تقرير بريطانى يرصد أسرار زيارة كامالا هاريس إلى باريس
أكد تقرير بريطاني، الثلاثاء، أن زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى باريس لمدة أربعة أيام تستهدف تهدئة التوتر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرة إلى أن الرئيس جو بايدن يحاول التخفيف من التصدع الذي وقع بين واشنطن وباريس بعد التعامل "الأخرق" بسبب صفقة الغواصات الأمريكية البريطانية مع أستراليا على حساب فرنسا.
تهدئة الأجواء مع ماكرون
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها، الثلاثاء، أن هاريس جائت باريس على متن طائرة الرئاسة الأمريكية الثانية رفقة زوجها المحامي دوغلاس إمهوف قبل الاجتماع، مشيرة إلى أن نائبة الرئيس الأمريكي تتعرض لضغوط من أجل تخفيف الخلافات مع إيمانويل ماكرون بعد تدهور العلاقات إلى مستوى تاريخي منخفض فسبق أن استدعى ماكرون السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي؛ بسبب اتفاق أووكس الجديد بين بريطانيا واستراليا والولايات المتحدة.
معالجة أزمة الغواصات
وأشارت الصحيفة إلى أن أستراليا رفضت الغواصات الفرنسية لصالح صفقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما أدى إلى الغاء عقد مع باريس بقيمة تصل لـ 90 مليار دولار.
ومن المقرر أن تلتقي هاريس بماكرون في قصر الإليزية للمناقشة بشأن الوضع في المحيطين الهندي والهادئ، وذلك غدا الأربعاء.
وبحسب "ديلي ميل"، يأتي الاجتماع رفيع المستوى بعد أقل من أسبوعين من لقاء بايدن مع ماكرون على هامش قمة مجموعة العشرين في روما، وأقر بأن إدارته تعاملت مع صفقة الغواصات بطريقة خرقاء.
وقالت الصحيفة البريطانية إن اتفاقية الولايات المتحدة وبريطانيا لتزويد أستراليا بتكنولوجيا الغواصات جاءت فرصة للولايات المتحدة لتعزيز القدرة البحرية لحليف رئيسي في المحيط الهادئ، حيث أصبحت إدارة بايدن تشعر بقلق متزايد بشأن العدوانية العسكرية للصين في المنطقة، لكن فرنسا كانت غاضبة، قائلة إنها لم تُعلَم بالصفقة وتم تجاهل مصالحها على الرغم من وجود مناطق في المحيطين الهندي والهادئ تضم مليوني شخص و7000 جندي.
إعادة التحالف الأمريكي الفرنسي
كما اشتكا الفرنسيون من أن هذه الحادثة قوضت رسالة بايدن بأنه سيحقق الاستقرار ويعزز التحالف عبر الأطلسي بعد أربع سنوات من نهج الرئيس دونالد ترامب "أمريكا أولاً'' للسياسة الخارجية، حتى أن فرنسا سحبت لفترة وجيزة سفيرها من الولايات المتحدة احتجاجًا على ذلك، وهي المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك منذ حوالي 250 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
التعاون في مجابهة كورونا
وقالت هاريس في بيان عن رحلتها "التحالف بين الولايات المتحدة وفرنسا هو الأقدم في أمريكا ومن بين أقوى التحالف لدينا وأتطلع إلى مناقشة عملنا معًا مع الرئيس ماكرون بشأن أكثر التحديات إلحاحًا في عصرنا بما في ذلك أزمة المناخ والأزمة الصحية العالمية والمخاوف الأمنية الإقليمية".
وأضافت هاريس إنها ستناقش مع ماكرون أيضًا فرصًا جديدة للتعاون في مجال الفضاء، وبذلك بحسب الصحيفة.
ومن المقرر أن تقوم هاريس اليوم الثلاثاء، بجولة في معهد باستير الشهير للقاء علماء أمريكيين وفرنسيين يعملون على التأهب لمواجهة كورونا كوفيد -19 في جميع أنحاء العالم.
وقال المسئولون إن الزيارة ستؤكد التبادلات العلمية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وفرنسا، والعزم على مواجهة التحديات العالمية، لا سيما لإنهاء الوباء.