بمشاركة علماء مصريين.. تجارب لاستخدام «سم العقارب» في القضاء على كورونا
يسعى علماء مصريون بالتعاون مع فريق بحثي بجامعة «أبردين» الاسكتلندية إلى محاربة فيروس كورونا بمزيج من «سموم العقارب» عبر دراسة يدعمها صندوق أبحاث التحديات العالمية فى اسكتلندا، كمحاولة فريدة من نوعها في القضاء على الوباء.
الدراسة التي قام بها العلماء، اكتشفت أن المزيج من السموم الموجودة في لسعات العقارب يمكنه محاربة متغيرات فيروس كورونا، كونه يحتوي على «ببتيدات»، وكثير منها عبارة عن سموم عصبية قوية وقد تكون مميتة، ومع ذلك تحمل أيضا عناصر قوية مضادة للبكتيريا والفيروسات ويعتقد أنها تحمي الغدة السامة للحيوان من العدوى.
وتم جمع العقارب من الصحراء المصرية، واستخراج السم منها قبل إعادتها إلى بيئتها الطبيعية.
وفي السياق، تواصلت «الدستور» مع الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، الذي أوضح أن مصل العقارب يستخدم فيعلاج حالات عدة، لأنها في حد ذاتها لا يأتي لها فيروسات أو بكتيريا.
وأشار خبير الأوبئة إلى أن فكرة البحث جاءت بناءا علي مقاومة مصل العقارب لأنواع البكتريا والفيروسات، لذا تم دراسة الأمر جيدًا والعمل على اكتشاف تأثيره في هزيمة فيروس كورونا.
أما عن النتائج، فقد أكد أنها غالباً جيدة، لكن المشكلة تكمن في استخراج المصل نفسه، بسبب تكلفته الكبيرة للغاية، فالسم الخاص بالعقارب يدخل في مبلغ قدره ٤٠ مليون دولار، لذا فإن عملية إنتاجه على نطاق واسع ستكون صعبة.
واختتم أستاذ اقتصاديات الصحة، حديثه موضحًا أن مصل العقارب والسحالي يتم استخدامه بالفعل في تصنيع العديد من الأدوية منها أمراض الضغط والسكر.
وقال الدكتور أشرف العمري، استشاري الأمراض المناعية، إن هناك 24 نوعا من العقارب المصرية تحتوي على أكثر من5 آلاف مركب كيميائي، مشيرًا إلى استخدامها في علاج سرطان المخ، ونتج عنها تأثيرًا إيجابيًا للغاية.
وأكد في حديثه لـ«الدستور»، أن هذا بسبب وجود العديد من المكونات المفيدة داخل هذا السم القاتل، وتساعد في تطوير أدوية رائدة منها «الكلوروتوكسينات»، وهي الحجم المثالي للارتباط بخلايا سرطانية معينة في الدماغ والعمود الفقري، وهو أمر مفيد فيتحديد الحجم المحدد للأورام وموقعها.
وأشار إلى أن الباحثون استخدموا العقرب للقضاء على الملاريا، وتم إعطاء Kaliotoxin للفئران لمحاربة أمراض العظام، فالفوائد الطبية للسم لم تقتصر على ذلك فقط، فكلما انغمس الباحثون في دراسة الأمر، وجدوا المزيد من الاستخدامات، ما يعني أن الطلب على هذا السمالمعجزة يستمر في النمو، لذا يحاول العلماء الآن اكتشاف طرق للحصول على المزيد منه بشكل أسرع.
وقال استشاري الأمراض المناعية، إن العقرب الواحد ينتج نصف مليجرام من السم والجرام الكامل يحتاج بين 3000 و3500 عقرب تقريباً والأهم هو درجة النقاء والجودة، ويُنقل السم السائل المستخلص في حافظات باردة لإجراء عمليتي التجفيف والتعبئة.
وفي تقرير نشرته مجلة «بيوميديسينز» العلمية في مايو ٢٠٢٠، أثبت أن عشرات الجزيئات النشطة بيولوجياً المشتقة من العقرب تمتلك خصائص دوائية واعدة، وأوضح التقرير أن المعامل درست آثارها المحتملة المضادة للميكروبات والسرطان، آملة في استخدامها في تصنيع الأدوية.
ويحتوي السم على مادتين كيميائيتين اكتشف العلماء أن لديهما قدرات مضادة للبكتيريا، حيث قتلت السلالات المسؤولة عن أمراض مثل السل، وفقا لدراسة أجريت على الفئران.