قراءة فى مسار الانتخابات المحلية 2021 فى فنزويلا
فى الثالث عشر من شهر أكتوبر 2021 شاركتُ فى لقاء بين السيد سفير دولة فنزويلا بالقاهرة ومجموعة من أعضاء وعضوات لجنة دعم فنزويلا، «وهى اللجنة التى تشكلت من ممثلى الأحزاب وشخصيات عامة لدعم ومساندة جمهورية فنزويلا البوليفارية شعبا وحكومة ضد العقوبات الاقتصادية الظالمة والباطلة المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأمريكية».. وعرض السفير من خلال هذا اللقاء ما تم فى الشهور الأخيرة من عمليات الحوار والمفاوضات التى تعقدها الحكومة مع منصة المعارضة الموحدة، وذلك فى دولة المكسيك، وبحضور ممثلين من دولة النرويج، لضمان اندماج فصائل المعارضة المتطرفة فى الحياة السياسية الوطنية، وكذلك عملية الانتخابات الإقليمية والبلدية المقرر إجراؤها فى 21 نوفمبر الحالى، وآخر التطورات السياسية الداخلية والخارجية فى فنزويلا.
وفى الخامس والعشرين من نفس شهر أكتوبر، شاركتُ فى ندوة هامة بدعوة كريمة من الأستاذة إليان بطرس، رئيس وحدة دراسات أمريكا اللاتينية بـ"مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية"، عن نفس الموضوع، أقامها المركز بالتعاون مع سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، تحت عنوان "قراءة فى مسار الانتخابات المحلية 2021"، وبحضور السيد ويلمر أومار بارينتوس فرنانديز، سفير دولة فنزويلا بالقاهرة.
تناولت الندوة الانتخابات المحلية فى 21 نوفمبر 2021 لاختيار المحافظين ورؤساء البلديات فى 23 ولاية (محافظة) و335 بلدية، بجانب اختيار أعضاء المجالس البلدية وعددهم أكثر من ثلاثة آلاف عضو.
تحدثت فى الندوة الباحثة بالمركز الدبلوماسى دكتورة إيمان عبدالحليم، وتناولت فى حديثها الطموحات والتحديات التى يقابلها هذا الاستحقاق الإقليمى والبلدى فى فنزويلا، حيث تجرى الانتخابات فى ظروف الحصار الأمريكى والعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على فنزويلا بتجميد أرصدتها فى البنوك الأمريكية والأوروبية، ومنعها من تصدير النفط، وهو السلعة الأساسية التى تعتمد عليها فنزويلا فهى تمثل أكثر من 90% من مصدر الدخل القومى للبلاد.
وأضافت دكتورة إيمان أن الانتخابات يتم إجراؤها فى إطار حوار سياسى بين الحكومة والقوى المعارضة، والتى تدور فى المكسيك، وأسفرت عن مشاركة 8 تحالفات معارضة للانتخابات، ومن الجدير بالذكر أن هذا الحوار يتم قبل الانتخابات بعدة أشهر وسط محاولات مستميتة من الاتحاد الأوروبى وكولومبيا لإفشال الحوار والتشكيك مقدما فى نتائج الانتخابات وشفافيتها ونزاهتها.
وفى نفس الندوة تحدث عضو مجلس النواب الأستاذ عاطف مغاورى حول المحليات ودورها التنموى الهام فى المجتمع بسلطتيها الشعبية والتنفيذية، كما تحدث عن أهمية إجراءالانتخابات كاستحقاق دستورى لاستكمال الطريق الديمقراطى، مع إجراء الحوار الوطنى مع قوى المعارضة الوطنية التى تبغى مصلحة الوطن ولا تخضع لإملاءات خارجية تضر باستقلال إرادة دولة فنزويلا حكومة وشعبا.
كما أشاد النائب فى كلمته بموقف الرئيس الراحل هوجو شافيز من دعم ومساندة القضايا العربية ضد الهيمنة الأمريكية، بجانب دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيونى، وأشار إلى أن الرئيس الحالى، نيكولاس مادورو، ينتهج نفس سياسات هوجو شافيز ويسير فى طريق الحق والعدل والعدالة.
وتحدث سفير جمهورية فنزويلا بالقاهرة مؤكدا، فى كلمته، أهمية هذا الاستحقاق الانتخابى كحلقة من حلقات التحول الديمقراطى واهتمام الدولة بإجراء الانتخابات بكل شفافية وتحت رقابة منظمات المجتمع المدنى، وبحضور إعلاميين وصحفيين من دول العالم، مع حضور منظمات عالمية للمشاركة فى مراقبة الانتخابات من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وأمريكا اللاتينية، بجانب حضور "مجموعة الدول المدافعة عن ميثاق الأمم المتحدة" التى تتبع الطرق السلمية لحل النزاعات، وهى تتكون من 19 دولة منها: «روسيا وإيران ونيكارجوا وفلسطين وزيمبابوى وغينيا وسوريا وكوبا والصين وإريتريا والجزائر وأنجولا وبوليفيا».
واستكمل السفير بارينتوس حديثة قائلا: "مما يعزز من تنافس هذه الانتخابات وديمقراطيتها أن المجلس الوطنى المشرف عليها يتشكل من خمسة أعضاء، ثلاثة منهم مرتبطون بالحزب الاشتراكى الحاكم، وعضوان ينتميان إلى المعارضة"، كما أوضح أن الحوار الوطنى الذى يتم مع قوى المعارضة يقوم على أساس شروط للحوار تم الاتفاق عليها فى مذكرة تفاهم بين الحكومة والمعارضة، من بين هذه الشروط:
- رفع العقوبات المفروضة على فنزويلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى.
- تعترف كل طوائف الشعب بما فيها المعارضة بالحكومة الشرعية للبلاد.
- توفير كل الضامانات للمشاركة فى الحياة السياسية.
- نبذ العنف.
كل الشكر والتحية لمركز الحوار الإعلامى على هذه الندوة الهامة، ونتمنى نجاح العملية الانتخابية القادمة فى جمهورية فنزويلا البوليفارية، ونرفض التشكيك المسبق الذى تبثه الدعايات المعادية من أمريكا والاتحاد الأوروبى وكولومبيا، كما نكرر دعمنا ووقوفنا بجانب دولة فنزويلا حكومة وشعبا ورئيسا ضد الهيمنة الأمريكية وضد الحصار والعقوبات الاقتصادية ونطالب برفعها فورا.
ومن الجدير بالذكر، الإشارة إلى ما قاله السفير فى لقاء 12 أكتوبر، حيث أشار إلى أن "هذا اليوم يتم الاحتفال فيه بيوم المتحدثين باللغة الإسبانية، أو اليوم العالمى لنهاية الاستعمار الإسبانى وتحرر دول أمريكا اللاتينية، أو اليوم العالمى للتعددية الوطنية"، وأضاف: "وما زلنا نقف ونقاوم الاستعمار الجديد المفروض علينا من الولايات المتحدة الأمريكية».