مناقشة الأبعاد المجتمعية في أعمال الحكيم وديستوفيسكي في أوبرا دمنهور اليوم
يستضيف نادي فنون الأوبرا بمسرح أوبرا دمنهور، في السادسة من مساء اليوم، كلا من مارات جاتين مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة، والدكتور محمود عسران أستاذ الأدب العربي والنقد المساعد بجامعة دمنهور، ومحمود عوضين وكيل وزارة الثقافة الأسبق، في ندوة بعنوان "الأبعاد المجتمعية في أعمال الأديب المصري توفيق الحكيم والأديب الروسي دوستويفسكي"، وتديره الفنانة التشكيلية إيمان مكاوي، وذلك على مسرح أوبرا دمنهور.
وأوضح مسرح أوبرا دمنهور، في بيان عن ندوة "الأبعاد المجتمعية في أعمال الأديب المصري توفيق الحكيم والأديب الروسي دوستوفيسكي"، أن كلا من دوستويفسكي، وتوفيق الحكيم، أثريا الحياة الثقافية والفنية بأعمالهما التي استمرت على مختلف العصور والأزمنة، وذلك نتيجة عبقريتهما الأدبية وقراءتهما للواقع الاجتماعي الذي ظهر فى فنونهم من خلال توجهاتهم الإنسانية فى أدبهم، فكان لكل منهم أسلوب فلسفي فريد.
و أضاف البيان، كان دوستويفسكي يستخدم أسلوبه الفلسفي وملكته الكتابية، للإبحار في خبايا النفس البشرية من أجل معرفة تفاصيلها ودوافعها التي لا ترى، والتناقضات التي لا تُحس، فاشتهر بالتوجه الإنساني في الكتابة وهذا ما ميز دوستوفيسكي وجعله على قمة هرم الأدب العالمي.
و ولد دوستويفسكي في الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 1821م بمدينة موسكو بروسيا ونشأ في أسرة من الطبقة المتوسطة، وهو الابن الثاني لأبويه، فأبوه هو ميخائيل دوستويفسكي وهو من عائلة نبيلة متعددة الأعراق والمذاهب الدينية وكان أفرادها يعملون كرجال دين ولكن ميخائيل كان بعيدًا حيث التحق بأكاديمية موسكو الطبية الجراحية وعمل كطبيب، أما والدته فهي ماريا نيشاييفا وكانت عائلتها تعمل بالتجارة.
أما توفيق الحكيم فهو أحد صناع ذاكرة الأدب والمسرح، وهو كاتبٌ وأديب مصري، وأحد رواد الرواية العربية في العصر الحديث، ظهر منذ صغره حبه وولعه بالآداب، حيث بدأ بارتياد المسارح وحضور العروض للممثلين الشهيرين من أمثال جورج أبيض، وكتب عدة مسرحياتٍ قصيرة حينما كان يتابع تعليمه الثانوي.
وُلد توفيق الحكيم في 9 أكتوبر عام 1898 في مدينة الإسكندرية في مصر لأسرةٍ ثرية من ملاكي الأراضي، وكان والده قاضيًا في الإسكندرية، والتحق بكلية الحقوق تلبية لرغبة أبيه؛ لكنه انصرف عن مجال القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا.
وقد برز "الحكيم" بلغته الجديدة وأسلوبه الذي لم يسبقه إليه أحد، وقد تجلت هذه اللغة في "الحوار" وقد كان يجد سعادته في الحوار، فمثلا تجده في مسرحية "أهل الكهف" يصور الناس الذين خرجوا من الكهف، اكتشفوا أن عُملتهم ليست متداولة، ورغم أنها أسطورة قديمة، ومذكورة في القرآن، ومعروفة لنا جميعا إلا أن الحكيم استطاع بموهبته أن يلتقطها ليخاطب بها مصر الحديثة، ووظفها توظيفًا معاصرًا.