«بعد ثورة البيانات».. رئس اتحاد بنوك مصر يوضح أهمية الأمن السيبرانى
قال محمد الأتربي رئيس اتحاد بنوك مصر، إنه لاشك في أن مفهوم الأمن قد اتسع ليتخطى نطاق مفهومه التقليدي المعروف ليشمل أنواعاً متعددة يأتي في مقدمتها الأمن السيبراني الذي أصبح ضرورةً ملحة بعد ظهور الثورة الصناعية الرابعة أو ما يعرف بثورة البيانات، لأن فضاء الانترنت أصبح يعج بالتعاملات والمعاملات الإلكترونية التي تحتاج إلى تشفير وتأمين، لكي تكون آمنة وبمنأى عن الاختراق أو التهكير.
وأضاف الأتربي في كلمته خلال ملتقى الأمن السيبراني بشرم الشيخ أن مفهوم الأمن السيبراني يُعد أشمل وأوسع من أمن المعلومات، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار حماية البيانات وتطبيقات نظم المعلومات المختلفة.
وأكد أن الأمن السيبرانى أصبح أحد أهم ركائز الاقتصاد الرقمى في العالم وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة رفع الوعى بخطورة التهديدات السيبرانية؛ وتفعيل منظومة الأمن السيبرانى في مختلف القطاعات، وحماية البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من المخاطر السيبرانية، خاصة للمؤسسات المصرفية، ولابد أن يواكب ذلك فهمٌ حقيقى من جمهور العملاء بما يتهدده من مخاطر في ظل ما يشهده العالم من نمو مستمر في أعداد مستخدمى الأجهزة والنظم الذكية، وتزايد الهجمات الإلكترونية المتعددة.
وأشار إلى أن الظروف الإستثنائية التي يشهدها العالم نتيجة جائحة COVID-19 جعلت التكنولوجيا حجر الزاوية الذي تعتمد عليه المجتمعات في إدارة الأعمال والمعاملات ما أدى لارتفاع معدلات استخدام الخدمات الرقمية وزيادة الاعتماد على المعاملات الإلكترونية؛ وأن التحول السريع نحو الاقتصاد الرقمى العالمى وما يتم خلاله من رقمنة للعمليات والخدمات والمعاملات التجارية قد أدى لزيادة هائلة في حجم الهجمات السيبرانية في ضوء التطور الكبير في تقنيات الإنترنت على نحو مكَّن مرتكبى الجرائم السيبرانية من جعلِها عابرةً للحدود.
وتابع: “مع تسارع التحول العالمى نحو الاقتصاد الرقمى الذى يتم خلاله رقمنة العمليات وسلاسل التوريد والمعاملات التجارية وخدمات المواطنين والهيئات والمؤسسات المختلفة، فإنه من المتوقع أن تظل الهجمات السيبرانية أحد التهديدات الرئيسية التى تواجه العالم؛ حيث أظهرت إحدى دراسات المؤشر العالمى لحماية البيانات 2020، أن المؤسسات فى منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتت تدير بيانات أكثر بنحو 73 % مقارنة بما كانت تقوم به العام الماضى؛ ويقترن هذا الارتفاع الكبير فى حجم البيانات بتحديات أساسية لمعظم دول العالم”.
واختتم: “يصنف تقرير المخاطر العالمية لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمي، الهجمات الإلكترونية كثانى أكبر المخاطر العالمية التى تهدّد الاقتصاد الدولى فى العقد المقبل، خاصة أن الاقتصاد العالمي يتكبد خسائر تصل الى 2.9 مليون دولار كل دقيقة بسبب الجرائم الإلكترونية وفقا لأحد التقارير المتخصصة”.