نظريات مؤامرة واتهامات متبادلة.. ماذا يحدث داخل فيسبوك؟
نشرت مجلة “مودرن دبلوماسي” الأمريكية مقالا تحليليا يفسر ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وانستجرام من أعطال وتوقف يدوم لساعات طويلة لاسيما بعد التوقف الأخير الذي دام قرابة 6 ساعات وسط اتهامات بين فيس بوك وواشنطن من جهة واتهام بكين من جهة أخرى.
وواجهت شركة فيسبوك ومديرها التنفيذي المعروف "مارك زوكربيرج" العديد من الأزمات في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى استدعائه للمثول أمام "لجنة استماع في الكونجرس الأمريكي"، خاصة مع شائعات القرصنة وبيع خصوصية وبيانات عشرات الملايين من مستخدمي شبكة "فيسبوك" وتطبيقاتها الأخرى حول العالم.
وأشارت بعض التسريبات إلى أن "شركة Cambridge Analytica" حصلت على (بيانات أكثر من 50 مليون حساب مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك” دون علمهم، بعد إبرام صفقة سرية مع نفس الشركة لأسباب تجارية وإعلانية)، وهو ما يخالف خصوصية المستخدمين وانتهاك حقوق الإنسان الخاصة بهم.
التعطيل كان متعمد
تزامنت أزمة تعطيل شبكة "فيسبوك" وتطبيقاتها الأمريكية، مع العديد من "الاتهامات ونظريات المؤامرة المرتبطة بها" أن التعطيل كان متعمدًا، حيث حاول العملاق العالمي "فيسبوك" محو بعض الأدلة والبراهين والأدلة التي تدين الشركة بشكل أو بآخر، خاصة مع استدعاء مجلس الشيوخ الأمريكي للسيدة فرانسيس هوجن، التي سبق لها عملت في قسم المنتجات بالمقر الرئيسي لشركة "فيسبوك" في عام 2019، لكنها قدمت استقالتها بعد ملاحظة أفعال وأنشطة غير قانونية قام بها فيسبوك ومسؤولوه، لسماع شهادتها بشأن "أفعال فيسبوك غير المشروعة"، مما يعرض مصالح الولايات المتحدة الأمريكية نفسها للخطر.
المؤامرة الصينية ضد فيس بوك
من ناحية أخرى، بدأت التحليلات بخصوص نظرية المؤامرة الصينية ضد "فيسبوك" ورئيسها التنفيذي "مارك زوكربيرج"، في محاولة صينية لإحراج الولايات المتحدة الأمريكية دوليًا بسبب فشل نظامها التكنولوجي الرقمي الديمقراطي، والتأكيد على نجاح "خدمات وتطبيقات الشبكات الصينية البديلة لنظيرتها الأمريكية" في تجنب هذه الأخطاء التكنولوجية الأمريكية ، خاصة بعد أن رصدها "Downdetector" وهو الموقع المعني بتتبع (تعطل المواقع).
وعلى الرغم من العدد المتزايد من النظريات والتعليقات حول تورط الصين في “اختراق” فيس بوك إلا أن فيس بوك نفت أي مزاعم بالتعرض للاختراق بيانات المستخدمين حيث بررت فيس بوك العطل الذي حدث بأنه نتيجة التغييرات التي تم إجراؤها على الإعدادات على أجهزة التوجيه الرئيسية التي تنسق حركة المرور بين مراكز البيانات.
الطفل الصيني
وفقا للمجلة الأمريكية فإن الادعاء بأن طفل صيني اخترق موقع الفيس بوك وتسبب في توقفه قرابة ست ساعات، أمر مشكوك فيها لعدة أسباب منها أن الطفل الصيني "وانغ تشنغيانغ" الذي يتم تداول صورته عالمياً يعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وليس في الصين ووفقا لموقع "بايدو الصيني" الموازي لجوجل.
كما " أن الطفل الصيني الذي يتم تداول صورته عالميًا يسمى (وانغ تشنغيانغ) ، وهو (مواليد 2001) ، أي أنه شاب وليس طفلا، كما ادعت مواقع مختلفة حول العالم ، و "عمره الآن حوالي 20 عامًا" ، كما سافر للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة دراسة تخصصه في (الحاسب الآلي والبرمجة ونظم المعلومات).
وظهر وانغ لأول على العالم في (مؤتمر أمن الإنترنت الصيني) ، في عام 2014 ، حيث كان يبلغ من العمر 13 عامًا فقط ، باعتباره أصغر متسلل عبر البر الرئيسي للصين.
حيث تم اتهام الطفل الصيني وقتها باختراق موقع مدرسته وتعريض خصوصية ملفاتها وتعريض بيانات الطلاب للخطر .
ووفقا للمجلة الأمريكية فإن إطلاق المزاعم التي تفيد بتورط الصين في التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي أمر مستبعد تماما، ولكنه محاولة من فيس بوك والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج ”للالتفاف على حجم الخسائر التي تتعرض لها الشركة بشكل دوري ، وكذلك اتهامها بالعديد من الاتهامات مقابل تحقيق مكاسب وأرباح مالية ، وقد تضاعفت اتهامات مارك زوكربيرج للصين وتطبيقاتها التكنولوجية البديلة ، بحجة (محاولة الصين فرض قوانينها وأنظمتها وقيمها وأيديولوجيتها الشيوعية على العالم) ، وعلى الرغم من عدم قدرة "شركة فيسبوك ولا مؤسسها مارك زوكربيرج" على إثبات صحة مزاعمهم ضد الصين.
اتهامات مارك لبكين
وفي هذا الصدد قال مارك زوكربيرج"، مؤسس موقع فيسبوك ضد الصين، في وقت سابق: "بكين تريد أن تفرض علينا قيمها ولن نسمح لدولة أخرى بفرض قوانين خاصة علينا على الإنترنت" وتابع: "ستة من أصل 10 مواقع للتواصل الاجتماعي الموجودة حاليًا هي مواقع صينية بشكل أساسي.
وتابعت المجلة: أن الأمر تجاوز خط المنافسة التكنولوجية إلى تبادل الاتهامات ضد فيس بوك والصين، خاصة مع ما ثبت حتى داخل الداخل الأمريكي نفسه ، أن فيسبوك ومؤسسه "مارك زوكربيرج" يحاولان لعب الأدوار السياسية ووضع (مكاسبه وأرباحه المادية فوق المصلحة العامة ، حيث يتغاضى عن الأضرار العديدة التي يسببها الموقع لمستخدميه وأطفاله من ألعاب خطيرة) ، بالإضافة إلى إثبات عدد من مستخدمي تطبيق "Instagram" انستجرام المملوك لنفس الشركة الذين تبيع الشركة بياناتهم عمدًا وتنتهك خصوصيتهم لأغراض ومصالح مادية بحتة وليست أخلاقية.
فيس بوك تعمد التعطيل
هناك عددا من الاتهامات الصينية ضد شركة "فيسبوك"، التي تتبنى عددا من الأسباب المنطقية، حيث تعمدت الشبكة تعطيل خدمتها ربما بناء على ضغوط الحكومة الأمريكية، لإخفاء أسرارها، لاسيما وتمتلك شركة فيسبوك جميع الإجراءات المناسبة لتأمين خوادمها وبرامجها وشبكتها الدولية العملاقة من أي حوادث عرضية أو عمليات اختراق أو نسخ احتياطية متنوعة ومبتكرة في حالة حدوث أي عطل ، كما يمتلك فيسبوك أفضل نظام أمني وتقني في العالم كله ، وربما ما يملكه ليس ملكًا لحكومات ودول كبرى.