الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى رحيل القديس بونافنتورا من بوتينزا
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، بعيد بونافنتورا من بوتينزا، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته، قائلاً: ولد أنطونيو كارلو جيراردو لافانغا في مدينة بوتنزا بنابولي إيطاليا في أوائل يناير عام 1651م. وكان والده يدعى ليليو لافانغا وأمه تدعى كاترينا بيكا من اسرة فقيرة، نال سر العماد المقدس في 4 يناير من نفس العام في كنيسة بوتنزا ديل نوسترو رباه والداه على الإيمان المسيحي والعطف على الفقراء.
الأب وليم الفرنسيسكاني يروي سيرته
وتابع: فى الخامسة من عمره شاهد أهوال وباء الطاعون القاتل الذي سبب الذعر بين أهالي المدينة، وشاهد صديق طفولته يموت امامه بسبب هذا الوباء وأعجب بأسقف مدينته بونافنتورا كلافير الفرنسيسكاني الذي يقوم بعلاج المرضي والاعتناء بهم بكل حماس ونشاط رسولي عندما دخل الكنيسة القريبة من منزله سمع صوت فرنسيس قائلاً له:"اترك بلدك ومنزلك وعائلتك نحو البلد الذي ساريك إياه" وعندما سمع هذا النداء، ذهب الى الأسقف واستشاره في الأمر وساعده على الانضمام الى الرهبنة الفرنسيسكانية الديرية.
وأضاف: وفى 4 أكتوبر عيد القديس فرنسيس غادر مدينته بوتينزا وانضم الى رهبنة الفرنسيسكان الديريين، وكان عمره خمسة عشر عاما واختار اسم بونافنتورا ثم أرسل إلى افيرسا ومادالوني ليبدأ دراسته اللاهوتية استعداداً للكهنوت.
وأكمل: سيم كاهنا عام 1675م وقضى ثماني سنوات مثمرة في حياته الرهبانية والرعوية في مدينة أمالفي وتم ترشيحه مرات عديدة رئيساً للدير وبسبب تواضعه طلب الإعفاء من أي منصب في السلطة ثم تم إرساله إلى العديد من الأديرة، بما في ذلك أديرة نابولي ورافيلو وإيشيا وسورينتو ونوسيرا إنفيريوري .
وزاد: من أجل القداسة التي انبثقت منه، تم تكليفه بتكوين الرهبان في مرحلة الابتداء فكان مثالاً في التواضع وبالرغم من انه لم يكن يحمل درجة الدكتوراة كانت عظاته عميقة للغاية ولاهوتية لدرجة أنها تركت إخوانه المثقفين في حيرة من أمره وتجلى تصوفه في العديد من المواقف وتنسب إليه آيات وعجائب كثيرة وشاهد روح اخته عند وفاتها تصعد الى السماء، بينما كان في طريقه للذهاب إليها أثناء احتضارها في بوتينزا .
وتابع: قام بشفاء أبرص في مدينة نابولي، واحتضن أحد المصابين بالجذام وتم علاجه على الفور وبذل قصارى جهده من أجل ضحايا الطاعون الذي اندلع في نابولي في القرن السابع عشر فكانت جميع أهالي المدينة والمدن المجاورة تأتي إليه من أجل طلب المساعدة والشفاء من أمراضها، وأيضا طلب المشورة لحل مشكلاتهم في دير القديس أنطونيو في بورتا مدينة في نابولي تم إبراز زهده أيضًا بارتفاعه عن الأرض أثناء صلواته الحارة.
وواصل: بعد الحياة التي عاشها في القداسة والتقوى في دير رافيلو حيث أمضى العامين الأخيرين من حياته، بسبب الآثار اللاحقة لعملية جراحية أصبحت ضرورية بعد الإصابة بالغرغرينا في ساقه. رقد في الرب يوم 26 أكتوبر 1711م مردداً اسم السيدة مريم العذراء.
واختتم: ظل وجهه مضيئاً لمدة ثلاثة أيام من وفاته. حتى ظن البعض بأنه ما زال على قيد الحياة وحدثت آيات وعجائب كثيرة بشفاعته. ويقال بأن كل عام يوم وفاته تسيل دماء من قبره، وتم إعلانه طوباوياً في 26 نوفمبر 1775 من قبل البابا بيوس السادس في سان بيترو.