مع طرح لقاح للأطفال.. هل تستجيب الأمهات له خوفا من كورونا؟
حالة من الخوف تنتاب الأمهات خلال تلك الآونة، بسبب شدة الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد، ليس ذلك فحسب بل استهدافها للأطفال تحديدًا في وقت بدأت فيه العملية التعليمية بالمدارس، ولكون مناعتهم ضعيفة جعل ذلك خوف الأمهات مضاعف.
ومن المعروف أن لقاحات كورونا لا يتناولها الأطفال أقل من 18 عامًا، فأصبحوا في خطر بلا لقاح، ولذلك بدأ التفكير في إنتاج لقاحات تخص الأطفال فقط، وتتوافق مع طبيعة أجسادهم ومناعتهم وتوفر لهم الحماية المطلوبة من تلك الموجة.
وبالفعل أعلنت شركتا «فايزر وبيونتك»، أن لقاحهما ضد كورونا حقق استجابة مناعية قوية في الأطفال بين 5 أعوام و11 عامًا، وإنهما تخططان لطلب الحصول على ترخيص لاستخدامه في تلك الفئة العمرية بالولايات المتحدة وأوروبا ومناطق أخرى في أقرب وقت ممكن.
وذكرت الشركتان، أن اللقاح حفز استجابة مناعية في الفئة العمرية 5-11 عاما في المرحلتين الثانية والثالثة من تجربتهما، تكافئ المناعة التي تحققت في الفئة العمرية 16-25 عامًا، فيما يتعلق بالسلامة جاءت النتائج مكافئة بوجه عام أيضًا للمجموعة الأكبر سنًا.
فكيف تكون كورونا لدى الأطفال، وهل بالفعل ستعطي بعض الأمهات أبنائها لقاح «فايزر» إذا وصل إلى مصر، «الدستور» في التقرير التالي تسرد بعض تجارب الأمهات أصيب أطفالهم بكورونا خلال الفترة الماضية.
«ماجدة. ن»، إحدى الأمهات اللاتي لديهن تجربة في إصابة الأطفال بفيروس كورونا، إذا أنها لديها طفلة تبلغ من العمر ١٢ عامّا، أصيبت بالفيروس خلال الأسابيع الماضية، بدأ الأمر بألم أسفل الظهر ثم انتشر إلى أن أصبح تكسير في عظام الجسد كله.
توقعت أن الأمر بسبب تغير الفصول فقط، ولم تعرف وقتها هي ما العلاقة بين الإصابة بكورونا وآلام العظام، ما جعلها تستبعد احتمال أن تكون كورونا، مضيفة: «الأعراض بدأت تزيد زي ارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفس والهمدان لحد ما روحت عند الدكتور».
توضح أن الدكتور أكد لها بعد إجراء تحاليل دم وأشعة مقطعية على الصدر أنها كورونا خلال الموجة الرابعة التي تستهدف الأطفال، موضحة: «تأكدت لما فقدت بنتي حاسة الشم والتذوق، وبدأت تأخد بنادول وأزروليد، وبعد ٧ أيام بدأت الأعراض تنسحب منها تدريجيًا لحد ما خفت».
واتساقًا مع ذلك، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا استوفى معاييرها للاستجابة المناعية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عامًا.
وأكدت الإدارة الفدرالية في تقرير لها أن الفوائد الإجمالية للقاح لهذه الفئة العمرية تفوق مخاطره، بما في ذلك التهاب عضلة القلب النادر المرتبط باللقاح.
وبحسب الهيئة سجل اللقاح فعالية تبلغ 90.7% في الوقاية من أعراض الفيروس، وذلك خلال التجارب السريرية التي أجريت للأطفال بين 5 إلى 11 عامًا.
لم تختلف تجربة ميار نبيل، التي أصيبت ابنتها بالفيروس خلال تلك الموجة، وكان خطأها أنها ذهبت للطبيب متأخر لشكوكها أنها مجرد انفلونزا عادية بسبب تغير الفصول، ودخول فصل الشتاء، إلا أن الأعراض لديها زادت مع الوقت.
تقول: «الأعراض كانت خفيفة في الأول زي الكحة والعطس وتخيلت أنه مجرد دور برد، لكن درجة الحرارة بدأت تعلى عن الحد المعقول، وكمان ظهرت أعراض تنفسية وعزلتها عن اخواتها لما جالها تكسير في الجسم».
وتشير إلى أن بعد الذهاب إلى الطبيب أخبرها أنها كورونا ولا بد من اتباع البروتوكول المخصص للأطفال: «لو اتعمل لقاح للاطفال هلقح بنتي أول حاجة لأن التجربة اللي مرت بيها كانت صعبة وقاسية ولازالت آثارها الى الآن».
يذكر أنه في سبتمبر الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الأطباء شخصوا أكثر من 243 ألف حالة إصابة للأطفال بكورونا في أسبوع، ما رفع إجمالي عدد الإصابات بالفيروس بين الأطفال دون سن 18 عامًا منذ بداية الوباء إلى 5.3 مليون، مع وفاة ما لا يقل عن 534.