«الديلي تليجراف» تدعو لندن إلى تشديد إجراءاتها في محاربة الإخوان
دعت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، لندن إلى تشديد إجراءاتها مواجهتها لجماعة الإخوان والأيديولوجية المتطرفة التي تنشرها والتي تكمن في أفكار أشهر منظريها وقادتها سيد قطب، مشيرة إلى أن أفكاره تلعب دورا كبيرا في نشر التطرف وتقف وراء جميع المؤامرات والتهديدات الإرهابية والتفجيرات التي شهدها العالم عامة وبريطانيا خاصة خلال الفترة الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن المملكة المتحدة كانت في حالة إنكار شديد لمرض العنف المبتلية به جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان في المجتمع البريطاني، مضيفة أن حادث مقتل النائب البرلماني المحافظ، ديفيد أميس، الذي توفي الجمعة الماضية بعد تعرضه للطعن على يد أحد المتطرفين، أثارت المخاوف من خطورة تلك الجماعات على أمن البلاد، لا سيما بعد أن أعلنت الشرطة البريطانية إن التحقيقات المبكرة تشير إلى وجود دافع محتمل مرتبط بجماعات الإسلام السياسي المتطرفة.
- التحذير من خطورة أفكار سيد قطب
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجريمة، التي وصفتها بـ"الفظيعة" تعكس الخطر الذي تواجهه بريطانيا والمتمثل في الإرهاب الذي ينشره الإخوان وأفكار سيد قطب، مضيفة أن هذه الجريمة ليست الأولى ولا الأخيرة، وحذرت من أن تهديد العنف آخذ في الازدياد إذا لم يتم وقف تلك الجماعات التي تتحدث باسم الدين ووضع حد لأنشطتها في البلاد.
وتابعت "نحن في حالة إنكار لمرض مجتمعنا، نختار عدم قبول الواقع المعروض علينا، وهو أن الكراهية والتطرف والعنف أصبحت أمور شائعة في الوقت الحالي، لأن هذه الحقيقة مخيفة ومواجهتها معقدة وصعبة، فبالنسبة للعديد من السياسيين مثلا، يعني هذا استيعاب القضايا التي يجدونها محرجة وهم يفتقرون إلى الشجاعة للاعتراف بها".
واستكملت "يتضح هذا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالكراهية والعنف المرتكبين باسم الدين، بعد الكثير من المؤامرات والهجمات، اعتدنا الآن على إراقة الدماء".
ودعت الصحيفة الحكومة البريطانية والسياسيين وصناع القرار في المملكة إلى إعادة النظر في علاقتها مع الإخوان والمنظمات المرتبطة بها لمنع مزيد من الهجمات الإرهابية على أراضيها، مشيرة إلى أن الحقائق التي يتم اكتشافها بشأن الجماعة،والتي طالما تجاهلتها السلطات لعقود، أما عمدا أو عن طريق الجهل، لا يجوز تجاهلها بعد الآن.
- الترويج الإسلاموفوبيا للظهور في صورة الضحية
ولفتت الصحيفة إلى أن أحد أهم الأسباب التي كان يدفع السلطات وصناع القرار في بريطانيا لتجاهل خطر الإخوان أو التسامح معه: هو الخوف من اتهامات "الإسلاموفوبيا" أو ما يسمي برهاب الإسلام، الذي اعتادت جماعات الإسلام السياسي إلى الترويج إليها لتبرير العنف أو الظهور بمظهر الضحية، مضيفة أن هناك حاجة ضرورية للتمييز بين الإسلام كدين والإسلاميين كجماعات إرهابية تعتنق أفكار ومعتقدات متطرفة.
وتأتي الدعوة لتشديد الإجراءات البريطانية ضد الاخوان، تماشياً مع الاستراتيجية الشاملة التي أقرتها عدة دول أوربية وبدأت في تنفيذها مطلع العام الماضي، بعد تنامي التحذيرات الأمنية والاستخباراتية بشأن نشاط التنظيم، وكذلك زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في عدة عواصم.