على خُطى «فان جوخ».. لوحات ساحرة بأنامل حبيبة النواساني (صور)
9 سنوات كان عُمر الصغيرة حبيبة أحمد النواساني، حينما ذهبت أناملها لتخط رسومًا على الورق، لتنسج من أيديها لوحات كانت تفوق سنوات عمرها التسع ـ آنذاك ـ لتخطف معها الأنظار، وتُرسل إشارات لأسرتها بأن روحًا فنية صغيرة تكبر في مسكنهم بمنطقة المعادي في القاهرة.. عامًا بعد عام، كبُرت الفتاة، وعلى خُطى الرسام الهولندي فان جوخ؛ سارت.
ستة عشر عامًا صار عمرها الآن، و7 سنوات قضت أوقاتًا طويلًا منها في غرفة الرسم؛ تُبدع بألوانها، لتدب الروح على الورق، وتُصنع رسومًا تُثير إعجابًا بين ناظريها.. «بدأت الرسم حينما كان عمري 9 سنوات، وأنا الآن في المرحلة الإعدادية من دراستي.. أمي وأبي يدعمانني دائمًا، والفنان محمود الدمرداش، له فضل كبير عليّ، وساعدني كثيرًا وعلمني أشياء كثيرة، بداية من الظل والنور، إلى الرسم بألوان الزيت.. تحمّلني كثيرًا وشجعني، وكان دائم النُصح ليّ.. جعلني أرى أشياءً كثيرة في الرسومات لم أفكر فيها من قبل، وأن أعرف أين أرى الظل والنور، وأن أحدد مقاس الرسمة بعيني، دون استخدام المسطرة» ـ تقول حبيبة.
تسعد الفنانة الصغيرة كثيرًا حينما تُطالع تعليقات الآخرين على رسوماتها، وتمنحها الدعم لمواصلة الرسم الذي تجد فيه عالمًا تُحبه.. «أكون سعيدة في كل رسمة، ولديّ حماس أن أنتهي منها وأعبر عن كل ما بداخلي فيها.. تخرج الطاقة السلبية مني أثناء الرسم، واستمد طاقة إيجابية من رسوماتي، وفي كل مرة أرسم؛ اكتشف شئ جميل في الرسمة» ـ هكذا تقول.
تعشق ابنة القاهرة رسومات الهولندي فان جوخ، وتشعر فيها بالاختلاف، لكنها لم تتوقف عند لون معين في الرسم، فجرّبت أن ترسم على الزجاج مؤخرًا.. كانت التجربة الأولى لـ «حبيبة»: لم أفعلها من قبل.. هذه هي المرة الأولى، وكنت أرغب في تجربة شئ جديد، وأن أُغير أشياء قديمة لأضفي عليها جمالًا لتلفت الأنظار، وتكون مختلفة بالنسبة لي.
أنامل باتت تعزف أجمل الألحان المرئية على لوحاتها.. أوراق تستلمها «حبيبة» بيضاء، لتُداعبها أيديها، لتجعلها لوحات فنية ناطقة بمعاني حوّلتها الفتاة من مُخيلتها لتجعلها واقعًا ملموسًا.. أيام تمر، وأحلام تكبر مع صاحبتها، لتضع «حبيبة» أمام ناظريها حُلمًا بمشاركة أعمالها في المعارض، وأن تطوّر من موهبتها.