المياه مقابل الكهرباء.. كواليس «اتفاق ثلاثى» بين إسرائيل والأردن والإمارات
توقع إسرائيل والأردن والإمارات، الاثنين المقبل، اتفاقًا لبناء محطة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية لتوليد الكهرباء لإسرائيل، وفي المقابل سيتم بناء محطة تحلية مخصصة للأردن في إسرائيل، تحديدًا على ساحل البحر الأبيض.
وكشف خمسة مسؤولين إسرائيليين كبار، معنيين بذلك الاتفاق، أن الأردن وتل أبيب سيشتريان من بعضهما الكهرباء والمياه التي سيتم إنتاجها في المحطتين.
اتفاق ثلاثي برعاية أمريكا
ومن المقرر أن يتم توقيع الاتفاق في دبي، التي ستقوم بتمويل المشروع لتوفير الكهرباء إلى إسرائيل، كما أنه سيكون تحت رعاية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو يعد اتفاقًا غير مسبوقًا بين تل أبيب وعمان، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.
ويأتي ذلك الاتفاق نتيجة اتصالات سرية بدأت بين الدول الثلاث في سبتمبر الماضي، وبعد توقع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات، والمعروفة باسم «اتفاقيات إبراهيم»، وامتدت بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت.
وهذا المشروع هو أكبر تعاون إقليمي فريد بين إسرائيل والأردن منذ توقيع اتفاقية السلام بحسب «واللا» - خاصةً أن معظم ذلك المشروع سيتم إقامته داخل عمان.
مخاوف بينيت من انتقادات المعارضة
وكان من المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاقية قبل أسبوعين، خلال مؤتمر المناخ في جلاسكو، حيث وافق عبد الله الثاني ملك الأردن، على توقيع الاتفاقية بينما تخوف رئيس الوزراء الإسرائيلي من توقيعها قبل تمرير الميزانية العامة لتل أبيب.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن سبب خوف بينيت هو أن يؤدي توقيع الاتفاق إلى انتقادات من المعارضة، مما قد يعرض تمرير الميزانية للخطر.
في السياق ذاته، بعث كل من كارين الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلية، وإيال هولتا مستشار الأمن القومي هناك، وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية، رسائل مطمئنة لنظائرهم في الأردن والإمارات وإدارة بايدن، بأن تل أبيب مهتمة بالاتفاق، والتأجيل فترة قصيرة للغاية إلى ما بعد تحويل الميزانية.
واتفقا الجانبان، خلال الأسبوع الماضي، على التفاصيل النهائية، وقال الأردن، الثلاثاء الماضي، أنه مستعد للشروع في توقيع هذا الاتفاق.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن جون كيري المبعوث الأمريكي لأزمة المناخ، انخرط في المفاوضات بين الأردن وإسرائيل، وشجعهما على التحرك لإنهاء مثل ذلك الاتفاق.
وخلال المناقشات، تفاوضت تل أبيب بشأن البند الذي ينص على شراء الكهرباء من الأردن مقابل شراء المياه من إسرائيل، إذ حاول المفاوضون الإسرائيليون إقناع الأردنيين بإلغاء هذا البند، لكن الأردنيين وافقوا فقط على تخفيفه.
الكهرباء مقابل المياه بين الأردن وإسرائيل
وأوضح مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى أن الاتفاق استند إلى رؤية قدمتها منظمة «إيكوبيس» الشرق الأوسط، قبل عامين، وهي منظمة لها مكاتب في عمان وتل أبيب وبيت لحم، وتضم نشطاء البيئة إسرائيليين والأردنيين والفلسطينيين، الذين يحاولون تعزيز التعاون من أجل الحفاظ على البيئة ومكافحة أزمة المناخ مع تعزيز العلاقات والسلام.
واستندت الفكرة التي نتجت عن اقتراح المنظمة إلى أن إسرائيل بحاجة إلى الكهرباء من الطاقة المتجددة، لكن ليس لديها مساحة كافية لبناء محطة شمسية كبيرة، بينما تكثر هذه المناطق في الأردن.
من جهة أخرى، الأردن يحتاج بشدة إلى المياه المحلاة، لكن منفذها الوحيد هو البحر، ويقع جنوب البلاد أي بعيدًا عن المراكز السكانية، بينما تمتلك إسرائيل خطًا ساحليًا طويلًا توجد عليه مرافق لتحلية المياه، ويمكن بناء مرافق تحلية إضافية غير بعيدة عن المراكز السكانية في الأردن.
من جانبهم، أشار مسؤولون إسرائيليون كبار إلى أنه بعد توقيع اتفاقات إبراهيم، ظهرت القضية في محادثات مع الإمارات في إطار التعاون الإقليمي في مجالات الطاقة والمياه، والذي يمكن أن تشارك فيه دول مثل الأردن.
وأضافوا أنه خلال حكومة بنايمين نتنياهو، كانت العلاقات بين إسرائيل والأردن باهتة ومتوترة للغاية، ولم يبد الأردنيون استعدادا للتعاون مع مثل هذه الاتفاقات، ولكن بعد تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل ازداد دفء العلاقات بين الجانبين.