خطأ شائع ومتكرر!
كتير من الناس بـ تخلط بين أكتر من لاعب قدام، كان اسم كل واحد منهم "زقلط"، فيه افتراض كده إن ده اسم لاعب من زمان وخلاص، إنما لأ، فيه حافظ زقلط لاعب الزمالك، ودا الأقدم، وفيه حسن زقلط، وفيه سيد زقلط، والسيد ده هو اللي هـ نتكلم عليه دلوقتي.
سيد زقلط لعب طول عمره في نادي طنطا، في جيل النحلة إبراهيم توفيق، وما راحش أي نادي لـ حد ما اعتزل، وحتى بعد ما اعتزل، عمل مدرسة كورة في النادي، فـ هو طنطاوي طنطاوي طنطاوي.
اللي جابه النادي هو إبراهيم توفيق نفسه، وكان اللي بـ يدير النادي فنيا مستر فيرتز، صاحب "المدرسة الفريتزية"، االلي اتقالت عن طريقته في اللعب، والسيد زقلط كان لسه شاب صغير، وكان من المراكز المهمة لـ فريتز الأجنحة، وكان الوينج ليفت تحديدا اسمه رمضان المن، والمن ما كانش من طنطا.
في يوم كانوا بـ يلاعبوا الترسانة، كنا في موسم 1958-1959، والمن ما عرفش ييجي من لخبطة المواصلات، فـ قال يجرب الناشئ الجديد كـ باك ليفت، ويوميها زي قصص كتير من اللاعبين، لقى إنه الولد الجديد دا هايل، بـ يرقص بـ مهارة، ويرفع بـ دقة، فـ بدأ يعتمد عليه، وبـ سرعة انضم لـ المنتخب الوطني.
أهم حاجة عملها سيد زقلط مع منتخب مصر كانت دورة جاكرتا 1963، اللي هي إيه؟
إندونيسيا سنة 1962 كانت هـ تستضيف دورة الألعاب الآسيوية، ثم إنها ما رضيتش تطلع تأشيرات لـ اللي بـ يحملوا جنسية تايوان أو إسرائيل، فـ اللجنة الأوليمبية الدولية غضبت وطردت إندونيسيا من عضويتها، قام سوكارنو دعا دول عدم الانحياز، ومعاهم الدول الاشتراكية إنهم يعملوا منظمة بديلة.
المنظمة البديلة دي عملت دورة سنة 1963، اللي هي دورة جاكرتا دي، ومصر اهتمت تشارك، لـ دعم الموضوع سياسيا، فـ بعتت منتخب، ما كانش اللاعيبة الأساسية، فـ كانت فرصة لـ البدلاء زي سيد زقلط، اللي لعب دورة مميزة، وفاز بـ جايزة أفضل وينج ليفت.
عموما لـ إنه زي ما حضرتك شايف، كانت منافسة رمزية أكتر منها بـ جد، منتحب مصر اللي راح كان بـ يكسب بـ الزوفة، لـ درجة إنه كسب ماتش منهم 15/صفر، وفزنا بـ البطولة كلها في كرة القدم.
لما رجعوا، جمال عبد الناصر كرمهم، وادى كل لاعب ألف جنيه (حسب كلام زقلط نفسه) ولو إني أشك، لـ إنه المبلغ دا وقتها يساوي أكتر من 2 مليون جنيه دلوقتي، الله أعلم!
المهم بقى
إنه سيد زقلط، رغم إنه طنطاوي من البداية لـ النهاية، لكن دا ما يمنعش إنه راح الأهلي شهر واحد.
وقتها كان بروشيتش ماسك الأهلي، وجرب يلعب بـ طريقة 4-2-4 وكانت طريقة جديدة، فـ غير ترتيب الفريق كله، والجناحين استفاد بيهم في مراكز تانية، زي ميمي الشربيني اللي رجعه في الدفاع، فـ بقى محتاج جناحين صريحين، وطلب من النادي التعاقد مع جناح أيمن الإسماعيلي "رضا" وجناح أيسر طنطا "سيد زقلط".
الأهلي فعلا اهتم بـ ضم الاتنين، وقدر يحصل على الاستغناء بتاع رضا، ومجلس إدارة طنطا بـ رئاسة عبد القادر فريخة ما كانش ممانع في إنه يمنح الأهلي استغناء زقلط مقابل تلات لاعبين ومبلغ مالي، بس كان فيه مفاوضات شغالة.
راح زقلط الأهلي، واتدرب شهر، ولعب ماتشات تجريبية، إنما جماهير الإسماعيلي زي ما كلنا عارفين، غضبت من رحيل رضا، وراحوا عند مقر النادي الأهلي، وعملوا مظاهرات واعتصامات، وولعوا في الكاوتشات، وسدوا الطريق، وكانت ليلة انتهت بـ إنهم خدوا اللاعب، وشالوه على أكتافهم لـ حد ميدان التحرير، ثم ركبوا الموصلات لـ حد ما وصلوا بيه إسماعيلية.
بعد الحادثة دي، حس مجلس إدارة طنطا بـ حرج، من فكرة إنه الإسماعيلاوية ما سابوش ابنهم، فـ يعني إحنا اللي هـ نسيب، ووقف الاتفاق، وكمل زقلط في طنطا، وفضل معاهم لـ حد ما هبطوا الدرجة التانية 1964
فضلت محاولات الصعود تتكرر وتفشل، لـ حد ما وصلنا مرة، كانت طنطا هـ تلاعب الشرقية على الصعود، ولو طنطا كسبت أو اتعادلت تصعد، فـ زقلط قال: أنا زهقت، لو اتغلبنا، خلاص كدا هـ أعتزل، واتغلبوا، واعتزل.