الشمس تشرق باردة.. جديد آسيا الطعامنة عن دار الكتاب الثقافى
صدر حديثًا عن دار الكتاب الثقافي للنشر والتوزيع وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية المجموعة القصصية و"تشرق الشمس باردة" للكاتبة والقاصة آسيا الطعامنة.
وبنيت هذه المجموعة القصصية على عدد من القصص القصيرة التي تمحورت مواضيعها حول البيئة الأردنية بمكانها وزمانها وإنسانها وعاينت الطعامنة مواضيع قصصها بتوليفة لافتة بين الخيال الواقع، وبلغة قصصية مكثفة تؤدي إلى مقولة القص في جديدها "وتشرق الشمس باردة" هذا العنوان الذي يحيل الى جوهر اشتغالها القصصي.
وقالت الطعامنة، إحدى كاتبات الجيل الجديد في السرد- في تصريح خاص لـ"الدستور":" أنها تعمل منذ سنوات على هذه المجموعة القصصية، وبتأن شديد، وأن عناصر بيئتها هي التي أوحت لها بكتابة تلك القصص جراء عيشها المكثف لبيئتها مشيرة إلى أنها من أولئك الذين يؤمنون بالمحلية وبالتفاصيل اليومية للإنسان.
والكتاب هو باكورة أعمال الطعامنة بعد زمن من النشر في المواقع الإلكترونية والمنتديات الأدبية، والصحافة الورقية الأردنية والعربية.
تعمل الطعامنة في سلك التعليم، وشاركت في عدد من الندوات والأمنيات والورشات الإبداعية في الكتابة السردية مثل الورشة التي تقيمها مكتبة جامعة اليرموك ويشرف عليها الروائي هاشم غرايبة.
ومن أجواء المجموعة ومن قصة أنات حارة نقرأ:" نهض من قبره فزعا، بعد أن داهمته العتمة، وصوت فأس ينغرس في التراب المحاذي لقبره، فتسلل الرعب إلى نفسه، وتراءى له وجه زوجته سميرة وابنته ذات الستة عشر ربيعا، وأحس برغبة عارمة بلمس شعرها واحتضانها، ولم يغب عن باله ابنه الذي لابد وأنه أصبح الآن رجل العائلة، لكن سرعان ما عاوده الشعور بالأسى حين تذكر أنه سيتحمل المسؤولية وهو لم يكمل بعد الرابعة عشر، فخرج هائما على وجهه، يتجول في شوارع المدينة، كانت المصابيح المعلقة على أعمدة خشبية تبعث بأضواء شاحبة، وتصدر أوراق الأشجار المنتصبة في مجابهة الريح أنينا خافتا، شعر بحنين غامض يقوده لسوق العطارين حيث يربض متجره الذي ورثه عن والده منذ أكثر من خمسة عقود،) أبو صالح للعطارة ( ورأى نفسه يجلس على كرسيه المصنوع من الجلد، والناس يتزاحمون داخل المحل وخارجه، وكانت تعابير وجهه كلما حاول أحدهم الاستفسار عن أمر ما، توحي بالغطرسة فيشير لهم بيده نحو عمال المتجر، الذين أوجدهم لخدمة الزبائن.
