سيدات «تراثنا» عن تكريم السيسي لهن: نشعر بالسعادة والفخر والإنجاز
يَدٌ تَبني ويَدٌ تحمل السلاح وتحارب، هكذا دومًا تتقدم مصر في مجالاتها المختلفة، دون تعارض جهة على الأخرى، فرغم ما مرت به بلادنا من أزمات وشدائد تظل راسخة تبهر بأعمالها العالم، في معرض تراثنا للحرف اليدوية، المقام حاليا بمركز المعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وجد المصريين طريقًا جديدًا للفن والإبداع، من خلال المحافظة على تراث أجدادهم، ونشر حرفهم اليدوية من مختلف المحافظات المصرية، لتظل "أصالة" مصر حاضرة، مما مر الزمن.
التقت «الدستور» بفنانات الحرف اليدوية بمعرض "تراثنا"، ووصل إبداعهم للرئيس السيسي، حتى كرمهن تقديرًا لإنجازاتهن وكفاحهن بعالم الحرفة اليدوية، وسعيهن الدائم لحمايتها من الاندثار.
سيسل: الرئيس السيسي رجل متواضع
تروي سيسل أهم دقيقة مرت على حياتها بلقائها بالرئيس السيسي، بوجه يملؤه الرهبة والسعادة والحماس، تحدثت سيسل، أحد العارضات، للدستور كواليس الوقت، الذي تحدثت فيه مع الرئيس السيسي، وهي تظهر واقفة أمامه، في جميع الصحف المصرية ووسائل الإعلام المحلية.
تقول سيسيل للدستور: «الحديث استغرق دقيقة واحدة، حاولت أوصل لسيادته مشروعي أخميم وحجازة، وكيف نعمل بالحرفة اليدوية منذ ٦٠ سنة بجمعية الصعيد للتربية والتنمية، لتمكين المرأة اقتصاديا والمحافظة على الحرفة اليدوية».
وعن كواليس هذه الدقيقة الفارقة، سألها الرئيس، هل هذه اللوحات مصنوعة من الكتان؟ فأجابت أنه قطن مصري ١٠٠%، مضيفة: أهدينا الرئيس التقرير السنوي للجمعية، وسألنا ماذا تحتاجون؟ فقلت نريد زيادة عدد الأنوال لزيادة المنتجات، فرد: تحت أمركم.
وتتذكر سيسل، قبل لقاء الرئيس، بيومين، أنها كانت في حالة مهيبة للموقف: "كنت أفكر فيما سأقوله طول الوقت، للرئيس السيس وانقطعت عن الطعام والشراب حتى لقائه" ولكنها وجدت الرئيس السيسي "رجلًا متواضعًا جدًا" كما وصفته.
لولا لحام: "أهديت للرئيس السيسي كتابي (حكاوي فتيات وسيدات أخميم)"
فيما توضح، لولا لحام ، مديرة مشروع أخميم بجمعية الصعيد للتربية والتنمية: "هدفنا خدمة الفقراء في صعيد مصر، ولدينا مراكز التنمية في الصعيد، تحديدًا في أخميم بسوهاج، قنقدم سيدات أخميم، في معرض تراثنا، النسيج اليدوي ومطرزات من التراث المصري، كما نقدم أعمال يدوية بقرية حجازة، من منتجات خشبية مصنوعة من خشب السرسوع.
وترجع مديرة مشروع أخميم أهمية المشاركة فى المعارض القومية إلى أنها فرصة لسيدات أخميم لتقديم منتجاتهن اليدوية، خاصة بعد سنتين من المعاناة بسبب جائحة كورونا، وتضيف: وبالنسبة للمبيعات فإنها تعود لصالح الناس اللى بنخدمهم في الصعيد، وكانت المفاجأة هي مقابلة الرئيس السيسي: "جه الرئيس بنفسه إلى جناح الجمعية، وكانت مفاجأة حلوة أوي، كان سعيد لأنه وجد منتجات يدوية مختلفة تتميز بها أهالي أخميم من منتجات يدوية ولوحات من الفن التلقائي الملون، وقف أمامه فترة.
