في عيدها.. الأب وليم الفرنسيسكاني يروي سيرة كاترينا ملكة البوسنة
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم بعيد الطوباوية كاترينا ملكة البوسنة، وروي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرتها قائلًا: “ولدت كاترينا فوكيتش كوساجا في الهرسك في شهر ديسمبر عام 1424 ويدعى والدها ستيفانو فوكيتش كوساجا وتدعى وامها إيلينا بالشيتش ورباها أبواها على الإيمان المسيحي ومحبة القريب”.
وتابع: “عندما كبرت تزوجت كاترينا من ستيفن توماس ملك البوسنة وعملت على نشر الإيمان المسيحي في المملكة فدعت الرهبان الفرنسيسكان إلى مدينة جايس العاصمة فكانت البلاد تعاني من الهراطقة ومنشقين البوغوميل الذين يهددون وحدة الكنيسة والذين جعلوا البوسنة معقلاً لهرطقتهم فأنكروا عقيدة الثالوث الأقدس، واختزلوا الطبيعة البشرية للمسيح إلى مجرد ظهور، ورفضوا العهد القديم، ولم يعترفوا بالطقوس الليتورجيا، والتسلسل الهرمي الكنسي، والمعمودية والزواج. فبذل الرهبان الفرنسيسكان جهدًا كبيرًا حتى عاد عدد كبير من المنشقين إلى إيمانهم المسيحي المستقيم”.
وواصل: “تعرض الرهبان لكثير من الصعوبات والاضطهادات من المنشقين، لكنهم كانوا صامدين ومدافعين عن إيمانهم. وفى عام 1463م احتل الأتراك البوسنة بقيادة السلطان محمد الفاتح الثاني ليس فقط بسبب التفوق العسكري للغزاة، ولكن قبل كل شيء بسبب الخلاف بين الأعيان المحليين، الذين اهتموا بمصالحهم الخاصة في الشؤون العامة، واضطرت الملكة كاترين إلى الفرار إلى روما، فاستقبلها البابا بيوس الثاني بشرف عظيم، أثناء الهروب، أسر الأتراك اثنين من أبنائها (ابن وابنة) ونقلوا إلى القسطنطينية، حيث اضطر كلاهما إلى التخلي عن العقيدة الكاثوليكية والتحول إلى الإسلام. ولقد تبنى السلطان العثماني محمد الفاتح ابنها سيغموند وأخذه معه إلى اسطنبول، وأدخله الجيش، ومن ثم صار قائدًا كبيرًا من قادة الجيش العثماني، ونهب الأتراك البلاد وحرقوها، وكل من كان يتمسك بإيمانه المسيحي يقتل، فعم الفساد والخراب البلاد”.
وتابع: “وفى روما انضمت إلى الرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة العلمانية. وكرست حياتها بعد ذلك لأعمال الخير والصلاة والتقشف، كما نالت تقدير من البابا بولس الثاني والبابا سيكستوس الرابع لإعمال الرحمة التي كانت تقوم بها، ورقدت في الرب يوم 25 أكتوبر 1478م بمدينة روما، ودفن جسدها في كنيسة اراكويلي، وكتبت في وصيتها بأن تترك كل المجوهرات الملكية والأوسمة والسيف لدى الكرسي الرسولي، بشرط إذا تم تحرير ابنها سيغيموند من الأسر لدى الأتراك وعاد إلى الإيمان المسيحي يصبح هو ملك البوسنة”.