الأول في التعليم الصناعي ببورسعيد يلتحق بـ«نظم ومعلومات».. ويبيع المأكولات على دراجة
"أردت الاعتماد على نفسي وكسب لقمة العيش بالحلال وأحلم أن أكون صاحب توكيل عالمي للمأكولات في المستقبل"، بهذه الكلمات بدأ الشاب البورسعيدي حواره حيث بدأت رحلة الشيف عبد المجيد مع دراجته ومشروعه الصغير قبل 60 يومًا، ليروي قصة جديدة من قصص كفاح الشباب المصري للبحث عن لقمة عيش بالحلال، وللتأكيد على أن كل نجاح بدايته خطوة.
يقول عبد المجيد الذي يبلغ من العمر 23 عامًا أنه بدء رحلته مع العمل وهو في المرحلة الإعدادية، حيث عمل مساعدًا لكهربائي يقوم بأعمال التكسير، وذلك بالتزامن مع دراسته في مدرسة الصنايع 5 سنوات، مشيرًا إلى أنه تحمل مسؤولية تعليمه منذ الصغر وأنفق منفردًا على دراسته.
ويتابع الشاب قائلًا: “استطعت أن أحقق نجاحًا كبيرًا وحصلت على المركز الأول على القسم بالتعليم الصناعي، وهنا قررت أن التحق بكلية للحصول على بكالوريوس نظم ومعلومات، في الوقت الذي كنت أعمل فيه في أكثر من وظيفة من أجل الإنفاق على حلمي واستكمال الدراسة”.
ويتابع اشتريت دراجة بـ 500 جنيهًا من حصيلة عملي، وكنت أذهب بها إلى أحد مصانع منطقة الإستثمار وذلك لتوفير مصاريف المواصلات، وانتقلت من العمل بالمصنع إلى أحد الشركات الكبرى والتي لديها فروع بالمحافظات والمتخصصة في تقديم الوجبات السريعة، واستخرجت لذلك شهادة صحية.
ويقول "عبد المجيد" ظل حلم إقامة مشروع خاص بي تراودني حتى أتخذ قراره أن يترك العمل بالشركة ويقيم مطعمًا على قدر الإمكانيات التي يملكها، وذلك في تحدي جديد يؤكد من خلاله أن الحلم غير مستحيل مادام الشخص يملك الإرادة.
بدأت الفكرة بالدراجة التي اشتريتها من حصيلة عملي، وقمت بتجهيزها للمشروع عن طريق وضع صندوق خشبي عليها وأنبوبة غاز صغيرة، وجائت بـ"حلة" من المنزل، واخترت رصيف كلية التجارة بمدينة بورفؤاد لإقامة مشروعي.
يقول عبد المجيد، إنه قام بشراء المنتجات بالتقسيط من أحد زملائه، وأقوم بسدادها من حصيلة البيع، مؤمنًا بقدرتي وتوفيق ربنا، وأسعى إلى تطوير مشروعي ليكون مصدرًا للرزق الحلال، خاصة وأني ملتزم بدفع مصروفات الكلية والإنفاق على متطلبات حياتي.
يُقدم عبد المجيد، لعملائه طعام متميز يضاهي الذي يُقدم في التوكيلات العالمية، ويُعد صوصات متميزة للسندوتش أشاد بها الزبائن، مؤكدًا أنه بدأ مشروعه بـ 7 أصناف، وتوسع في عدد الأصناف حتى أصبح لديه منيو كامل ومتنوع، ويلتزم الشاب بكل شروط السلامة والإجراءات الاحترازية.
طالب عبد المجيد، المسئولين في محافظة بورسعيد بتوفير أماكن في الشوارع السياحية بأسعار مناسبة حتى يتمكنوا من العمل والرزق الحلال، وأبدى استياءه من وصول إيجارات مشروعات الشباب بالمحافظة إلى 10 آلاف جنيهًا شهريًا.
ووجه عبد المجيد رسالة للشباب، أكد خلالها على ضرورة العمل والسعي والبعد عن الكسل وانتظار الوظيفة، مؤكدًا أن تحقيق الحلم وبناء المستقبل يحتاج إلى الجهد والإرادة.
وأكد الشاب علي أنه يطمح أن يكون لديه سلسلة مطاعم على مستوى مصر والعالم، وأنه يسعى من أجل هذا الهدف، وينظر للمستقبل بعين الأمل وهو على دراجته البسيطة المتواجدة على رصيف في مدينة بورفؤاد.