دراسة أمريكية: النظام الإثيوبي يستخدم السوشيال ميديا لتشويه عرقية تيجراي
كشفت دراسة أجرتها مجموعة بحثية تابعة لمركز شورنشتاين وكلية كينيدي بجامعة هارفارد الأمريكية، أن الحكومة الإثيوبية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ادعاءات مضللة وكاذبة بهدف استهداف عرقية تيجراي وإشعال فتيل الحرب في الإقليم الشمالي، وتشويه سمعة تغطية المنظمات الأجنبية والمحلية لأحداث الصراع، وقمع كل الأصوات التي تدين ممارسات النظام في الإقليم الذي مزقه الحرب.
ووفقا لتقرير نشره موقع إذاعة صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا"، كشفت مجموعة The Media Manipulation Casebook"" البحثية- الذي تم إنشاؤها من قبل مشروع التكنولوجيا والتغيير الاجتماعي التابع لمركز شورنشتاين في مدرسة هارفارد كينيدي الأمريكية، بهدف دراسة الحملات الإعلامية المتعلقة بأزمة تيجراي منذ بدء الصراع قبل 11 شهرا- أن الحكومة الإثيوبية سعت بشكل كبير إلى تشويه سمعة أي محتوى يتعارض مع رواية النظام الحاكم في أديس أبابا بشأن الأزمة في الإقليم المحاصر، مشيرة إلى أنها عمدت إلى نشر خطاب الكراهية ضد عرقية التيجراي والتلاعب بمنصات التواصل الاجتماعي لتشويه سمعتها.
وأوضحت الدراسة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة معركة بين الحكومة الإثيوبية وأنصارها من جهة والنشطاء التيجرايين من جهة أخرى، ووجدت إنه في حين أن الجانب الموالي لتيجراي بركز إلى حد كبير على زيادة الوعي بالنزاع، ركز أنصار الحكومة الإثيوبية إلى دحض مزاعم الخصم وتقديم ادعاءات مضللة وكاذبة في بعض الأحيان واستهداف كل من يعارض الرواية الرسمية التي يروج إليها النظام الحاكم.
وبحسب الموقع، جاء في الدراسة البحثية وصفها لتغطية الحكومة الإثيوبية للأزمة في تيجراي بـ"إنها حالة معقدة تتفاعل مع الجغرافيا السياسية للقرن الأفريقي، والصدمة التاريخية، وخطاب الكراهية، والمعلومات المضللة ، والتلاعب بالمنصة، والدعاية الكاذبة ، كل ذلك في خضم صراع أهلي مستمر".
وذكرت الإذاعة الأمريكية أنه في بداية الصراع ، لجأ نشطاء تيجراي إلى موقع تويتر لنشر الوعي بين عامة الناس بشان ما يحدث في الإقليم الشمالي المحاصر، وتجسد ذلك في المجموعة غير الربحية Stand With Tigray التي انشأها رواد "تويتر" لإظهار الدعم والتضامن مع عرقية تيجراي في حربها مع الحكومة الإثيوبية.
وتابعت أنه على الجانب الآخر، سعت الحكومة الإثيوبية وأنصارها إلى إنشاء مجموعات مناهضة لنشر معلومات مضللة بشأن الأزمة في تيجراي، وتميزت بالتوجيهات والبيانات الرسمية التي غالبًا ما تدين التغطية الدولية للحرب.
في ذات السياق، قال الصحفي الإثيوبي زكريا زلالم، إن حكومة بلاده تسعى لتكثيف خطاب الكراهية في حملة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لاستهداف عرقية تيجراي، وذلك من خلال نشر منشورات تحريضية والاستمرار في التحريض على العنف الغوغائي، وغرس درجة من الخوف بين السكان الإثيوبيين في الإقليم المحاصر.
وأشار "زلالم"، في حوار مع راديو "إن بي آر" الأمريكي، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا في إشعال الحرب في إثيوبيا، مضيفًا أن هناك أمثلة موثقة بقيام مسؤولين بارزين في الحكومة الإثيوبية، ونشطاء مؤيدين للنظام الحاكم في أديس أبابا، بنشر منشورات تحرض على العنف والاشتباكات العرقية في تيجراي، وقمع الأصوات المعارضة التي تدين ممارسات النظام وانتهاكاته ضد المدنيين في الإقليم الذي مزقه الحرب.