ملوخيتنا ملوخيتنا
صحن الملوخية هو السبب يا ضنايا، هكذا تحدث المدير الفني لـ"ويست هام"، تبريرًا لـ الخسارة المدوية من الزمالك، بـ خماسية مقابل هدف، في عصر الـ30 من نوفمبر 1966.
الزمالك طبعًا نادي كبير، له تاريخ عريق وشعبية واسعة، ومن المناسبات المحورية اللي شكلت الشعبية دي، أو خلينا نقول زودتها ورسختها ماتش ويست هام دا.
وقتها كانت إنجلترا فايزة بـ كاس العالم، لسه من كام شهر دا غير إنها الكرة الإنجليزية مش محتاجة يعني، والزمالك بـ يستضيف نادي إنجليزي عريق، يضم أكتر من لاعب كانوا في صفوف المنتخب الحاصل على المونديال.
حاجة كدا زي الأهلي وريال مدريد، والكل كان متوقع إنه الزمالك هـ يخسر كتير، إنما هم عملوا ماتش من الحاجات الخوالد، اللي عشنا عقود وعقود نحكي عنها، وفازوا 1/5 مش هدف ولا هدفين.
يوميها حمادة إمام وطه بصري لعبوا ماتش عمرهم حرفيًا، مش زي ما بـ نقولها كتيرعن أي ماتش مميز، لأ، ماتش عمرهم. أطفال كتير من اللي اتولدوا بعدها ولـ حد سنة او سنتين اتسموا حمادة أو طه، خصوصا حمادة، مش يسمي محمد أو أحمد ويدلعه حمادة، لأ، يسموه "حمادة" رسميا، منهم الصحفي المعروف حمادة إمام.
نرجع لـ الملوخية، الصراحة، المدير الفني متكلمش كدا أوي، إنما كان تصريحاته، سواء لـ الصحافة أو أمام المسئولين هناك، إنه اللاعبين، وبـ الأخص أربعة منهم، كانوا بـ يعانوا من آلام شديدة في المعدة، نتيجة "طعام شرقي" ثقيل.
هو محددش إيه الطعام، بس ما تداوله الجمهور هنا، هو إنهم أكلوا ملوخية، ويبدو إنه كانت مش ولا بد، أو الشهقة بتاعتها شديدة.
البعض تلقف الموضوع دا ونسج سيناريوهات من إنه القصة مش صدفة، ولا عدم اعتياد الإنجليز على الملوخية المصرية الغراء، إنما الموضوع كان مقصود، وإنهم حطوا عليها ملينات، أو حاجات تمشي البطن، فـ اللاعيبة نزلت الملعب، لا على حامي ولا على بارد، ومكانوش قادرين حتى يجروا.
دا كان يبدو مبررًا قويًا ومنطقيًا، خصوصًا من جانب الأهلاوية، إنما تقديري الشخصي، إنه دا كلام ابن عم حديت، أصله لو فيه اهتمام بـ الماتش، كان هـ يبدأ من تغذية اللاعبين، لو عايزين يا عم يجربوا أطعمتنا الشرقية العريقة يبقى بعد الماتش.
إنما هم فعلا مكانوش مجهزين حاجة، وفاكرين إنهم هـ ينزلوا على شوية المصريين دول حتتك بتتك، حتى لو كانوا بـ يزحفوا، ودا مش مظبوط، مفيش ماتش في الدنيا ممكن تكسبه من غير اهتمام وتجهيز.
ثم إنه فيما يبدو إنه فريق ويست هام وقتها مش بس كان فاقد الاهتمام بـ الماتش دا إنما الفرقة كلها كانت في التوهان، دا اللي كتبه رفعت النجار وقتها "كان صحفي كبير" وقال إنه سأل بوبي مور نفسه إنتوا في المركز الكام في الجدول؟ أي في الدوري الإنجليزي، فـ قال له إنه مش واخد باله، ومش مركز، وسأل كذا لاعب، فـ لقاهم في الطيلمان، ولا عارفين كوعهم من بوعهم.
قصة الأكل دي حجة، ومتقللش مطلقًا من إنجاز الزمالك، ومن إنهم لعبوا ماتش كبير وحققوا نتيجة تاريخية، حتى لو كانت ودية.
ثم إنه يا أخي حتى لو الملوخية هي السبب، يبقى عاشت، ونعتبرها اللاعب رقم 12، ملوخيتنا ملوخيتنا حمادة إمام، حمادة إمام.