مستقبل أخضر.. «حياة كريمة» تنفذ محطات لمعالجة مياه الصرف الصحى.. ومزارعون: تحمى الأراضى
ما أجمل أن تتحول مصر إلى جنة خضراء، هو حلم تيقنا جميعًا أنه ليس مستحيلًا، فى ظل المجهودات الجبارة التى تبذلها الدولة فى توفير كميات هائلة من مياه الشرب الصالحة للزراعة، عبر إقامة أكبر عدد من محطات معالجة مياه الصرف الحديثة والقادرة على إمداد أراضينا بمصدر مستدام للرى.
وعملت الدولة خلال السنوات الماضية- وما زالت- على تطبيق فكرة إعادة تدوير المياه فى ظل الفقر المائى الذى تعانيه مصر، ومن أجل ذلك نفذت مشروعات محطات المعالجة، وهى الخطة التى بدأت تؤتى ثمارها على الزراعة فى مصر، وشعر المزارعون بآثارها الإيجابية، فى ظل الدعم الذى تقدمه مبادرة «حياة كريمة» للتوعية بثقافة استخدام هذه المياه وتوفير وتسهيل عملية الرى بها.
مبادرة حياة كريمة
فى السطور التالية، تستمع «الدستور» لعدد من المزارعين من مختلف أنحاء مصر، الذين حكوا تجاربهم مع الرى بالمياه المعالجة من محطات الصرف الثلاثية والثنائية، ودور «حياة كريمة» فى تسهيل عملية الرى بها، وغيرها من التفاصيل.
مسعد على: الثمار باتت تنضج مبكرًا.. والمياه خالية من المواد الخطرة
كشف مسعد على، ٣٥ عامًا، من سكان قرية عرب الحصار، بمركز الصف بالجيزة، عن أنه بدأ استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة فى رى محصول الطماطم الخاص به، ليكون من أوائل المواطنين الذين يروون بها أراضيهم.
وقال إنه كان أول فلاح فى القرية يروى المحصول بالمياه المعالجة، وبعد ذلك تبعه الأهالى، مبينًا أنه خريج كلية الزراعة جامعة حلوان، وهذا الأمر جعل الأهالى يقتدون به.
وأضاف «مسعد على»: «القائمون على مبادرة حياة كريمة عقدوا لى ندوة تثقيفية حول استخدام المياه المعالجة فى رى المحاصيل الزراعية»، مكملًا: «شرحت للأهالى كيف أنها مفيدة أكثر لإنضاج الثمرة». وتابع: «مياه الصرف المعالجة تجعل الزراعة أسهل بكثير؛ لأن المياه تتم معالجتها بتنقيتها من المواد الخطرة، مع المحافظة على المعادن المهمة التى تحتويها».
ونوه مسعد على بأنه على مشارف حصاد محصول الطماطم، على الرغم من أنه لم يستخدم لإنضاجه إلا الكالسيوم، وبعض المواد المانعة لتكون الفطريات على المحصول، مواصلًا: «أعمال المبادرة الرئاسية وفرت مواسير لمياه الصرف المعالجة وتمر من قلب الجبال، ما ساعد فى عملية الرى».
وأضاف أن استصلاح الأراضى الصحراوية وريها بالمياه المعالجة يريحان المزارعين من التعامل مع محولات وماكينات الرفع، ويخففان من استخدام المبيدات والسماد، لافتًا إلى أن الثمرة تنضج فى ٧٠ يومًا فقط، ويأكل منها قبل أن يوزعها على التجار.
إبراهيم عبدالله: المبادرة تعالج الأزمات الناتجة عن «الغمر»
قال إبراهيم عبدالله، أحد سكان قرية الرمادى قبلى، بأسوان، ٥٠ عامًا، إن أغلب الفلاحين كانوا يروون الأراضى بالغمر من خلال الترع، ما كان يتسبب فى غرق المحاصيل الزراعية.
وذكر «عبدالله» أن هناك مساحات كبيرة من الأراضى تلفت بسبب الرى الزائد، ما تسبب فى ظهور أعشاب الهيش، التى تتلف الأراضى الزراعية وتزيد كمية المياه الجوفية، منوهًا بأن أغلب هذه الأراضى لم تعد لحالتها الأولى حتى بعد مرور أكثر من ١٠ سنوات.
وأكمل أن «حياة كريمة» وعدتهم بحل هذه الأزمة من أصلها، مختتمًا: «الاعتماد على المواسير التى وفرتها المبادرة للرى بالمياه المعالجة؛ جعل عملية الرى بسيطة جدًا وهينة، ولا تكبد الفلاح أى مشقة».
