مشعلو الحرائق
وصفهم شاعر الوطنية المصرية الفاجومى أحمد فؤاد نجم قائلاً «خلق فاضية وعاملة قاضية وهم موضع الاتهام» وزادنا من الشعر بيتًا وقال فى إحدى قصائدة «دقون على الكروش.. عرق على القروش» نبش مشعلو الحرائق فى الماضى السحيق ليظهروا العوار ولهم وعليهم العار ليوم الدين.
إنهم إخوان العار والخسة لا تنتهى سلاسلهم الهزلية وألاعيبهم الحقيرة
يغيظهم حاضرنا ولن يستطيعوا تشويهه أو النيل منه وفقدوا كل الحيل فعادوا للوراء ولكن عجلة الزمن لن تعود للوراء هى ماضية نحو الأمام بخطى ثابتة وراسخة ولا حيلة لهم معها أو فيها.
التقهقر هو قدر هؤلاء الأكيد، بل وقدرهم الوحيد، فعادوا بعجلات الزمن وحدهم للوراء ولم يسر معهم أحد.
عادوا لزمن كثرت فيه الفتن ومحاولات شق الصف بعيدًا عن دولة المواطنة
التى تتحقق، اليوم، على الأرض فى حاضرنا المختلف كل الاختلاف والبعيد كل البعد عن ذلك الزمن الغابر.
لقد ساد القانون وتحقق العدل فى مصرنا وسجن قضاء مصر الحر المتعصب المحرض الكاره «أبو إسلام» بعد تمزيقه الإنجيل ولم تفلح مياه الغسيل فى خلق فتنة فى مصر فى ذلك الزمان وانتصرت مصر كما تنتصر دومًا.
فمصرنا عصية على التشرذم.. مصر التى أثبتت للعالم أجمع أن المواسم والأزمان وتعاقب الفصول لا يشتتها ولن تحيد عن بوصلة المواطنة.
فلا الربيع العربى طالها بسوء، كما حدث مع بعض دول الجوار ولم تفلح المخططات الخارجية فى الخريف فى تمزيق لحمة شعبها أو إحداث فتنة بين أبنائها.. لقد حاول هؤلاء وفشلوا وسيظل الفشل حليفًا أبديًا لهم.
فمصر هى أرض الحضارات والتوحيد والتقديس.
مصر لم يكفر أهلها بها ولن يحيدوا أبدًا عن بوصلة التوحيد.
فأقباط مصر هم فخرها.. أقباط مصر يدينون بدين الإنسانية والمواطنة، كانوا وما زالوا وسيظلون هكذا أبدًا الأقباط المسلمون والأقباط المسيحيون وعلى قدم المساواة يوحدون ويقدسون القيوم.
ويتقبلهم الله من الركع السجود الذين لم يسجدوا يومًا لله شكرًا أو شماتةً فى هزيمة بلادهم.
يهرع المصرى صوب بلاده ولا يفقد بوصلته أبدًا.
يهرع المصرى لبلاده فى كل أحوالها.. وهى منتفضة.. وهى منتصرة.. وهى مجروحة بعد نكسة أو هزيمة دومًا ما كان يعقبها النصر المبين والإفاقة.. يهرع المصرى لبلاده فى السراء والضراء وينصرها دائمًا ضد الحروب وضد التشرذم وضد الإرهاب وضد التعصب، بل وضد الوباء، إذ يقف المصرى ليواجه أعباء الحياة وملماتها بثبات واحتساب يقينًا منه بالنصر وببلاده التى سادت وستسود لتملأ الدنيا إبداعًا وطحينًا لا ضجيجًا ستكون مصر دومًا ملء السمع والبصر بكل ما هو طيب وخيرٍ وأكيد.
مصر التى أبهرت العالم بانتصاراتها وبأبنائها وبموكبها الذى وقف الخلق جميعًا ينظرون إليه وينظرون للمصرى وهو يبنى ويستعيد قواعد المجد والتحدى فى حاضره كما فى ماضيه.
مصر التى عمرها من عمر النيل وعمر النيل فى هذه الدنيا يؤرخ له بعمر النور الذى شق الظلام منذ بدء الخليقة.
ففى البدء كانت مصر
كانت مصر هى الكلمة والحق المبين والحقيقة التى احتار فى أمرها الجميع وأعجزتهم.. حاك لها أهل الشر المكائد وهى عصيةٌ دومًا على كل المكائد وتثبت للعالم دائمًا وأبدًا أنها الأقوى وأنها أقوى من الزمان ومن كل ما يحاك لها فى الداخل أو فى الخارج.
مصر المتيقظة المتأهبة هى دومًا على أهبة الاستعداد للصد والهجوم أيضًا إن لزم الأمر.
والناس نيام سددت طائرات مصر ورجالها البواسل، رجال الجيش المصرى ضربة موجعة وصفعة للإرهابيين فى ليبيا عندما استأسدوا على مواطنينا هنالك وذبحوا الأبرياء بدم بارد نجس فجاء الرد والقصاص سريعًا لأبناء مصر وهيبتها التى لن يطالها آثم أو كاره فمرتزقة القتل والتعصب والفتن يلاقون دومًا جدارًا صلبًا عازلًا يفصل بينهم وبين أقباط مصر بمسلميها ومسيحييها.. ذلك الجدار الساتر الذى لا يستطيعون عبوره أو ضربه لأنه ساتر بشرى تحول فيه التراب للحم ودم ودم المصرى غالٍ على مصر تمامًا كمعتقده وترابه.
المصرى ترابه مقدس ودمه مقدس ووطنه عنده خطٌ أحمر سطره بدمائه وتضحياته التى لم تذهب سدىً، فما عند مصر لا يضيع ولن يضيع، فأبناء الوطن فى الداخل والخارج هم السد المنيع الذى يهزم أى عدو يحاول الاقتراب منه، ليظل مشعلو الحرائق حائرون فى التيه يعبثون ولا حيلة لهم فى مصر التى هى عند الأقباط من أبنائها على اختلاف توجهاتهم أو عقائدهم تأتى دائمًا فى المقدمة، فمصر أولا وقبل أى شىء.