بيتر فلاتين.. سائح أمريكي يروي تفاصيل سنوات إقامته بمصر بالعامية في كتاب
صَدَر حديثًا عن دار المعارف كتاب "لاتيه تاني لواحد أمريكاني" لبيتر فلاتين، وهو مهندس أمريكي مقيم حاليًا في الإسكندرية منذ ثلاث سنوات.
يأتي "لاتيه تاني" كواحد من الكتب المشغولة بقراءة واقع الحياة المصرية، ويعد بمثابة تطواف معرفي وثقافي واجتماعي في حياة المصريين عبر استدعاء الحكايات والمواقف والمشاهدات والأحاديث المطولة بدءاً من سائقي التاكسي إلى الأصدقاء المقربين.
الكتاب كُتب بعين محبة للغة وعامية المصريين وقفشاتهم وضحكاتهم التي يضج بها الكتاب على مدار 130 صفحة وبعين أخرى راصدة لعاداتهم وتقاليدهم التي تثير إعجاب الكاتب أحيانًا وتعجبه أحيانًا.
وجاء في مقدمة الكتاب للدكتور محمد زكريا عناني "إننا لسنا أمام سائح تقليدي ، بل أمام معايش يمد بصره إلى الحياة والناس والشوارع والعادات والتقاليد.. يحكي عن جلسات المقاهي من غير كلفة والمدهش في الأمر أن الكتابة تكون هنا باللغة العربية، ويالها من لغة حية صادقة طلية، تستمد جمالها من هذا الاستعمال الذي لا هو فصحى ولا عامية وأكاد أسميها (بيترية) والذي صنعه بيتر يجعلنى أتطلع إلى نص مسموع من هذا العمل المليء بالدهشة".
يروي المؤلف بيتر فلاتين تفاصيل أول زيارة للإسكندرية قائلًا: “أول مرة وصلت إسكندرية من بلدي أمريكا في سبتمبر 2017، قبلها ما عملتش أي بحث عن المدينة دي. في خيالي فكرت إن أسكندرية صغير وهادية، وأنها قرية أكثر منها مدينة”، كانت هذه الصدمة الأولى لبيتر فلاتين ليكتشف أن كل ما رسمه في خياله عن الإسكندرية محض خيال، ليجد نفسه في قلب مدينة الإسكندرية ومدنيتها. يلفت بيتر انتباهنا إلى أن دراسته للغة العربية الفصحى في أمريكا لم تفده كثيرًا وأنها ارتبطت "بكل الآليين اللي شفتهم في التليفزيون في البرامج المملة"، ويؤكد أن توجهه لتعلم اللهجة العامية المصرية كانت نابعة من رغبته في مشاركة المصريين في أحاسيسهم القوية التي تظهر جلية في مناقشاتهم.
ويشير بيتر فلاتين إلى أن اختياره لعنوان الكتاب "لاتيه تاني لواحد أمريكاني" يرجع إلى صوته في كلمة "لاتيه" والتي كان يكررها كثيرا كلما جلس في مقهى وطلب لاتيه، ومع ذلك كلما دخل بيتر في حوار مع أحد المصريين لا يكفيه لاتيه واحد فكان دائم الطلب لـ"لاتيه تاني" ليستمر الحديث ويكون جزء رئيس في مشوار ورحلة بيتر في قلب الإسكندرية وشوارعها وناسها.