وأهديت لسيادة الرئيس كتابي بعنوان "حكاوي فتيات وسيدات أخميم"، وسألني: هل كل الرسومات هذه موجودة بالكتاب، أجابت: نعم معظمها، وهذا فخر كبير لنا أن الرئاسة تعلم عن منتجاتنا وعن جمعية الصعيد، مضيفة: دورنا كجمعية تنموية، أننا نخلق حالة ثقافية، فيعلم الناس أكثر عن قريتي، أخميم وحجازة، كجزء من التراث المصري ويتمتعوا بيه مثلنا.
وحينما علمت سيدات أخميم وحجازة بإعجاب الرئيس بمنتجاتهم، تحدثت لولا لحام للدستور أنها لا تستطيع أن تعبر عن سعادتهن من الزغاريد وصيحات الفرح، كما أن السوشيل ميديا، جعلت الأحداث أقرب فكل شئ أصبح يطير إليهن.
فاطمة: "تسعي لخدمة ودعم الأشخاص ذوى الإعاقة في الفيوم"
على الرغم من إعاقتها الجسدية، لم تستلم فاطمة، للكرسي الذي قيدها به منذ سنوات، فقررت إظهار إبدعها للجميع، من خلال عملها مجال الحرفة اليدوية، وخاصة التطريز، بل وعلمت الكثير من الفتيات الأخريات بالفيوم، حتي جاءت لحظة لقائها بالرئيس السيسي، في معرض تراثنا ٢٠٢١.
بوجه مليء بالفخر والإنجاز، تقول فاطمة: "قابلت سيادة الرئيس وكلمته عن جمعية سند الخيرية، التي أسستها بالفيوم، وكان لينا طالبات خاصة بالجمعية خاصة بالأطفال ذوي الإعاقة، حيث لا يوجد خدمات مقدمة إليهم، ولهذا نسعى لمساعدتهم في الجمعية من خلال تقديم لهم جلسات علاج طبيعي وتخاطب وهي جلسات مجانا، فلهذا تحدثت مع الرئيس عن حاجتنا لدعم الدولة لخدمة عدد اكبر عدد من هؤلاء الأطفال".
فقال لي الرئيس: "إن القرية تابعة بالأساس لمبادرة حياة كريمة، وسوف تقدم لكم هذا الدعم معربة عن شعورها: كنت فرحانة جدًا بمقابلة الرئيس وكان الرئيس بيقولي عايزة إيه كمان؟
وتقدم فاطمة، الحاصلة على بكالوريوس تجارة بجامعة القاهرة، في معرض تراثنا، مجموعة من منتجاتها عبارة عن شنط ومنتجات مطرزة هاند ميد، وقبعات للأطفال والكبار، من إنتاج 25 فتاة، تسهم هذه المنتجات في رفع مستوى معيشتهن.
تشير فاطمة إلى أنه بجانب الجمعية لديها جاليري في قرية تونس، واستمرت بمجال الحرفة اليدوية لما وجدته من اهتمام الناس بالهاند ميد.
كما تسهم الجمعية في دعم الأشخاص ذوى الإعاقة، وتنصح فاطمة هؤلاء بالمثابرة والعمل، وترفض القول "إنهم بركة" من بعض الأهالي، فهم أشخاص فعالون فى المجتمع، فتسعي فاطمة إلى إقناع الناس بعلاجهم لتطويرهم صحيًا وفكريًا، ودائمًا تنصحهم فاطمة بأن يسعون وأن "يكون لديهم حلم وهدف لتحقيقه في الحياة".
