب" ، و كانت تسأل على الحالات وعلاج وتفاعلت بشكل إيجابي، وكانت مبتسمة و منصتة باهتمام لكل الشروحات التي تقدم لها.
ثم انتقلت الى العيادة الخارجية وتقابلت مع الفريق الطبي وتحدثت معهم، كان هناك نماذج للأدوات المتنقلة التي يستخدمها المستشفى كما سألتهم وقامت الدوقة بسؤالهم عن المواقع التي يزوروها والخدمات التي يقدمها المستشفى ، كما انتقلت إلى المنطقة المفتوحة لتريض الحيوانات وهي منطقة يتم فيها إيداع الحيوانات لقضاء فترة نقاهة خاصة بعد تواجدها في الإسطبلات لأوقات كبيرة.
وأوضح الدكتور نعوم، أن الدوقة كاميلا تفاعلت مع الحيوانات الموجودة كان من بينها حمار مصاب إصابة معينة، و تسائلت عن الإصابة وطريقة علاجه ثم انتقلت الى ورشة البيطار، والسروجي وهي منطقة تتخصص في تقليم الحوافر للخيول.
- سروجي المستشفى يقدم لزوجة الأمير تشارلز هدية تذكارية
وأهدى سروجي المستشفى يدعى محمد عبد العليم بإهداء هدية تذكارية للدوقة كاميلا وهي من صنع يده وهي عبارة حصان مكتوب عليها بروك مصر، وهي معبرة عن نشاط المستشفى ومصنوعة بإبداع وكانت سعيدة للغاية بهذه الهدية التذكارية
قامت بالتوقيع في دفتر كبار الزوار وكتبت أنها فخورة بصفتها رئيسة لجمعية بروك الخيرية وبما شهدته في مصر.
- تفقد مشروعات التمكين المرأة في عزبة خيرالله
و كانت المحطة التالية للدوقة كاميلا منطقة عزبة خيرالله، والتي تفقدت خلالها عدة مشاريع معنية بتمكين المرأة وكان من أبرزها مشروع "شجرة بيتنا" للتنمية البيئية وقامت بزراعة شجرة ضمن المشروع فوق أحد أسطح المنازل بعزبة خيرالله.
كان ضمن المتواجدين في استقبال الدوقة كاميلا، الشاب لؤي محمد مؤسس مشروع "شجرة بيتنا".
وقال الشاب لؤي محمد، أن المشروع استطاع في فترة قصيرة أن يدخل حاضنة أعمال "Think Tank" التابعة للمجلس الثقافي البريطاني، وبدء المشروع في مطلع عام 2020 استطعنا خلال العامين بزراعة 4 أسطح بعزبة خيرالله، بهدف تمكين السيدات اقتصاديًا عن طريق استغلال المساحات الفارغة علي أسطح المباني وزراعتها باستخدام نظم زراعة حديثة معتمدة على تقنيات ري إلكترونية، وكان السطح رقم 5 الذي نقوم بزراعته في عزبة خيرالله التي زارته الدوقة كاميلا.
- دوقة كورنوال تشارك في زراعة شجرة تذكارية في مشروع "شجرة بيتنا"
وعن تفاصيل الزيارة أضاف لؤي:"ان الزيارة استغرقت نصف ساعة قامت الدوقة كاميلا بتفقد المشروع وتحدثت إلى أفراد الفريق المشاركين في المشروع , ثم شاهدت المنتجات التي هي من صنع سيدات عزية خيرالله ومنها حقائب قماشية صديقة للبيئة ومصنوعات من إطارات السيارات".
كما شاركت في زراعة شجرة تذكارية معنا وأخيرا قمنا بإقامة ورشة حكي مع سيدات عزبة خيرالله وهو ما ترجم البعض الفيديو المتداول بأنه «سبوع طفل» لكن هذا ليس صحيحا بل هي مجرد ورشة جسد خلالها السيدات حياتهم قبل وبعد التمكين الإقتصادي وكيف ساهم في تغيير حياتهم للأفضل.
- "مداعبة قطة وحوار مع الأطفال" زيارة ملكية لعروس المتوسط
جاءت مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط كثاني محطات زيارة الأمير تشارلز، وزوجته دوقة كورنوال، ضمن زيارتهما التاريخية إلى مصر، كانت اول محطات الزيارة الملكية لمحافظة الإسكندرية زيارة مركز الجيزويت الثقافي بمنطقة سيدي جابر، والذي تأسس عام 1953.
