كيف تحول المطلقة حياتها من الإنكسار للإنجاز؟ خبراء يجيبون
تشعر المرأة بعد الانفصال ونهاية مرحلة من حياتها بالتشتت وعدم معرفة الطريق الخاص بها، خاصة لو كانت بلا عمل، وسرعان ما تدرك الطريق بمجرد التركيز قليلًا في تقع بين خيارين أحدهما إيجابي، فيدفعها نحو النجاح لتحقيق أهدافها، ووصولها للقمّة والآخر سلبي، فيؤثر عليها آثار العلاقة القديمة ويجعلها ضعيفة ومشتتة في جميع أفكارها واختياراتها، فالمرأة القوية تعتبر الطلاق صفحة وانطوت وتستغل المرأة هذه الفترة في حياتها للاستفادة منها وتحويلها لنجاح.
السطور السابقة حدثتنا بها استشاري علوم مجتمعيّة وإنسانية الدكتورة أميرة الفيشاوي.
أضافت الفيشاوي: "في البداية الطلاق كسرة نفس للمرأه، وتميل المرأة السوية بطبيعتها إلي الاستقرار، والبحث عن الحب ووجود المساندة والدعم لها ووجود حياة مريحة، كما أن المرأة السوية لا تلجأ للطلاق إلا إذا أصبحت الحياة مستحيلة، أو صدر تعدي من الزوج، أو يستخدم أسلوب العنف أو الإهانة الدائمة لها.
وأكملت الفيشاوي، لـ"الدستور":"شعور المرأة بعد الطلاق ونظرة المجتمع لها قاسية، المرأة تحت أي ظروف تسببت في طلاقها من احدى الطرفين الزوج أو الزوجة، تعاني المرأة بجرح مشاعرها وتكون السيكولوجية عند المرأة ضعيفة جدا، ويظل عندها الشعور بالفشل، وخاصةً أن المجتمع دائمآ يدين للمرأه ويلقي عليها اللوم والاتهامات في كل شئ، وبعد هذه الاتهامات التي يلقاها المجتمع على المرأة تأخذ طاقة سلبية بداخلها، وتنعدم ثقتها بذاتها، وشعورها دائمًا بالفشل.
تضيف استشارية العلوم المجتمعية أن المجتمع ينظر للمرأة المطلقة إنها طبقة ثانية وعند إتاحة لها فرصة زواج ثانية، يجب عليها التنازل وتتجرد من جميع حقوقها مجرد أنها امرأة مطلقة، كما يصنفها المجتمع على أنها كائن ضعيف، وينشرون الأشخاص غير السويين فكريا ونفسيًا الأفكار السلبية أن المرأة المطلقة ضعيفة، كما أن فرصتها في الزواج مرة أخرى قليلة جدا وعلى الأغلب معدومة.
وتابعت "الأسرة لها دور أساسي ومعتمد للمرأة المطلقة، على الأسرة الدعم الكلي والجزئي والنفسي والمادي والمعنوي، وأن تساعد الأسرة المرأة في أولى خطوات نجَاحها بعد انفصالها وتشجيعها للتقدم.
وأوضحت استشاري علوم مجتمعيّة وإنسانية، بعد قرار الإنفصال وبقاء المرأة بمفردها لا بد من فهمها أنها المسؤولة والمعتمدة على ذاتها، ولا يجب تفكيرها في الارتباط مرة أخرى سريعا وتعطي لنفسها الوقت الكافي لإثبات ذاتها، وتحقق أهدافها وتنجح، وتكبر وتتطور وتتقدم للأمام، وتحقّق الدخل المادي المناسب لها، وتتميز بكينونتها الوظيفية، بهذا الانجاز سوف تثبت لنفسها قبل المجتمع التغيير الملحوظ والمبهر، وتثبت أيضا للطرف الثاني أنها مازالت إنسانة ولم تتأثر بشئ سئ يؤثر على نفسيتها أو حياتها العملية.
من جانبها، قالت الدكتورة أمل رضوان، كاتبة وأستاذ علم إجتماع والعلاقات الاسرية، أول شئ، لا تهتم المرأة بنظرة المجتمع لها، وعدم تأثرها بالإحباطات التي تتلقاها من الأشخاص، وعليها أن تركز على تحويل حياتها إلي النجاح والتقدم، وتحدي الصعوبات وتستعيد ثقتها بنفسها، وتطور ذاتها وأن تصبح كالنجم الساطع.
أضافت رضوان، لـ"الدستور"، أن الحياة تبدأ بعد الطلاق من زوج مستبد أو خائن تبدأ المرأه بعد ذلك في استعادة توازنها النفسي ووضع أهداف عملية في حياتها.