النائب المحافظ آخر ضحاياها.. «حوادث الطعن» معضلة يعجز الأمن البريطاني عن حلها
لا تزال بريطانيا تعاني من تكرار حوادث الطعن، آخرها تعرض النائب البريطاني المحافظ، ديفيد أميس، لحادث إرهابي حيث توفى متأثرا بجراحه بعد أن تعرض للطعن عدة مرات، اليوم الجمعة، خلال حضوره تجمّعا في دائرته الانتخابية.
الشرطة الانجليزية لم تعلن عن تفاصيل الهجوم ودوافعه بعد، وسط حالة من الصدمة يعيشها الجميع في بريطانيا لتكرار تلك النوعية من الحوادث الإرهابية والتي راح ضحيتها الكثيرون خلال السنوات الماضية، خاصة أن النائب البريطاني ليس الأول في قائمة من تعرضوا للطعن وسبقه نواب بريطانيون تعرضوا لهجمات خلال مناسبات مشابهة في دوائرهم الانتخابية، بما في ذلك النائبة العمالية جو كوكس التي قتلت سنة 2016 قبيل استفتاء بريكست، والنائب الليبرالي الديمقراطي نايجل جونز الذي تعرض لجروح في العام 2000، وقتل أحد مساعديه، بعد طعنه من قبل شخص كان يحمل سيفا.
2020 حوادث إرهابية عديدة.. والطعن يثير فزع المواطنين
مدينة برمنجهام شهدت حوادث طعن العام الماضي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرون بينهم حالات خطرة، الشرطة الإنجليزية أكدت أن حوادث الطعن متزامنة وحذرت من هجمات إرهابية محتملة تستهدف المدارس والمستشفيات وطالبت السكان بالانتباه والاستعداد والإبلاغ عن أي شكوك تجاه أشخاص يحملون السلاح الأبيض محذرة من أن الهجمات الإرهابية الخاطفة دائمًا ما تكون سريعة وتسقط عدد كبير من الضحايا.
عام 2020 شهد أكثر من حالة طعن وكان أشهرها حادثة الطعن على جسر لندن في العاصمة البريطانية، التي وقعت في يناير، وأسفر الحادث عن مقتل رجلين وإصابة آخرين، بعد أن تعرضوا للطعن من قبل شخص كان يرتدي حزامًا ناسفًا مزيفًا.
وحادث جسر لندن ليس الأول حيث سقط قبل ذلك عدد ضخم من الضحايا في عام 2017 عندما قاد ثلاثة مسلحين سيارة فان وصدموا مارة ثم هاجموا أشخاصا في المنطقة المحيطة، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
ووفقًا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد بلغت أعداد جرائم القتل العمد وغير العمد أعلى مستوياتها منذ 2018 بعدما قتل 732 شخصًا.
وسجلت الشرطة ما يناهز 44500 عملية اعتداء بالسكاكين أو الأسلحة الحادة زيادة بنسبة 6%، من ضمنها 252 جريمة قتل عمد و368 محاولة قتل.
تنظيم "داعش" الإرهابي يتبنى عملية الطعن في لندن
العام الماضي أعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليته عن عملية طعن أدت لإصابة ثلاثة أشخاص في العاصمة البريطانية لندن، مساء الأحد، لكنه لم يقدم دليلا على مزاعمه بشأن الواقعة.
ووفق بيان نقلته وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم المتشدد، فإن منفذ الهجوم في منطقة ستريتهام، جنوبي لندن، من مقاتلي "داعش"، ونفذ الاعتداء استجابة لنداءات تدعو إلى استهداف رعايا دول التحالف، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وكشفت الشرطة البريطانية، مساء الأحد، عن هوية الشخص الذي يشتبه في تنفيذه هجوم لندن، موضحة أنه شاب عشريني اسمه سوديش أمان كان قد خرج مؤخرا من السجن.
وقال مسؤول أوروبي في مكافحة الإرهاب، إن الرجل سجن في سن 18 عاما عام 2018، بعد أن اعترف بارتكاب 13 جريمة إرهابية بما في ذلك نشر مواد إرهابية وجمع معلومات لشن هجمات.
وأفادت تقارير إعلامية بريطانية أن الرجل الذي أردته الشرطة قتيلا في لندن، الأحد، بعد طعنه 3 أشخاص بسكين في هجوم نفذه مرتديا حزاما ناسفا مزيفا، مدان سابق بجرائم إرهابية.
الإرهاب يضرب الجميع
الحوادث الإرهابية الغاشمة تطال الجميع في بريطانيا، فهي ليست عمليات موجهة لأشخاص أو كيانات بعينها، فشهدت منطقة "حي العرب" في لندن حادث طعن جماعي بالسكاكين بعد نصف ساعة تقريبًا من دقات ساعة "بيج بن" المعلنة عن بدأ العام الحالي 2021، سقط على إثره سيدة ورجلان.
الشرطة أعلنت عن إلقائها القبض على امرأة لها صلة بعمليات الطعن التي حدثت بالقرب من منزل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق "توني بلير"، وتحديدًا بالمنطقة التي يطلق عليها المثلث الذهبي المكونة من حديقة هايد بارك وساحة "ماربل آرتش" إضافة إلى شارع "أكسفورد ستريت" الشهير.