إبراهيم طاحون.. رجل سبعينى يتخلص من اكتئابه بنباتات «الباقيات الصالحات»
بهمة عالية ومعنويات مرتفعة يجوب أرجاء حديقة مؤسسة الباقيات الصالحات الخيرية، وعلى وجهه ترتسم بسمة واسعة يداعب النباتات بيده كأنه يتبادل معهم التحية، ويعنتى بها كعنايته بولد من أولاده بل وأصدقائه فهم ما تبقوا له فى هذه الحياة.
إبراهيم طاحون، مهندس زراعي سابق في مقتبل السبعينيات، كان يعمل في أحد شركات المقاولات الكبيرة حتى أحيل للمعاش منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، ومنذ ذلك الوقت وبدأ يشعر بفراغ ووحدة قاتلة، وكان الاختبار الأصعب عندما تعرض لوعكة صحية كبيرة إثر جلطة كادت أن تودي بحياته، ولطف الله أنجاه منها، لكن لم يجد بجانبه أحد وانتابه خوف من أن يتجدد الأمر خاصة مع تقدم السن، فلم يجد ملجأ سوى الذهاب إلى الراحلة عبلة الكحلاوي، رئيس مجلس إدارة المؤسسة حينها، وطلب منها ضمه للمؤسسة لكي يجد رعاية داخلها، ورغم أن المؤسسة مخصصة لرعاية مرضى الزهايمر، إلا أنها قبلته استثنائيًا لينضم إليها.
قضى العم إبراهيم الفترة الأولى له في المؤسسة يعاني من الاكتئاب بسبب ما فعله الزمان به حتى تمكن المختصين بالمؤسسة من إخراجه من هذه الحالة، ولاحظوا حبه للزرع وإلمامه بأسماء وطرق رعاية الزرع بحكم دراسته وخبرته، فأسندوا له الاعتناء بالحديقة بالتعاون مع "جنايني" المؤسسة.
يقول المهندس إبراهيم طاحون لـ«الدستور»، إنه خريج كلية الزراعة الشعبة العامة، وفيها تعلم الكثير حول أنواع النباتات وكيفية الاعتناء بها، وعندما قدمت إلى المؤسسة استطاع الزرع أن يخرجني من حالتي النفسية التي كنت أعانيها بسبب المرض والوحدة حتى نشأت بيني وبين النباتات حالة من الألفة والارتياح، فبينها أشعر بسعادة غامرة، وأقوم يوميًا بالمرور على أحواض النباتات برفقة الجنايني وأحد العمال، نقوم بريها وتسميدها وتنظيف التربة من حولها، وكلما نما النبات وتفتحت أزهاره وتراقصت أغصانه أشعر وكأن قلبي يرقص فرحًا معه.