وتجهزت المدينة لاستقبال الأمير وزوجته، وقال إبراهيم محمود، أحد العاملين بشارع بورسعيد أن هناك بعض الاستعدادات الميدانية التي تمت قبل موعد الزيارة الملكية من أعمال صيانة ميدانية بشارع بور سعيد والطرق المؤدية للمركز، لتأتي تلك الاستعدادات بالتزامن مع المبادرة التي أعلنت عنها محافظة الإسكندرية "عروس البحر من تاني" لتجميل المدينة.
استعدادات مكثفة وصيانة للحدائق والشوارع قبل الزيارة
فيما قال يقول عمرو أحمد، أحد العاملين بشارع بور سعيد، أن قبل الزيارة شملت الاستعدادات للزيارة الملكية صيانة بعض الحدائق العامة و دهان الأرصفة والأعمدة التراثية الزخرفية، وهي استعدادات تشريفية لكي تظهر المدينة في مظهر حضاري لائق بزيارة ملكية تاريخية.
فيما أوضحت ماجدولين سمعان، مسؤول البرامج التكوينية، أن الزيارة بدأت من كنيسة دير الآباء اليسوعيين بمركز الجيزويت واكتملت بجولة داخل المركز، وزيارة معرض فني بجهد يدوي للأطفال اللاجئين ومثلت البورتريهات بالموزاييك لفنانين وأدباء من الإسكندرية.
وأضافت مسؤول البرامج التكوينية، أنه بعد المعرض الفني، كان هناك حوارا متبادلا بين الدوقة كاميلا دوقة كورنوال مع المشاركين في ورشة لتعليم صناعة الأفلام "كاميرا شيكا" وذلك بالتعاون مع المركز البريطاني بمصر، كما كان هناك حوارا مفتوحا حول الاهتمامات الفنية والبيئية، ويأتي هذا تصديقا لبيان السفارة البريطانية، أن الأمير تشارلز لديه اهتمام راسخ بالمسائل البيئية وقضايا التغير المناخي"، وأن زيارته لمصر تأتي بعد تسلم القاهرة رئاسة النسخة الـ27 من قمة المناخ، بعد استضافة المملكة المتحدة لها في نسختها الـ 26".
دوقة كورنوال تداعب "بطاطا" في الجيزويت
وحكت أن الموقف اللطيف هو مداعبة دوقة كورنوال، لقطة الجيزويت والتي تدعى "بطاطا"، وواصلت حديثها معنا ان لديها اهتمام كبير بقضية الرفق بالحيوان وتدعم وتشجع كل من يعتني بهم، و اختتمت الزيارة بهدية تذكارية رمزية وهي مفتاح الحياة"عنخ" وهو رمز فرعوني مصنوع من الطين الأسوانى من إنتاج قرية جراجوس بصعيد مصر.
ومن الجيزويت انتقالا لمكتبة الإسكندرية، تابعت "الدستور" تفاصيل الزيارة باعتبارها أقدم مكتبة في العالم رغم انقطاعها لمدة 2000 عام ثم عودتها منذ 20 عاما، ليكون هناك جولة تفقدية للمتاحف والمراكز الثقافية والفنية المتنوعة، وأيضا متحف الآثار ومتحف المخطوطات، و تعرفا على المخطوطات والكتب النادرة التي يحتويها المتحف.
وتضمنت الزيارة لقاء الأمير وقرينته بمجموعة من الكتاب الذين لهم إسهامات في العمل الأدبي، يتخلله حوار عن التراث الأدبي لمدينة الإسكندرية، وهذا تماشيا مع الاهتمام والإسهامات المتواصلة للمجتمع الثقافي.
الدوقة كاميلا تشارك الأطفال قراءة مجموعة من القصص
ومن داخل مكتبة الطفل شاركت دوقة كورنوول قراءة القصص مع مجموعة من الأطفال، وتبادلت أطراف الحديث معهم عن اهتماماتهم وهواياتهم.
وبتوقيع تاريخي سجلت الزيارة الملكية في سجل كبار الزوار الخاص بمكتبة الإسكندرية، وأهدى الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة للأمير مجموعة كتب من إصدارات المكتبة، معلقا أن "الأمير تشارلز" له مكانه خاصة في قلوب المصريين والمسلمين.