«حدائق شائكة» رواية لصبحي فحماوي و«حارس الحكايات» شهادات عن فيصل دراج
صدر حديثاً عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع، رواية جديد للكاتب صبحي الفحماوي، بعنوان "حدائق شائكة".
ومما جاء علي الغلاف الخلفي للرواية نقرأ: "أنت لا تستطيع مشاهدة الهواء، إلا أذا مر على أغصان الأشجار. في صالون اللوتس المشترك، قالت الكوافيرة" يارا" وهي تصب لي فنجان قهوة: "تعال احلق عندنا، إنني متخصصة بحلاقة شعر الرجال، بالمشاركة مع هذا الشاب اللبناني الجميل أنس صنفور، المتخصص بتجميل السيدات".
من ليس له أعداء، ليست له حياة في غياب زوجها، دخل من تقول إنه ابن عمها معها إلى بيتها، مطوقاً رقبتها بحنان، وهي تحتضنه بذراعها الرقيقة.
قرأت خبراً مذهلاً يقول إن الطائرات الإسرائيلية تقوم بهدم عمارات في غزة التي ترد بمقاومة شرسة من حصارها، فتضرب بآلاف الصواريخ البالستية التي لا يرصدها الباتريوت مواقع صهيونية استراتيجية. وإن آلاف الصواريخ الدقيقة انهمرت عليها من الجنوب اللبناني. واخترقت أسراب من طائرات درونية لبنانية سماء الاحتلال. وإن مراكز الإعلام والتواصل وشبكات الإعلام لم تعد تعمل لدى العدو، مما منع هبوط الطائرات وإقلاعها من كافة مطاراتهم التي تم إغلاقها.
ــ كتاب في النقد الأدبي بعنوان تحولات الشكل في القصة القصيرة العربية
في سياق متصل وعن نفس الدار، صدر كتاب نقد أدبي تحت عنوان "تحولات الشكل في القصة القصيرة العربية"، من تأليف الناقد الدكتور إبراهيم السعافين.
يتناول كتاب "تحولات الشكل في القصة القصيرة العربية"، قضية مهمة تتصل بجنس القصة القصيرة في أدبنا العربي في ضوء تحولات النوع والمرجع في السياق التراثي والعالمي. وقد ظهرت ملامح هذه القضية في سردنا التراثي، وحضور فن القصة في هذا التراث، ثم يتأمل حركة القصة القصيرة وتحولاتها على أقلام أجيال من كتاب القصة العرب الذين طوعوا هذا الفن بما تتطلبه تحولات فنية واجتماعية وتاريخية، غير غافلين عن حضور هذا الفن القصصي في التراث في تعبيره عن الإنسان وأشواقه وتناقضاته واستلابه لصورة معينة قد يمليها الضعف البشري أو الغرور الإنساني. ومن أجل ملاحظة هذه التحولات وقفت الدراسة عند بعض أعلام القصة القصيرة في مراحل متعاقبة تفاعلوا مع تحولات الواقع، وتحولات فن القصة القصيرة في آن معاً.
كما طرحت الدار الأهلية أيضاو دراسة "حارس الحكايات" شهادات، دراسات، مراجعات تكريماً للناقد الفلسطيني ادكتور فيصل دراج، من إشراف وتحرير عيسى عودة برهومة وعامر سلمان أبو محارب.
ومما جاء في مقدمة الدراسة: عرض لي، في سياق ما أن أتمثل فيصل دراج بما هو، في حياتنا الثقافية المعاصرة، حالة فذة، حالة لا مثيل لها. وليس ذلك لأنه "الناقد" بـ "أل" التعريف التي تفيد الإطلاق والفرادة والتميز عن الأقران، وإنما لأنه يجسد معنى قصدياً ذا وجوه تمتد في ما هو وجودي ووظيفي "يظهران" لخالص وعيي "هنا .. الآن"، في المكان الشاهد والزمان المعطى. يكشف الحضور "الظاهراتي" لفيصل دراج في وعيي عن وجه جوهري يشخص في بعض أبطال تشيخوف:"يستحيل الرضا بالأمر الواقع مثلما يستحيل عدم الرضا بهذا الواقع. لا مكان للحل الوسط، وليس على المرء بالتالي إلا أن يتمرغ على أرضية بيته ويصرخ ويضربها برأسه".
هو على وجه الدقة "الوضع الحدي" الذي يلهج به كارل ياسبرز، والذي يقابله فيصل بصبر وعناد وإرادة رواقية. في هذه الحدود يرتد فيصل من "البراني" إلى "الجواني"، لا يسلم نفسه إلى "الخارج" الذي استبد به عقوداً وأجيالاً، وبات عند منبع يأس وقنوط ورفض، ومبدأ لطلب العزلة والانفصال وتقييد حدود التواصل والاحتماء بملكات الفعل الذاتي والخلق والإبداع، فكأن الوجود قد ارتد عنده إلى حدود "الوجود في النفس" بما هو ناقد أدبي يتعلق بالكشف الأفلاطوني الأعظم: الوجود الحقيقي ليس هو الوجود الشاهد، الوجود الهيرقليطي، وإنما هو الوجود المفارق، الوجود البرمنيدي، المعقول، الذي ينشد التعالي والتأمل والخلود.