معاذ محمود: الندوات نجحت فى توعية الأهالى
شدد معاذ محمود، ٢٣ عامًا، من سكان إحدى قرية مركز مغاغة بمحافظة المنيا، على أن مبادرة «حياة كريمة» نجحت من خلال ندواتها وفعالياتها فى توعية المزارعين بطرق الرى الحديثة، التى توفر المياه وتحسن من جودة المحاصيل والأراضين، بالإضافة إلى إيضاح كيفية استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة بشكل حديث فى زراعة بعض المحاصيل».
وأضاف: «أعمل منذ صغرى فى زراعة الموالح، مثل اليوسفى والليمون والبرتقال، وكنت دائمًا أعانى من ارتفاع تكاليف الأسمدة والمبيدات، وبالتالى كانت المحاصيل مكلفة، وكنت مضطرًا إلى رفع سعر المنتج، وكذلك كان التاجر يرفع السعر بدوره ما يجعلنا جميعًا نعانى، لكن المبادرة أرشدتنى إلى كيفية تقليل تكاليف الزراعة عن طريق الرى الحديث واستخدام المياه المعالجة، التى تقلل من احتياج الأشجار للأسمدة والمبيدات».
وأكمل: «المبادرة وفرت أيضًا مواسير لرى الأراضى الزراعية وتوصيل المياه المعالجة للأراضى، ما قلل من معاناتنا، ووفر كثيرًا فى تكاليف الإنتاج والاحتياج للعمالة، كما وفر كميات هائلة من المياه المستخدمة، وأصبحت الزراعة كلها أكثر سهولة».
معاذ عبدالعظيم: ترشيد استخدام المياه باستخدام طرق الرى الحديثة
أكد معاذ عبدالعظيم، ٣٠ عامًا، من سكان محافظة الفيوم، أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أحدثت تطورًا هائلًا فى كل نواحى الحياة فى قريته والقرى المجاورة، ضمن حملتها لتطوير الخدمات والمرافق فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، مشددًا على أن حياة الأهالى تبدلت بالكامل، بعدما أصبحوا قادرين على الوصول لكل الخدمات مثل أهل المدن.
وقال: «حياة كريمة غيّرت كل شىء فى قريتى وجددت وطورت كل شىء، وفور وصولها إلينا، نشرت فرقها للحديث مع الأهالى ورصد كل احتياجاتهم، وتنفيذ كل ما طالبوا به، مع حل جميع المشكلات التى تواجهنا، بعدما عانينا من الإهمال طيلة العقود الماضية»
وأضاف: «كان أغلب أبناء الفلاحين يفرون من العمل بالزراعة بسبب الجهد والتكلفة، لذا عانينا طويلًا من هجرة الشباب للمدن، لكن المبادرة عملت على تخفيف الأعباء عن كاهل الفلاحين ومساعدتهم، الأمر الذى أسهم فى إحداث تغير كبير فى حياة أبناء القرية».
وواصل: «نظمت المبادرة الرئاسية ندوات متعددة لتغيير ثقافة الفلاحين ومساعدتهم على ترشيد استخدام المياه، وكذلك التوعية بأنواع المياه المعالجة وكيفية استخدامها بشكل سليم فى رى المحاصيل، والاستفادة منها فى تقليل كلفة الزراعة وتحقيق عوائد أفضل للمزارعين والتجار، مع تقليل استخدام الأسمدة والمبيدات لأقصى درجة، حفاظًا على جودة المحاصيل».
وأكمل: «علمتنا المبادرة أن مياه الصرف الصحى بعد معالجتها وتنقيتها بطريقة صحيحة وفق المعمول به حاليًا فى محطات المعالجة الحديثة، تكون حاملة لمجموعة من المعادن والفيتامينات التى من شأنها تخصيب التربة وتسريع نضج الثمار، مع تقليل استخدام الأسمدة والمبيدات، ما يجعل المحاصيل أقل تكلفة وأكثر جودة».
واختتم بقوله: «الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقائمون على مبادرة (حياة كريمة)، بذلوا قصارى جهدهم للنهوض بالمستوى الخدمى والمعيشى لسكان القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا»، معربًا عن أمله فى أن تظل المبادرة الرئاسية قائمة حتى تطوير جميع القرى والمناطق النائية.
قد يهمك أيضا: