«الدين الإبراهيمي».. هل تنجح محاولة الخلطة بين الأديان الثلاثة؟
“الدين الإبراهيمي” مصطلح جديد يتم تداوله منذ أيام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فى محاولة لبث “السم فى العسل” والتلاعب بالأديان الثلاثة والخلط بينها.
محاولات الترويج لما أطلق عليه "الدين الجديد" حاولت شرح طبيعته على أنه يجمع بين الديانة اليهودية و الميسيحية والإسلام، من أجل ارساء السلام والوحدة بين كافة الشعوب لتتحقق الجملة الشهيرة بأحد الأفلام المصرية "إنهم يدعون إلى دين جديد".
«الدستور» رصد فى السطور التالية القصة الكاملة للدين الإبراهيمي، ونشأته وموقف الأزهر والكنيسة منه وردود الأفعال حوله.
أهداف خبيثة
الدكتور أحمد سليم أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أكد أن الهدف المعلن لهذا المصطلح هو تحقيق السلام بين الشعوب، ولكنه في حقيقته يمثل خطرًا على العقيدة الدينية وستكون له آثار خطيرة على العلاقات السياسية بين الدول.
وتابع: محاولات الترويج لذلك الدين المزعوم بدأت منذ فترة، وسمي بهذا الاسم لأنه يعتمد بالأساس على ما هو مشترك بين الأديان السماوية الثلاثة "الإسلام والمسيحية واليهودية"، وهو انتمائها جميعًا إلى النبي إبراهيم.
وأضاف أن الهدف الظاهر منه هو محاولة التغاضي عن النزاعات بين الشعوب على خلاف الحقيقة، مُستندًا إلى مفهوم جديد لحل النزاعات والصراعات القائمة على أبعاد دينية، وهو " الدبلوماسية الروحية".
وأشار إلى أن " الدبلوماسية الروحية" تمثل مبادرة لتحقيق السلام العالمي عن طريق التقارب بين الأديان السماوية للوصول إلى دين مشترك، وإبعاد النصوص المختلف عليها بواسطة إعادة قراءة النص الديني، وترجمته عبر ما يُعرف بدبلوماسية "المسار الثاني" أو المفاوضات غير الرسمية، والتى تجمع رجال الأديان الثلاثة معًا بجانب الساسة والدبلوماسيين لترجمة المشترك الديني على الأرض.
كذلك فإن هناك الكثيرين من الساسة يرون أن مستقبل العالم يتوقف على السلام العالمي الذي سيتحقق عبر تلك الديانة كمدخل جديد لحل النزاعات فى العلاقات الدولية، وطرح بديل لنظرية “صامويل هنتنجتون” حول “صدام الحضارات”، وكذلك نظرية "فوكوياما" حول "نهاية التاريخ"، مؤكدًا أنه بتلك الآلية سيكون مستقبل العالم رهن قرارات تلك الآلية التي ستكون هى أساس مركز الحكم العالمي.
وتابع: "بعض المجتمعات محلية ستدعم هذا المفهوم عبر ما يسمى بأسر السلام، و"الحوار الخدمي"، كما أنه من الخطورة بمكان أن هناك عدد من الكيانات العلمية الداعمة للفكرة، كجامعات الدولية مثل “جامعة هارفارد” ومشروعها الذي يرصد رحلة النبي إبراهيم بين عشر دول من أجل ترسيخ الفكرة بين الدول المختلفة.
رأي الأزهر الشريف
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أكد أن الحديث عن التآخي بين الديانات الثلاثة “الإسلامية والمسيحية واليهودية”، يختلف تمام الاختلاف عن امتزاج الديانات وذوبان الفروق الخاصة بكل منهما، مُعلنًا رفضه التام لـ"الديانة الإبراهيمية الجديدة".
وقال الطيب إن الدعوة لـ"الإبراهيمية" "تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار.
ويرى شيخ الأزهر، أن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة أقرب إلى “أضغاث الأحلام” منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها، لأن اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها".
رأي الكنيسة
أما القمص بنيامين المحرقي، الأستاذ بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، فقد أعلن رفضه للدعوة إلى الديانة الإبراهيمية، لأنها دعوة مخادعة مشيرًا إلى أنه "لن يقبل أحدًا مزج جميع الديانات تحت ديانة واحدة، كما لن تقبله أي من الديانات خاصة المسيحية أو الإسلام، لأن هذا معناه العودة إلى اليهودية، لما قد يحدث فرقة داخل المجتمع.