مناقشة كـتاب سيرة ومسيرة لحمدى عبدالله بالتزامن مع معرض متواليات قدرية
ينظم مركز الجزيرة للفنون، في السابعة من مساء غد الإثنين، حفل توقيع ومناقشة كـتاب "سيرة ومسيرة: حمـدي عبد الله"، بالتزامن، مع معرض "متواليات قدرية"، للفنان حمدي عبد الله والمقام حاليا بمركز الجزيرة للفنون.
ويشارك في مناقشة الكـتاب كلا من الدكاترة: خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية ــ محمود حامد عميد كلية التربية الفنية جامعة حلوان ــ جمال لمعي أستاذ متفرغ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان ــ أشرف رضا أستاذ متفرغ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان ــ سعد العبد أستاذ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان ــ إبراهيم عبد المغني أستاذ متفرغ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان.
كما يشارك في مناقشة كـتاب "سيرة ومسيرة: حمـدي عبد الله"، الشاعر جمال القصاص شاعر وناقد تشكيلي ــ الشاعر الناقد ماجد يوسف ــ الناقد التشكيلي محمد كمال والباحثة إسراء كامل.
ــ تفجيرات حلم اليقظة على موسيقي الخط
وعن الفنان حمدي عبد الله ورؤيته الفنية، يقول الناقد التشكيلي محمد كمال: يلعب الحلم دورًا كبيرًا في حياة الإنسان اليومية التي تحفل بكثير من مفردات الواقع بمتناقضاته عبر كيانات عابرة وأخرى راسخة، حيث تتنوع المرئيات بين الثابت والمتغير، بين التراكمي والقشري، وكلها تصب في وعاء العقل البشري الباطن، لتخضع فيما بعد لتباديل وتوافيق مغايرة، قد تخرج لاحقًا إلي عالم الصورة بالتزامن مع تراجع الوعي وحضور اللاوعي تدريجيًا، وهي العملية التي تنحصر بين أعلى درجات اليقظة وأعمق حالات الغيبوبة، وما بينهما من غفوة تصاعدية.
ولا شك أن صنوف الإبداع المختلفة ارتبطت مؤخرًا بمواضع هذا الحبل النفسي على صعيد المفهوم والأداء، فإذا دققنا في رسومات الفنان الكبير (حمدي عبدالله) سنجد أنها بديهيه لحركته الذهنية والروحية داخل منطقة حلم اليقظة التي تقع على المسافة الواصلة بين قمة الانتباه وبداية الغفوة.
وانطلاقًا من هذه المنظومة النفسية التلقائية المتدفقة، نراه يتوافق معها حرفيًا من خلال معول تقني مغرق في البساطة وهو قلم الحبر الأسود على ورق أبيض، اعتمادًا على موسيقي الخط فقط كأحد أهم ركائز الصورة، لذا فإن المشهد عند (حمدي عبدالله) يجمع بين المذاقات الإبداعية للاسكتش والرسم التحضيري والعمل المكتمل، فعند دخوله المسطح الورقي يكون مصحوبًا بتصور شحيح للصورة النهائية، ثم تبدأ عملية الإندماج الجدلي مع السطح الأبيض عبر اختراقات خطية بتزامن عقلي وروحي، ليستمر التصاعد الانفعالي لآلية الخلق، حتي تصل إلي أسخن بقعة، ثم تهبط تلك الطاقة إلي نقطة الصفر عند إتمام نسيج العمل، وهو ما يتم في مساحة زمنية محدودة ينتقل خلالها (حمدي عبدالله) من اليقظة الكاملة إلي الغفوة النسبية بشكل بندولي ترددي، وفي هذا السياق الزمني تعبر إلي حيز الصورة عدة عناصر في مراحل متتابعة لا تعتمد على التصور المسبق، لذا فإنها تشكل خليطا تراثيًا عفويًا بين التاريخي والشعبي.. بين الجسدي والروحي.. بين الشهواني والعقائدي، داخل بناء متماسك يميل محتواه إلي العضوي أكثر من الهندسي.