جميلة مؤمن: "حياة كريمة أحيت كل حاجة ميتة"
في مكان مخصص لها، جلست جميلة مؤمن، أو الحاجة جميلة كما يناديها الناس، تحرس منتجاتها اليدوية التي سهرت لتشكيلها من خوص سوهاج السخي، لم تعلم الحجة جميلة أن ما تصنعه من حرفة، مر عليها الآلاف من السنوات، أنها ستنال تكريم لعملها يومًا ما من الرئيس السيسي، تحدثت الحجة جميلة للدستور قائلة: "أنا جاية أبيع منتجاتي بالمعرض، مكنتش عارفة أنه فيه جايزة أو حاجة، كنت فرحانة إني جاية اسلم علي الرئيس بس، من غير حاجة، بدون ما اعرف أنه هيسلمني جايزة".
بوجه يغزوه الفرح والسعادة تكمل جميلة: "الرئيس السيسي قالي التكريم ده قليل عليكي، وكنت عايزة أقوله كلام كتير لكن من المفاجأة معرفتش ابص حتي في وجه، وعايزة أشكره جدا" مشيرة إلي أنها تلقت التهنئة بالتكريم من بناتها وأهلها "سوهاج كلها باركتلي".
وتقدم الحجة جميلة أطباق وأسبتة من الخوص، حيث إنها مهنة أجددها التي تعلمتها عنهم، مشيرة إلى دور مبادرة حياة كريمة، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذي ساعدها في تنمية مشروعها، حتى وصولها إلى معرض "تراثنا" وتسويق منتجاتها، وتكريمها من الرئيس السيسي: "حياة كريمة حيت كل حاجة ميتة، ولقينا نفسنا بنشتغل في هذه الحرفة علشان نجهز عيالنا، وبقينا نبيع شغلنا ويطلع لنا فلوس، وبنصح الناس، أن كل ست تفكر في أي شغلانة وما تحتاجش لحد، والزمن متسكرهاش أبدًا، طول ما مصر لسه بخير إحنا بخير".
وتحلم جميلة وقريبتها، بأن ينمو مشروعها، بمشاركة عائلتها، وتشارك في جميع معارض الحرف اليدوية.
عبير سالم: "أسرتي مكونة من 7 أفراد تعمل بالحرف اليدوية"
من محافظة الفيوم، مركز يوسف الصديق، كرمها الرئيس في معرض تراثنا 2021، لكون أسرتها بالكامل، تنتج أعمالًا فنية تراثية، استطاعت أن تعلم أولادها هي وزوجها رسم اللوحات الفنية التراثية، حتي أبهرت جميع الزائرين بمنتجاتها هي وعائلتها.
تتحدث عبير سالم للدستور قائلة: "إحنا أسرة فنية، تابعة لمبادرة حياة كريمة، سيادة الرئيس كرمنا، لأننا أسرة تعمل بالحرف اليدوية، مشروعنا مكون من ٧ أفراد، نتتج شنط من الخوص وأعمال فنية من الزجاج، من خلال إعادة تدوير مخلفان الخوص والزجاج".
وأخذت عبير دورات تدريبية في كيفية إدارة مشروع صغير، بمساعدة جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومبادرة حياة كريمة، مضيفة: "زوجي هو مهندس زراعي، وحصل على بكالوريوس زراعة، ولكن رسم اللوحات الفنية، هذه موهبته، وقام بتعليمها لي، منذ ٢٠ سنة وهو عمر زواجنا، ثم علم أبنائنا الرسم سويًا".
وعن تكريم الرئيس السيسي لها، كشفت لنا عن أنه لم يخبرها أحد بالتكريم، "تفاجأت حينما ندهوا اسمي، قائلين (الأسرة الفنية الفائزة من الفيوم) وأنا بشكر الرئيس جدًا، وكان شعوري طبعًا سعادة لا توصف، ده تكريم للأسرة كلها".
وتحلم عبير بتنمية مشروع عائلتها، وتتمني المشاركة في المزيد من المعارض الفنية، كما فتحت لهم مبادرة حياة كريمة المشاركة في معرض تراثنا، على حد قولها.