«قاهر المستحيل»..محمود من ذوي الهمم يحصد المراكز الأولى رياضيًا وإبداعيًا (فيديو)
«وراء كل بطل أم».. ليست كلمات عابرة، بل حقيقة ملموسة في قصة نجاح وتحد خاضتها أم بمفردها لتجعل نجلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بطلًا ومبدعًا، دون تقصير في تربية أبنائها وإيصالهم إلى أعلى درجات التعليم.
قال محمود مجدي محمود عبد السلام، 22عامًا، من ذوي الهمم، إن والدته كانت بجانبه دائمًا في جميع خطواته، حيث شارك في ركن الإبداع بمسابقة شباب مصر للمهارات بالأكاديمية، بمشغولات يدوية، فضلًا عن أنه بطل رياضي يمارس رياضة الكاراتيه والسباحة وألعاب القوى، وحصد العديد من المراكز والميداليات الذهبية.
وواصلت السيدة «عبلة» والدة محمود أن نجلها بمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة المهنية بالسيوف بالإسكندرية، وهو متعدد المواهب، حيث حصد العديد من المراكز، منها المراكز الاولي جمهوريًا في رياضات الكاراتيه، بالإضافة إلى بطولات ألعاب القوى والسباحة، فضلًا عن اشتراكه في الفنون الشعبية، لحرصها على مشاركته في العديد من الانشطة منذ صغره.
وأضافت لـ« الدستور» أنه بدأ في خوض المسابقات والبطولات منذ ان كان في عُمر 8 سنوات، حيث انها بدأت التحاقه بالتدريبات منذ صغره، لتصل به إلى مستوى متقدم.
وأوضحت انها منذ ولاد نجلها ومعرفة ان الله أكرمها بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة «داون»، أرادت أن يكون له أهمية مضاعفة، وان تصل به إلى مستوى جيد في التعليم والرياضة والمهارات، فبدأت التدخل المبكر والذي استمر حتى سن الـ3 سنوات ثم التحق بالحضانة، مع المتابعة المستمرة من خلالها في المنزل، حتى المدرسة.
وتابعت أنها كانت تبحث دائمًا على الطرق التي يمكن ان تسلكها لتنمية موهبته، حتى ألتحق بفريق السباحة وهو في عُمر الـ 4 سنوات، واستمر بها والتحق بألعاب القوى والكاراتيه،
وحقق العديد من البطولات، منها المراكز الأولى في الكارتيه، وحصد ميدالية في الفنون الشعبية بمسابقة «انا موهوب».
وأكدت أن والد محمود توفى وكان هو في الثامنة من عمره، وأكملت مشوار تعليمه وتدريبه بمفردها، بجانب تربية أبنائها، وواجهت صعوبات كثيرة، ومنها انتقاد من اقرب الناس لإلحاق ابنها بالتعليم وتنمية مهاراته، قائلة:« الناس كانت بتقولي بتعلميه ليه، مصاريف كتير اخواته اولى بيها»، متابعة انها لم تلتفت لهذا الحديث، وكانت ترى انه هو الأهم والذي لا بد ان يكون له رعاية واهمية خاصة، مشيرة إلى لديها أربعة أبناء آخرين، ثلاث اولاد وفتاة تخرجوا جميعًا من الجامعة بكليات التجارة والهندسة.
ولفتت انها أكملت مشوار تربية أبنائها بمفردها، وحرصت على الاهتمام بمحمود وتوفير له جميع احتياجاته، حيث كانت تبحث عن اي شيي يطوى من مهاراته، قائلة « بدعي ربنا يديني الصحة عشان خاطره وعسان افضل جنبه واراعيه».
وأوضحت أن نجلها اصيب منذ عاملين بشرخ في الجمجمة، أثناء رحلة إلى الهرم، حيث أوقف بعد الإصابة النشاط الرياضي مؤقتًا لحالته الصحية، فبحثت عن مجال للترفيه عنه وتنمية مواهبه، فكان الاشغال اليدوية، حيث بدأت اعلمه كيفية تنفيذ «السبح» من الخرز، حتي تمكن من صنعها بمفرده واهدائها إلى الاصدقاء والاقارب وتوزيعها ايضًا، حتى شارك في ركن الابداع بمسابقة شباب مصر الثالثة للمهارات بالأكاديمية العربية وحصل على المركز الأول بالمسابقة.