الليلة.. عرض فيلم تسجيلى عن فارس الكلمة صلاح عبدالصبور بـ«الأعلى للثقافة»
تعقد بالمجلس الأعلى للثقافة، في السابعة من مساء اليوم الأحد، احتفالية وزارة الثقافة بمرور أربعين عامًا على رحيل الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور. وذلك تحت عنوان "فارس الكلمة"، وبالتعان مع المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
وتتضمن الاحتفالية، عرض فيلم تسجيلي عن الشاعر صلاح عبد الصبور، بعنوان "صلاح عبد الصبور فارس الكلمة" ورائد المسرح الشعري. والذي يستعرض السيرة الذاتية والفنية للشاعر الكبير الراحل صلاح عبد الصبور - الفيلم من إنتاج المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
يعقب العرض ندوة لمناقشة الدراسة النقدية، والصادرة عن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تحت عنوان "عبث إدريس وعبد الصبور في المسرح المصري"، من تأليف الدكتور أحمد سخسوخ - الدراسة النقدية من تقديم الدكتور مصطفى سليم - رئيس قسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون.
رحلة الشاعر الكبير، صلاح عبد الصبور لم تقتصر على الشعر فقط، ولكنه اقتحم من قبل عالم القصة القصيرة، ومن يمعن النظر في دواوين عبد الصبور الشعرية سوف يجد أن الأسلوب القصصي في شعره احتل مساحة كبيرة جدا عكست بالفعل حبه لفن القصة، لكن الشعر أخذه بعيدا عنها لأنه يحب تملك صاحبه ليكون أثيرا له ولا يرد أن يشاركه فنا آخر بل يستوعبه داخل دائرته ليعيد امتصاصه، وهو ما حدث بالفعل مع "صلاح عبد الصبور" الذى سرعان ما ودع كتابه القصة القصيرة ليخلص لتجربته الشعرية بشكل كامل فيحفر اسمه بمداد فاخر في تاريخ الشعر العربي .
ــ مسرح صلاح عبد الصبور الشعري
في مسيرة الشاعر صلاح عبد الصبور، تبرز مسرحيتي: "مأساة الحلاج" و"ليلي والمجنون"، في مسرحه الشعري. وتعتبر مسرحية " ليلى والمجنون" من أهم المسرحيات التي أبرزت علاقة السلطة بالمثقف ومن يقرأ المسرحية سوف يجد أن "عبد الصبور" حاول التمرد على النظام السياسي. حيث جعل من بطلها "سعيد" نموذجا للمناضل الوطني المصري الذى يتمرد على السلطة قبل ثورة 1952.
أما من يتأمل مسرحية صلاح عبد الصبور، "مأساة الحلاج" سوف يجد انها تعانق مأساة الشاعر الشخصية، فلقد أصر على استدعاء شخصية تاريخية ليقوم بصلبه على جذع شجرة وكأنه يعانق الموت مع الحياة ثم يمر عليه كل من الواعظ والفلاح والتاجر، الأخير يريد أن يعرف قصته حتى يحكيها لزوجته في المساء حين يعود ، والفلاح فضولي بطبعه ، أما الواعظ فيريد تعميق التقوى في قلوب الخلق، فنراه يبحث عن موعظة وعبرة يلقيها في خطبة الجمعة. ينظر "الحلاج" إلى كل تلك النماذج التي تمر عليه، ويبدأ في سرد مأساته، فرغم كل هذا الزخم حوله إلا أنه يشعر بالغربة والوحدة..