الاقتصاد والتجارة.. أبرز مجالات التعاون بين مصر والمجر
تعد مصر أول دولة في الشرق الأوسط تدعى لحضور قمة دول تجمع «فيشجراد»، حيث يضم التجمع كلًا من؛ المجر، التشيك، سلوفاكيا، وبولندا، ويعكس التكتل السياسي والاجتماعي والثقافي لدول أوروبا الوسطى، إحدى القوى المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، بعد مجموعة العشرين، والدول الأربع فى قمة «فيشجراد» هى بلدان مؤيدة للطاقة النووية السلمية، وتسعى إلى توسيع أو العثور على صناعة للطاقة النووية.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر بمقر رئاسة الوزراء، بعد لقائه رئيس المجر يانوش أدير أمس.
ووصل الرئيس السيسي، مساء الإثنين، إلى العاصمة المجرية بودابست للمشاركة في قمة دول تجمع "فيشجراد مع مصر"؛ حيث يضم التجمع كلاً من المجر والتشيك وسلوفاكيا وبولندا.
العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمجر
بدأت العلاقات الدبلوماسية رسميًا بين مصر والمجر بعد انفصالها عن إمبراطورية النمسا والمجر عام ١٩٢٨، وتعد مصر أول دولة عربية تفتح فيها المجر بعثة دبلوماسية عام ١٩٣٩، وتم إيفاد سفير مصري للمجر عام ١٩٤٨، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات.
ووثقت مصر علاقاتها مع المعسكر الشرقي وتبنت سياسات اشتراكية بعد ثورة ١٩٥٢، وأدى ذلك إلى تنامي العلاقات المصرية المجرية بشكل كبير، فضلاً عن زيادة حجم التبادل التجاري، حيث استوردت مصر من المجر الميكنة الحديثة والميكنة الزراعية، وإبان الحقبة الشيوعية توافد الطلاب المصريون على الجامعات المجرية لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والطب والزراعة، فقد تخرج من الجامعات المجرية نحو ٦٠٠ طالب منهم عدد من كبار الأساتذة الجامعيين المصريين الذين تقلدوا مناصب رفيعة في المجر وقامت الدولة المجرية بتكريمهم بأرفع الأوسمة.
تم إنشاء أول جمعية صداقة برلمانية مصرية مجرية بالبرلمان المجري في يوليو ٢٠١٠ وبدأ تسيير 7 رحلات لمصر للطيران أسبوعيًا اعتبارًا من أول يوليو ٢٠١٠، وصل عدد السائحين المجريين إلى مصر أكثر من 65 ألف سائح سنويًا.
تؤمن المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، أن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا، وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد في مجلس الأمن الدولي، كما أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف عامي ٢٠١٦ - ٢٠١٧.
مجالات التعاون المصرية المجرية
يرتبط البلدان مصر والمجر بعلاقات تعاون متميزة على مختلف المستويات مع العلم بأن المجر من اوائل الدول التى أيدت ثورة الثلاثين من يونيو وما طرحه الشعب المصري من مطالب آنذاك.
ففي 13 يونيو 2014 هنأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن المجر تعتبر مصر شريكا استراتيجيا في إطار سياسة المجر الخاصة بالانفتاح نحو الشرق.
ووجه أوربان، دعوة رسمية إلى الرئيس السيسي لزيارة المجر، قال فيها: "نأمل في أن تستمر العلاقات الممتازة بين البلدين وأن تتطور بشكل كبير في المستقبل، ولذا أدعو سيادتكم الي زيارة رسمية لبودابست".
كانت المجر من أولى الدول الداعمة لمصر فى الحرب ضد الإرهاب، ونظرت بودابست إلى الحرب التى يخوضها الجيش والشرطة فى مختلف أنحاء مصر على أنها دفاع أيضاً عن أمن المجر لأن خطر الإرهاب يهدد الجميع.
وتؤمن المجر بأن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا، وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد فى مجلس الامن الدولى، وفى المقابل أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف لعامى 2016- 2017.
تعكس المواقف المجرية فى المحافل الإقليمية والدولية تفهماً كبيراً لتطورات الأوضاع فى مصر والتحديات التى تواجهها، وقد شهدت العلاقات السياسية بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، وذلك فى ضوء الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات التى تمثلت أبرزها فى زيارتى الرئيس عبدالفتاح السيسي للمجر في عامي 2015، 2017، وزيارة يانوش أدير رئيس المجر لمصر فى نوفمبر 2019، وزيارة رئيس وزراء المجر لمصر فى 2016، وزيارة وزير الخارجية المصرى للمجر فى 2016، فضلا عن زيارتى وزير الخارجية والتجارة المجرى للقاهرة فى نوفمبر 2015، وأغسطس 2016، وذلك إلى جانب اللقاءات الأخرى التى جمعت بين مسئولى البلدين فى المحافل المختلفة، والتى أسهمت جميعها فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
المجر منذ انضمامها للاتحاد الأوروبى تتبنى مواقف الاتحاد الأوروبى خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلا أنها تحرص بشكل عام على اتخاذ مواقف متوازنة وتأييد رؤية مصر إزاء قضايا السلام فى الشرق الأوسط وخطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلية وضرورة وقفها فورا وفقا لاتفاق أنابوليس.
كما تدعو لوجود مراقبين دوليين لمراقبة وقف الاستيطان على أرض الواقع. تعكس تصريحات كبار القادة والمسئولين فى المجر تقديرهم البالغ لدور مصر فى تحقيق السلام والاستقرار فى منطقتها ودورها كقوة اعتدال رائدة فى محيطها العربى والإسلامى والأفريقى والمتوسطى، فضلا عن دورها النشط على الساحة الدولية.
أشاد المسئولون المجريون بدور مصر المتميز فى إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط، حيث حرصت مصر والمجر على استمرار التشاور بينهما الأمر الذى دفعهما لإنشاء آلية دورية للمشاورات السياسية والإستراتيجية بين وزارتى الخارجية فى البلدين وهى المشاورات التى تجرى على مستوى مساعدى الوزير، كما يلاحظ أن المجر تؤيد المرشحين المصريين فى المحافل الدولية بشكل عام.