على جمعة: شهر ربيع الأول تلألأت فيه الأنوار المحمدية وولد فيه النبى محمد
هنأ الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، الشعب المصرى والأمة الإسلامية بذكرى قدوم شهر ربيع الأول، حيث قال عبر صفحته الرسمية: “ها قد هلّ شهر المولد النبوي الكريم، شهر الأنوار، وتفتق الأسرار، شهر ظهر فيه المصطفى الكريم للعالمين، بإذن رب العالمين، رحمة للعالمين”.
وتابع "جمعة" قائلًا: نحتفل فى هذه الأيام بذكرى قدوم شهر ربيع الأنور الذي ظهر فيه نور النبي العدنان صلى الله عليه وآله وسلم للعالمين، فأسماه المسلمون بربيع الأنور حيث تلألأت الأنوار المحمدية، والمنح الصمدانية والمواهب اللدنية الربانية، وختم الله به الرسالة والنبوة، وأرسل الكلمة الأخيرة للعالمين، وبعثه صلى الله عليه وآله وسلم بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا؛ فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في سبيل الله حتى ذهب إلى الرفيق الأعلى وربه عنه راضٍ سبحانه وتعالى؛ فهذا شهر كريم إذا ما دخل علينا دخل علينا بالنور وبالفرحة والسرور والحبور يفرح به كل مسلم، فإنْ لَمْ نَفْرَحْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم؛ فَبِمَنْ؟!!
وتحتفل الأمة الإسلامية فى هذه الفترة بمولد النبى العدنان محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، حيث يعد شهر ربيع الأول هو الشهر الذى ولد فيه النبى صلى الله عليه وسلم.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بالمولد النبوي ذكرى ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الـ18 من أكتوبر الجاري، هو أمر جائز شرعًا وأنه ليس «بدعة».
ونشرت دار الإفتاء المصرية بيانًا عبر موقعها الرسمي عن جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جاء فيه، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِإثْنَيْنِ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه الحاكم في «المستدرك» وقال عَقِبَهُ: [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ] اهـ. ورواه مسلم
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِإثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -». هذا الحديث أصل في الاحتفال والاهتمام بالمولد النبوي الشريف، حيث إنه صلى الله عليه وآله وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام.
وتابعت دار الإفتاء: «وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإِلهي معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي، ووجوده بين أظهرنا، وهدايتنا لشريعته، مما تقره الأصول».
وأضافت: «ولقد كان الاحتفال هنا من قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منصبًّا ومبنيًّا على أصغر وحدة بنائية في الزمن الكامل، وهو اليوم، فلم يصم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة في السنة، ولا مرة في الشهر، ولكن نفس اليوم، كل يوم إثنين، فلا يوجد أصغر من اليوم كوحدة زمانية، وبالتالي كان صيام ذلك اليوم مرات كثيرة جدًا، الله أعلم متى بدأها سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام من عمره الشريف».
وأشارت دار الإفتاء: «ورغم إفادة الحديث القطعية واليقين في عموم الاحتفال والاهتمام بهذه اليوم فلا تزال ثلة من خوارج العصر تصر على بطلان المعنى والمغزى المستفاد من الحديث. حصلت مداولات وأخذ ورد كثير استغرق عشرات بل مئات السنين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريعة، واستخرج المؤيدون أدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس. فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ وهو يفيد سنية واستحباب تذكر الأيام العظيمة القدر لا في حياة المسلمين فقط وإنما في مسيرة أهل الأرض جميعًا، ولا شك أن يوم مولد سيد الخلق هو من أحق الأيام وأولاها بالتذكر والاحتفال والاهتمام. ومن السنة: الحديث الذي بين أيدينا وقد بينا وجه الاستدلال به هنا».
وواصلت: «واحتج الشيخ ابن الجزري (الإمام في القراءات والمتوفى سنة 833هـ) بخبر أبي لهب الذي رواه البخاري وغيره عندما فرح بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأعتق (ثويبة) جاريته لتبشيرها له، فخفف الله عقابه وهو في جهنم؛ فأشار إلى أنه إذا كان هذا الكافر الذي نزل القرآن بذمِّه جوزي- وهو في النار- بفرحه ليلة المولد؛ فما حال المسلم الموحد من أمته حين يُسرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته. وأما الإجماع: فهو استمرار العمل بالاحتفال بالمولد النبوي إلى يومنا هذا في جميع البلدان العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي».